هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، محمود حسين، إنهم عازمون على إبقاء ذكرى مجزرة فض رابعة "حيّة في نفوس المصريين جميعا، وإحياء الأمل في نفوسهم"، مؤكدا أن "الأمل في الله سيظل كبيرا، ونصره لجنده ولعباده المؤمنين محقّق إن شاء الله"، وفق قوله.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الأمين العام للإخوان، مساء الثلاثاء، خلال فعالية نظمتها قوى مصرية معارضة في الخارج، إحياءً للذكرى السادسة لمجزرة فض رابعة والنهضة، تحت شعار "رابعة الأمل.. رابعة الصمود"، بمدينة إسطنبول التركية.
وأشار حسين إلى أن "الصراع بين الحق والباطل صراع طويل ومرير، كثير الجراحات، فادح التضحيات، باهظ التكاليف".
وأضاف: "نلتقي اليوم في ذكرى أبشع مجزرة شهدتها مصر في تاريخها الحديث على أيدي الانقلاب العسكري الفاشي ضد مواطنين عُزّل خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وهي في ذات الوقت أشرف ملحمة عاشها الشعب المصري، وقدّم فيها دماء أعزّ أبنائه من أجل الحرية والحياة الكريمة واستقلال القرار الوطني".
وأكد أن "تلك المجزرة هي بلا جدال جريمة مكتملة الأركان اقترفتها جحافل الانقلاب الهمجية على مرأى ومسمع من العالم الذي تابعها على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام المختلفة، ومن ثم فلا يخفى على أحد من هو الجاني الحقيقي الذي سفك الدماء وحرق بقلب متحجر فاقد للرحمة الأجساد الطاهرة".
اقرأ أيضا: في ذكراها السادسة.. مشاهد لا تنسى من مجزرة رابعة (فيديو)
وذكر أن "المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية صنفت تلك المجزرة كأكبر مجزرة في تاريخ مصر الحديث تحدث في يوم واحد، وأنها أكبر عملية قتل جماعي، وقالت تلك المنظمات إن عمليات القتل لا تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي لحقوق الإنسان فحسب، بل جريمة ضد الإنسانية، لكونها ممنهجة وواسعة النطاق، ولوجود أدلة تشير إلى أنها جاءت ضمن سياسة متبعة ومرتب لها ترتيبا مسبقا".
ونوه إلى أنه "لم يحدث أيّ تحرك فعليّ من الأمم المتحدة حيال المجرمين، بل إن الحكومات الغربية مازالت تفتح عواصمَها لاستقبال رأس الانقلاب وقادته حرصا على مصالحها، في وقت تتغنى فيه بمبادئ حقوق الإنسان. كما أن الجناة ما زالوا أحرارا طُلقاء تصرف لهم المكافآت، وتقدّم لهم المزايا نظير ما ارتكبوا من جرائم".
وأوضح أن السيسي الذي وصفه بـ "رأس الانقلاب العسكري الخائن قام في 26 تموز/ يوليو الماضي بالموافقة على قانون يمنح القادةَ العسكريين الحصانة من المقاضاة أو الاستجواب بشأن أي حدث وقع بين 3 تموز/ يوليو 2013 وكانون الثاني/ يناير 2016، إلا بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وذلك بالرغم من مخالفة هذا التشريع لدستور العسكر الانقلابي".
وقال: "في المقابل؛ قام الانقلاب بعمليات تنكيل واسعة بالضحايا الذين شاركوا في اعتصام رابعة والنهضة، ونصب محاكمة فاجرة وملفقة لأكثر من 739 من خيرة أبناء مصر، وأصدر أحكاما بالإعدام بحق 75 منهم بتهمة القتل العمد، ومهاجمة المواطنين، ومقاومة السلطات، وتدمير الممتلكات العامة، وحيازة الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف، وذلك وفق نص لائحة الاتهام الملفقة".
وأكد أن السيسي "زجّ بأكثر من ستين ألفا من خيرة أبناء مصر، وقتل منهم من قتل بمنع العلاج والدواء عنهم، ويمارس عليهم أبشع ألوان القهر وانتهاك حقوق الإنسان، فأيّ فجور في الخصومة السياسية؟ وأيّ بشاعة في الانتقام تلك؟".
