هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب يميني إسرائيلي إن "الساسة الإسرائيليين يعرفون أنهم يكذبون على الجمهور الإسرائيلي في مسألة الإطاحة بحماس في غزة؛ لأن بيني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعلون وعمير بيرتس وأفيغدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو، كلهم يقدم وعودا بأنهم سيخضعون حماس، لكنهم يعلمون الحقيقة أن أحدا منهم لن يكون مستعدا لدفع الثمن المطلوب لذلك".
وأضاف آرييه إلداد في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21"، أن "الساسة الإسرائيليين يقدمون هذه الوعود من أجل بث مزيد من التفاؤل ليس أكثر في نفوس الإسرائيليين، وهذه سذاجة، لأنهم يعلمون أنهم يكذبون، ويعلمون في الوقت ذاته أن الجمهور يحب من يكذب عليهم، وهكذا دأب زعماء الائتلاف الحكومي والمعارضة في إسرائيل على ترديد هذه العبارة: في المرة القادمة امنحونا قوة، وسنقضي على حماس".
وأشار إلى أنني "ما زلت أذكر وعود إسحاق رابين حين هدد ياسر عرفات بعدم السماح للمسلحين بإطلاق القذائف على عسقلان، وكذلك أريئيل شارون حين وعد بتحسين الوضع الأمني لإسرائيل بعد الانسحاب من غزة، مع أنه علم أننا بعد الانسحاب منها ستتحول قاعدة أساسية للعمليات المسلحة، حتى أن زعماء اليسار الإسرائيلي ما زالوا حتى اليوم لا يعترفون بأن الانسحاب كان خطيئة تاريخية، فضلا عن كونه جريمة".
وأوضح أن "جزءا من الإسرائيليين يكابرون بأن انسحاب غزة ساعد في تحسين وضعنا الأمني، ويتجاهلون أن حماس تردع إسرائيل التي لا تبدي استعدادها لدفع ثمن القضاء عليها، مع أن نتنياهو حين تزعّم المعارضة في 2009 هدد بأنه في حال وصوله لرئاسة الحكومة سيدمر سلطة حماس في غزة".
وكذلك وعد ليبرمان بأنه إن تولى وزارة الحرب فسيمنح إسماعيل هنية 48 ساعة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، وإلا سيموت!".
وأكد أنه "الغريب أن وسائل الإعلام والساسة الإسرائيليين يعاودون ويكررون هذه الأقوال والتصريحات، لكن الجمهور يواصل تصديق هؤلاء الذين يكذبون عليه، ولا يلقون بالا لأكاذيبهم، حتى أن غانتس يردد هذه الأيام عبارة أن "المعركة القادمة أمام غزة ستكون الأخيرة، وفي الجولة القادمة سنخضع حماس نهائيا، وإن اضطررنا فسنقتل كل قادتها، ونقوم بعملية برية كلما تطلب الأمر".
واستدرك الكاتب بأن "غانتس كان رئيس الأركان في حرب الجرف الصامد على غزة في 2014، ويعلم كيف أن الكابينت اتهمه آنذاك بأنه لم يحضر خططا لإعادة احتلال غزة، أو أحضرها واصطحب معها 500 تابوتا للجنود الإسرائيليين الذين سيقتلون ثمنا لهذه العملية في قلب القطاع، واليوم يحاول غانتس الظهور أمام الإسرائيليين كبطل خارق، رغم أنهم يعلمون بأنه يكذب، ليس لأن الجيش لا يستطيع إخضاع حماس، ولكن لأن زعماء إسرائيل وقادة المنظومة الأمنية ليسوا مستعدين لدفع الثمن المطلوب لهذه العملية".
وأشار إلى أنه "منذ الانسحاب من غزة في 2005، خاض الجيش الإسرائيلي العديد من جولات التصعيد ضد حماس في غزة، وامتنع قادة إسرائيل عن إعادة احتلال القطاع، بل منحوا حماس مهلة لمدة اثني عشر عاما تحولت غزة خلالها قاعدة للعمل المسلح، تحفر أنفاقا ومخابئ طولها عشرات الكيلومترات، وتصنع القذائف الصاروخية، مع جيش مكون من عشرين ألف مسلح".
وأضاف أنه "رغم كل جهود حماس العسكرية، تواصل إسرائيل إمداد غزة بالمياه والكهرباء والطعام والدواء والحديد والأسمنت، بجانب ملايين الدولارات، وبين حين وآخر تخرج إسرائيل لتنفيذ عملية في غزة بغرض إعادة الهدوء للجبهة الجنوبية، ومنذ الانسحاب من القطاع قتل مئات الإسرائيليين من الجنود والمستوطنين وآلاف الغزاويين".
وختم بالقول إنه "في العملية البرية الجزئية خلال حرب الجرف الصامد أمام حماس في 2014 قتل 74 إسرائيليا، وفي حال أرادت الدولة من جديد القضاء على حماس، فسيكون لدينا قتلى كثر كثر أضعافا مضاعفة، ولأن قادة إسرائيل غير مستعدين لدفع هذا الثمن، فإن حماس تنجح في ردعنا".