دعنا عزيزي القارئ نطرح سؤالا
بديهيا: هل تُحب
السينما؟ هل المسؤولون في بلادنا وإعلامنا العربي يدركون ماهية
وأهمية الفن السابع بشكل خاص؟ هل يدركون جمال هذا الفن وقدرته على تهذيب النفس
ورفع مستواها بشكل مباشر وغير مباشر؟
عندما أتأمل التصور العام لهذا
الفن، وأحاول استبصار النظرة التي تُقلل من شأنه، أدرك تماما أننا بعيدون كل البعد
عن التصور الجمالي له.. بعيدون عن تلمس تنويعاته وتفريعاته، فالتصور الذهني للعالم
العربي يرى أن السينما يجب أن تنحصر في دائرة تجعلها مجرد أداة للتسلية لا أكثر.
ومن ثم، تأسيسا على هذا المفهوم،
أصبح مُصطلح التوزيع (وهو معني بعرض الفيلم بعد إنتاجه بصالات العرض المختلفة) هو
فقط لجني الأرباح منه لا أكثر ولا أقل.
لكن تصور الغرب عن الفن السابع
أعمق بكثير من التصور الساذج له بعالمنا العربي. فالغرب يولي أهمية كبيرة لهذا
الفن؛ بوصفه أداة مؤثرة وفاعلة على كل المستويات، سواء كانت سياسية أم اجتماعية أم
ثقافية.
لذا، شرع اليهود (مثلا) مُبكرا
بإنتاج
الأفلام وعرضها بدور عرض مملوكة لهم أو هم مساهمين بإدارتها وتأسيسها.
ومن هنا، نستطيع أن نؤكد أن
اليهود استطاعوا مبكرا التأثير على الرأي العام، وتكوين تأثير إقليمي وعالمي
مجاريا لطموحاتهم وأفكارهم، وأصبحنا نحن ننتظر إنتاج الأفلام الخفيفة المسلية لجني
الأرباح من ورائها.
بقينا نحن في نفس الدائرة لا
نُحرّك ساكنا. ومن المدهش والغريب العجيب، أن يستمر العرب في لطمهم على شجب وشتم
الأعمال الهوليودية ذات الطابع الصهيوني، بينما كان من الأولى بدل الشجب أن يصنعوا
بأنفسهم سينما موازية؛ تكون لها محاور ارتكاز لإنتاج حقيقي وتوزيع عال يستطيع
الوصول للعالم.
ولكن تنطبق علينا نحن العرب
مقولة "سينما أونطة".