هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الثلاثاء، بأن الوضع الحالي بالجزائر هو "شأن داخلي يخصنا وحدنا ويقتضي بالضرورة حلولا من واقعنا وتجاربنا"، وذلك في رد غير مباشر منه على الخرجات الإعلامية الأخيرة لكل من سفير روسيا بالجزائر ووزير الخارجية الفرنسي اللذان علقا على الأوضاع التي تعيشها الجزائر.
ونُقل عن السفير الروسي، إيغور بيليايف في إحدى صفحات فيسبوك التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني، أنه قال في الاجتماع، أن "الحل يكمن في تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال" وبأن "تشكيل هيئة الحوار من شأنه تسهيل الأمور".
وقيل عن السفير الروسي إنه أشاد بدور الجيش الجزائري معتبرا أنه "لعب دورًا تاريخيًا في تحقيق النتائج المشهودة للحراك، وأن سلمية الحراك برهنت للجميع مدى وعي الشعب الجزائري"، إلا أنه بعد الانتقادات الشعبية التي وجهت له من طرف الجزائريين عاد ليفند تماما التأويلات التي صاحبت كلامه حول التدخل في الشأن الجزائري في مؤتمر صحفي عقده بالمناسبة.
اقرأ أيضا: فرنسا تتدخل وروسيا تتدارك.. ماذا يريد الخارج من الجزائر؟
فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إن "رغبة بلاده الوحيدة بالنظر للعلاقات العميقة التي تجمعها بالجزائر هي أن يتمكن الجزائريون معا من إيجاد ما يوصلهم لطريق الانتقال الديمقراطي".
وأبرز لودريان في كلمته خلال اختتام أشغال ندوة السفراء الفرنسيين، "إن الحل يكمن في الحوار الديمقراطي"، مشيرا إلى أنه "في هذه اللحظة التاريخية، سنواصل وقوفنا إلى جانب الجزائريين في إطار الصداقة التي تحكم علاقاتنا".
شأن داخلي
قال الفريق أحمد قايد صالح في كلمة توجيهية ألقاها في اليوم الثاني لزيارته للناحية العسكرية الرابعة بأن "الوضع اليوم هو شأن جزائري داخلي يخصنا وحدنا ويقتضي بالضرورة حلولا من واقعنا وتجاربنا حتى وإن تباينت وجهات النظر واختلاف الآراء التي لا تفسد للود قضية".
وأضاف صالح: "علينا نحن كجزائريين التوصل لحلول مما يتيح لنا تجاوز أزمتنا بسلام والتفرغ لخدمة الجزائر".
وتابع: "يتعين على الجميع الوعي بحساسية المرحلة واليقين بأن تبني الحوار النزيه هو واجب وطني تستلزمه المصلحة للوطن".
وأكد قايد صالح أن المؤسسة العسكرية مقتنعة "بأننا سنتجاوز هذا الظرف الذي تعيشه البلاد وسنعبر بوطننا الغالي إلى بر الأمان".
كما أكد على أنه "يتعين على الجميع الوعيي بحساسية المرحلة واليقين بأن الحوار العقلاني والعمل على إنجاحه والابتعاد عن السلبية والمهاترات وسياسة تثبيط العزائم هو واجب وطني تستلزمه المصلحة العليا للبلد".
اقرأ أيضا: الجزائر.. المعارضة ترفض دعوة رئيس الأركان للهيئة الناخبة
وأضاف: "هذه الأنانية التي أعمت بصيرة أولئك الذين لا يعرفون قيمة هذا البلد وشعبه ويحترفون التضليل والتدليس، الأكيد أن مشاريع ومخططات هذه الشرذمة الضالة (لم يحددها) لا تصب في مصلحة الوطن والشعب وسيكون مآلها الفشل حتما".
ويواجه فريق الحوار انتقادات من أحزاب معارضة؛ حيث اعتبرت أن عمله يدور فقط حول حوار يفضي إلى انتخابات رئاسية، وأنه تجاهل مطالب الحراك برحيل رموز نظام بوتفليقة.
والسبت الماضي، كشفت الهيئة الوطنية للوساطة والحوار عن النتائج المستخلصة من جولاتها المباشرة مع الفعاليات السياسية ومكونات المجتمع المدني للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد.
وقالت اللجنة إن النتائج الأولية المتحصل عليها هي ضرورة الذهاب إلى انتخابات رئاسية، يقتضيها السياق الأمني الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، مع السهر على تحقيق الشروط والآليات السياسية والقانونية الضامنة لذلك في كنف النزاهة والشفافية والحياد.
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، أثنى، الاثنين الماضي، على جهود لجنة الوساطة والحوار التي يقودها كريم يونس والتي باشرت لقاءات مع الطبقة السياسية لبحث سبل الخروج من أزمة المرحلة الانتقالية التي تعيشها الجزائر.
ومنذ 22 شباط/ فبراير الماضي، تعيش الجزائر على وقع احتجاجات شعبية دفعت في 2 نيسان/ أبريل الماضي بعبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة من الرئاسة، فيما اعتقل عدد كبير من رموز نظامه وعلى رأسهم الوزيران الأولان السابقان، أحمد أويحيى وعبد المالك سلال.
اقرأ أيضا: قايد صالح يدعو لانتخابات رئاسية بالجزائر قبل نهاية 2019