هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود حالة من الترقب الحذر في شمال غرب سوريا، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع العسكرية التي لا تبشر بهدوء واستقرار.
وأسهمت التطورات الجديدة، المتمثلة باستئناف
الطائرات الروسية غاراتها على مناطق في إدلب، الخميس، بعد توقفها لنحو أسبوعين وفق
وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا، وكذلك الأنباء عن تحشيدات عسكرية روسية وإيرانية
في ريف إدلب الجنوبي، في زيادة منسوب القلق الشعبي من تجدد المعارك.
من جانبه، قال القيادي في "الجيش
الحر" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، إن "القصف لم يتوقف من قبل المليشيات
المدعومة روسيا، ومليشيا النظام، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار مطلع الشهر الجاري،
لكنه اقتصر على المدفعي والصاروخي".
وأردف في حديثه لـ"عربي21":
"عاد الطيران الروسي للقصف بشدة واستهدف المدنيين بشكل مباشر اليوم، وهو أمر متوقع".
وحول التعزيزات من جانب النظام إلى المناطق
القريبة من جبهات ريف إدلب الجنوبي، وما إن كانت مؤشرا على اقتراب تجدد المعارك، قال
عبد الرزاق: "لم يكن هناك وقف لإطلاق
النار إطلاقا، بل هي فترة لإعادة تجميع القوات، وإمدادها بالأسلحة والذخيرة، واستقدام
المزيد من المرتزقة بعد الخسائر الكبيرة، في صفوف مليشيا الأسد التي بأغلب تشكيلاتها
فقدت القدرة القتالية، بعد خسائرها الجسيمة بالعتاد والأرواح".
اقرأ أيضا: قتلى بغارات للنظام على إدلب رغم وقف إطلاق النار (شاهد)
ومتفقا مع عبد الرزاق، قال القيادي السابق
في "جيش العزة"، المقدم سامر الصالح: "لا يوجد وقف إطلاق نار إن لم
يكن بقرار من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبموافقة ودعم أمريكا والدول الأوروبية".
وأضاف لـ"عربي21" أن
"مليشيات الأسد ومن معها تحشد في مكان ما، وتحضر لعمل قضم جديد، والقصف هو في
سياق عملية القضم والضغط على الحاضنة لإجراء مصالحات".
في الأثناء، قال فريق "منسقو استجابة
سوريا"، إن استمرار خروقات الطرف الروسي وقوات النظام على أرياف إدلب وحلب وحماة
لمنع عودة النازحين إلى بلداتهم، تثبت بالدليل القاطع المحاولات التي تبذلها روسيا
لتضييق الخناق على المدنيين في المنطقة والعمل على إخراجهم إلى مناطق سيطرة حكومة النظام،
من خلال إيجاد حالة عدم أمان أو استقرار في المنطقة.
اعتقالات للناشطين
وفي إدلب أيضا، لكن على صعيد آخر، اتهم
نشطاء "هيئة تحرير الشام" بتنفيذ حملة اعتقالات بحق ناشطين، وآخرهم الناشط
الإعلامي محمد جدعان.
وذكرت مصادر محلية، أن عناصر من
"تحرير الشام" اعتقلوا جدعان، الخميس، ونقلوه إلى أحد مشافي المنطقة، بعد
إصابته بطلق ناري، في أثناء الملاحقة في قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وسبق هذه الحادثة بيومين، اعتقال الناشط
الإعلامي أحمد رحال من قبل قوة أمنية تابعة لـ"تحرير الشام" بحسب مصادر محلية.
اقرأ أيضا: ناشطون: قصف روسي شمال سوريا في انتهاك لاتفاق الهدنة
وعزت المصادر التي تحدثت إلى "عربي21"
سبب اعتقال رحال، إلى نشر الناشط الشريط المصور للقيادي "أبو العبد أشداء"،
الذي وجه فيه الأخير انتقادات حادة لـ"تحرير الشام"، متهما قيادتها بالفساد
المالي والإداري والعسكري.
من جانبها، أكدت شبكة "الدرر الشامية"
اعتقال مراسلها رحال من قبل "تحرير الشام"، موضحة أن رحال عرضة للتحقيق في
قضية أمنية.
وفي الوقت الذي لم تفصح فيه الشبكة المحلية
عن ملابسات القضية، طالبت "تحرير الشام" بإطلاق سراحه، والتوقف عن ملاحقة
الناشطين.