وأضاف:" يأتي إحياؤنا لتلك الذكرى الجليلة هذا العام في أجواء استثنائية يتوقف أمامها التاريخ بشهوده من أحرار العالم أجمع احتراما وإجلالا للرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الذي لقي ربه شهيدا يوم 17 حزيران/ يونيو الماضي".
وأردف: "لقي (مرسي) الله شهيدا بإذن الله بعد ملحمة صمود ندر أن تشهد مثلها ساحات النضال بعد ست سنوات من النضال والصمود والثبات في مواجهة جبروت الانقلاب العسكري الفاشي دون أن يتنازل قيد أُنملة عن شرعية الشعب المصري".
وقال: "إننا مع كل أحرار مصر والعالم لن نتوقف عن المطالبة والسعي لدي كل المنظمات والجهات الدولية لفتح تحقيق دولي شفّاف يكشف ملابسات وفاة الرئيس مرسي وما تلا ذلك من إجراءات تعسفيّة تمثَّلت في منع دفن جُثمانه الطّاهر في مسقط رأسه، ومنع تشييع جِنازته، بل إنه تمّ دفنه فجرا بحضور أسرته الصابرة المحتسبة فقط".
وأكمل: "أخي وحبيبي أيها الرئيس الشهيد جزاك الله عن الأمة وعن مصر وعنّا خير الجزاء؛ فقد أديت رسالتك بكل شرف وأمانة، ووفيت عهدك مع الشعب. وعهد علينا ألا نحيد عن طريق نضالك ولن نفرّط في الأمانة، دمائك ودماء كل الشهداء والجرحى وحقوق المختطفين في سجون الطغاة وكل الحقوق وحق الشعب المصري في الحرية والكرامة والحياة الكريمة".
وتابع الأمين العام لجماعة الإخوان:" على مدى ست سنوات لم تعرف البلاد طريقا للاستقرار أو الهدوء، بل سادها الفساد والفشل على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف: "ست سنوات هي الأكثر سوءا في تاريخ مصر على كل الأصعدة من حيث أحكام القضاء المسيّس، والقمع الأمنيّ غير المسبوق، والقتل خارج نطاق القانون، والإخفاء القسري، وزجّ كل من يرفع صوته في السجون حتى من دعموا الانقلاب على الرئيس المنتخب والتجربة الديمقراطية الوليدة".
اقرأ أيضا: فريق "نحن نسجل" يبدأ بتعقب المتورطين بمجزرة رابعة (شاهد)
واستطرد قائلا: "ست سنوات مضت في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل مخيف، ورفع الدعم، واشتعال الأسعار، واكتواء المواطنين بنارها، وتزايد أعداد البطالة، وارتفاع نسبة الفقر حسب إحصائيات رسمية أشارت إلى وقوع 31% من الشعب تحت خط الفقر".
وذكر: "ست سنوات مضت والنظام الانقلابي يواصل هرولته وتطبيعَه مع العدو الصهيوني بعد أن تحول إلى خادم ذليل لمشاريع هذا العدو وأهدافه البغيضة، وإفراغ شبه جزيرة سيناء من أهلها وتدمير منازلهم وإتلاف زراعاتهم وتهجيرهم قسريا تماهيا مع صفقة القرن المشؤومة، وواقع الحال في هذا الصدد لا يحتاج إلى مزيد من الأدلة".
وأكد الأمين العام لجماعة الإخوان أن ما وصفها بحملة الانقلاب الوحشية ضد "أحرار الشعب المصري بكل فئاته لا تتوقف، وبات معلوما للكافة أنها حملة ضد الشعب المصري كله وليس ضد فصيل من فصائله".
وقال: "امتدت الحملة إلى حرب على هوية مصر الإسلامية، ولكن هيهات فالرافضون للانقلاب يزدادون ثباتا وصمودا والشعب المصري يزداد وعيا وإدراكا لما يدور، ولن يقرّ لهذا الانقلاب قرار أو استقرار بإذن الله".