هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتادت الطائرات المسيرة الإسرائيلية، على تنفذ طلعات جوية "شبه يومية" فوق الأجواء اللبنانية.
وفي حين كانت تكتفي الحكومة اللبنانية بتسجيل الخروقات، وتقديم شكاوى لمجلس الأمن، فقد هاجم الجيش اللبناني الأربعاء طائرتين إسرائيليتين مسيرتين بمضادات أرضية، للمرة الأولى منذ زمن بعيد.
وقالت قيادة الجيش اللبناني، إن قواتها تصدت لطائرات استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي مسيرة آتية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، خرقت الأجواء اللبنانية، وحلقت فوق مراكز الجيش في منطقة العديسة، ومنطقة كفركلا، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.
ويضع هذا التصدي "النادر"، سؤالا حول علاقته بتهديد حزب الله بالرد على القصف الإسرائيلي الأخير، الذي طال موقعين مؤخرا، أحدهما في الضاحية الجنوبية والآخر في البقاع، وما إذا كان الرد محاولة من الجيش اللبناني لكبح تصعيد الحزب، ومنعا لانزلاق الأحداث نحو مواجهة مفتوحة لا تريدها لبنان.
المحلل السياسي طلال عتريسي، قال إن رد الجيش اللبناني على اختراق طائرات إسرائيلية، ينسجم مع قراري مجلس الدفاع الأعلى اللبناني ورئاسة الجمهورية، بشأن الرد على أي عدوان إسرائيلي يطال الأراضي اللبنانية.
ومن جهة أخرى، رأى عتريسي في حديث لـ"عربي21"، أن الجيش يحاول بالفعل أن ينزع الذريعة من الحزب، ويذكره بأنه ليس وحده في موضوع الرد، لافتا إلى أن الحدث ممكن فهمه أيضا في إطار تكامل الأدوار، بسبب الموقف المؤيد لحزب الله، والرافض للاعتداءات الأخيرة.
اقرأ أيضا: مصادر: حزب الله يجهز لضربة مدروسة ضد إسرائيل هذه تفاصيلها
وحول طبيعة رد حزب الله قال: "عملية الرد المتوقعة ربما لا تكون بهذه الطريقة (استهداف طائرات استطلاع إسرائيلية)، وأعتقد أنها ستكون داخل فلسطين المحتلة".
وعن حجم الرد أضاف: "أتوقع ردا محدودا، بحيث لا يتطور إلى مواجهة مفتوحة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، فلا أحد يرغب بتصاعد الموقف، فعلى المستوى الإسرائيلي هناك انتخابات على الأبواب، ولبنان غير معني بحرب مفتوحة".
وشدد على أن الهدف من وراء الرد المرتقب لحزب الله، رغبته في تثبيت قواعد الاشتباك التي تشكلت بعد الحرب الأخيرة على لبنان عام 2006، فلا يريد الحزب استفراد إسرائيل بالهجوم والعبث بالساحة اللبنانية دون الرد عليها.
وبحسب وزارة الخارجية اللبنانية، فإن الخروق الإسرائيلية زادت وتيرتها في الأشهر الأخيرة، حيث بلغت أكثر من 481 خرقا في شهرين فقط.
وكان لبنان تقدم عشرات المرات بشكاوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي بسبب انتهاكها للقرار 1701 وانتهاكها المستمر والمتواصل للسيادة اللبنانية.