هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للمعلق إيلي ليك، يقول فيه إن الضرر على أمريكا جراء سياسيتها في سوريا قد حدث بالفعل، فالسياسة المتهورة للرئيس دونالد ترامب أضرت بمصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وحول العالم.
ويقول ليك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "تصرفات الرئيس ترامب الخطيرة مستمرة، وحتى لو قرر التراجع دون أن يؤثر على المعركة ضد تنظيم الدولة، وهذا لن يحدث، إلا أن الضرر الذي تركه على المصالح الأمريكية بعيد المدى".
ويشير الكاتب إلى إعلان الرئيس يوم الاثنين عن سحب القوات من سوريا، إلا أنه قال إنه سيحمل تركيا المسؤولية لو هاجمت المنطقة الآمنة التي أنشأتها القوات الكردية، وكرر الرئيس التهديدات يوم الثلاثاء، وتحدث عن الأهداف ذاتها، لكنه قدم دعوة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة واشنطن الشهر المقبل.
ويقول ليك إن "أهم قراءة متفائلة لهذا كله هي أن يقوم ترامب بإقناع أردوغان بالتخلي عن خططه، لكن مسؤولا أمريكيا بارزا قال إن عملية عسكرية واسعة في شمال شرق سوريا ليست مطروحة على الطاولة الآن".
وينقل الموقع عن النائب السابق في البرلمان التركي والزميل في معهد الدفاع عن الديمقراطيات، إيكان إردمير، قوله إنه يتوقع قيام أردوغان بتوغل محدود، لكنه لن يتعمق في داخل الأراضي السورية.
ويستدرك الكاتب قائلا إنه "لو سحقت تركيا قوات سوريا الديمقراطية، وفتحت الباب أمام هروب أكثر من 11 ألف مقاتل تابع لتنظيم الدولة وعائلاتهم، فإن عملا كهذا سيؤدي إلى بذر الفوضى، وهذا هو نتاج السياسة المتهورة للرئيس الأمريكي ترامب".
ويقول ليك إنه "في حالة تنظيم الدولة، فإن الرئيس محق في القول إنه خسر مناطقه كلها خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقوته لشن هجمات، بحسب تقرير صدر في الصيف عن مفتشي وزارة الخارجية والبنتاغون والتنمية الدولية، وتمت كتابة التقرير قبل منح الرئيس ترامب أردوغان الضوء الأخضر لضرب مناطق شمال- شرق سوريا".
ويلفت الكاتب إلى أن "تغريدات ترامب دفعت حلفاء أمريكا الأكراد لإعادة نشر مقاتليهم، وقال مسؤولون أمريكيون إن مقاتليهم بدأوا في ترك مواقعهم حول مخيم الهول، حيث يتم احتجاز عائلات تنظيم الدولة من أجل التحضير للتوغل التركي، وفي المخيم نساء متشددات من تنظيم الدولة فقدن أزاوجهن".
ويستدرك ليك بأن "القلق هو في حال قرر المقاتلون الأكراد ترك المخيمات التي أنشئت خلال الأعوام الماضي لاحتجاز مقاتلي التنظيم في حال مضت أنقرة في عملية عسكرية واسعة".
ويفيد الكاتب بأن "الولايات المتحدة لديها خطة طارئة لتأمين الأهداف الثمينة من المعتقلين، بحسب مصادر، لكن المقاتلين من صفوف الوسط سيعودون إلى ساحات القتال".
ويبين ليك أنه "بالإضافة إلى التخلي عن معتقلات المقاتلين، فإن الأكراد سيبدؤون بلعب أوراقهم، وسيبدأ هؤلاء، الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة منذ عام 2014، بطلب الحماية من نظام بشار الأسد، وبالتالي من روسيا وإيران الداعمتين لنظامه".
وينوه الكاتب إلى أن الإيرانيين سيرون في انسحاب الولايات المتحدة فرصة ذهبية، كما يقول مايكل ناغاتا، الذي تقاعد من قيادة العمليات الخاصة في القيادة المركزية.
ويختم ليك مقاله بالقول إنه "مع ذلك فإن هناك ضعفا بدا من ترامب تجاه تركيا، وحتى لو استطاع إقناع تركيا بتحديد عمليتها العسكرية على الحدود، فإن ترامب يقوم بمكافأة أردوغان على تهوره، فقد تجاهل المعارضة الأمريكية والناتو لشرائه نظام أس-400 من روسيا، وها هو يدعوه إلى واشنطن، وهذا هو إرثه الخطير، فهو يظهر للعالم أنه يتخلى عن أصدقائه ويكافئ أعداءه".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)