هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تحذيرات روسيا والصين من التصعيد العسكري الجديد الذي قد تلجأ له الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ردة فعل روسيا كانت شديدة إزاء الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة اختبرت صاروخا جوالا يوم الأحد الماضي. وحسب البنتاغون، فإن "القذيفة من نوع صاروخ توماهوك كروز للهجوم العابر للقارات، يبلغ مداها حوالي 500 كيلومتر"، وقد أُطلق هذا الصاروخ في الساعة الثانية والنصف بعد الزوال من يوم الأحد من جزيرة سان نيكولاس، على ساحل المحيط الهادئ بكاليفورنيا.
وقد تزامن ذلك مع مرور أسبوعين على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقعة في سنة 1987 من قبل الرئيسين رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف، والتي يُحظر بمقتضاها تخزين واختبار هذه الصواريخ الأرضية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح بالنسبة لروسيا أنه لا يمكن إجراء هذه التجربة إذا لم تقم الولايات المتحدة بتطوير الأسلحة والموافقة على إطلاقها مسبقا. ومن جهته، وصف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف هذه العملية بأنها "أمر مؤسف". وأكد السيناتور الروسي قسطنطين كوساتشيف أن هذه العملية من شأنها أن تهدد الأمن القومي لبلاده، خاصة أن الولايات المتحدة لم تلتزم بالمكتوب.
اقرأ أيضا: بطلب روسي صيني.. مجلس الأمن يجتمع لبحث "الصواريخ الأمريكية"
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة، التي لم تصدر حكومتها أي بيان في هذا الصدد، تتّهم روسيا بانتهاك القانون الدولي لسنوات. وفي شباط/ فبراير الماضي، أوضح ترامب أنه لم يكن على علم بالسبب "الذي يقف وراء عدم قيام الرئيس السابق باراك أوباما بإعادة التفاوض بشأن المعاهدة أو الانسحاب منها". وأضاف ترامب أنهم "لم يسمحوا لروسيا بانتهاك الاتفاق النووي وتصنيع الأسلحة في الوقت الذي لا يمكن فيه للولايات المتحدة القيام بذلك".
في سياق متصل، أوضح ترامب "لقد حافظنا على الاتفاق واحترمناه. لكن روسيا، للأسف، لم تمتثل له. لذلك سننسحب منه". وفي الواقع، حذرت الولايات المتحدة من قيام روسيا بتجربة صواريخ أرضية ذات خصائص مماثلة منذ سنة 2014.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله: "نحن مهتمون بإعادة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمبادئ المساواة والاحترام المتبادل".
من جانب آخر، ردت بكين على عملية إطلاق الصاروخ من قبل الولايات المتحدة وحذرت من أنه قد يكون لذلك "عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي". ويتزامن ذلك مع نشر دراسة أعدتها جامعة سيدني تحذر فيها من أن الصين ستقضي على الدفاعات العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ خلال ساعات.
ووفقا للدراسة، عززت الصين ترساناتها العسكرية بينما كانت واشنطن، المحاصرة في حربي أفغانستان والعراق، متخلّفة عن الركب. وتؤكد الدراسة بشكل قاطع أن "الولايات المتحدة لم تعد تتمتع بالأولوية العسكرية في المحيط الهندي والهادئ وأن قدرتها على الحفاظ على توازن قوى ملائم أصبح غير مؤكد بشكل متزايد".
اقرأ أيضا: تقارير: خطوة من واشنطن وأخرى من بكين نحو حرب في آسيا
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الدراسة تحدثت بوضوح عن "أزمة استراتيجية" وحذرت من أن "التأثير المشترك للحروب في الشرق الأوسط والتقشف في الميزانية ونقص الاستثمار في القدرات العسكرية المتقدمة وحجم الأجندة الليبرالية لبناء النظام في الولايات المتحدة، ترك القوات المسلحة الأمريكية غير مستعدة بما فيه الكفاية لمنافسة القوى العظمى في المحيط الهادئ والهندي. وتدل هذه المعطيات على إمكانية بداية سباق تسلح جديد.