هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قلل سياسيون ومحللون مصريون من جدوى استضافة الولايات المتحدة الأمريكية لاجتماع دول أزمة سد النهضة الإثيوبي؛ بهدف التوصل إلى حل توافقي يرضي جميع الأطراف.
وفي تصريحات لـ"عربي21" استبعدوا أن يقوم البيت الأبيض بالضغط على طرف لصالح آخر، رغم محاولات البيت الأبيض في إنقاذ السيسي من ورطته. وسط توقعات بأن تحول أزمة تحقيقات الكونجرس الأمريكي في قضية ترامب – أوكرانيا، وما قد يترتب عليها من إجراءات لبدء عزل الرئيس الأمريكي من تحقيق أي اختراق يذكر.
وقالت مصر، الثلاثاء، إنها قبلت دعوة أمريكية لاجتماع يشارك فيه وزراء خارجية لبحث مشروع سد النهضة، الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل ويثير نزاعا متناميا بين البلدين الأفريقيين.
وأثار رئيس وزراء إثوبيا أبي أحمد، الذي فاز بجائزة نوبل هذا الشهر لدوره في صنع السلام مع إريتريا بعد عداء طويل، احتمال نشوب حرب بسبب المشروع قائلا: "إذا كنا سنحارب... فإننا نستطيع نشر ملايين كثيرة (من المقاتلين). لكن الحرب ليست حلا".
وخلال لقائهما في سوتشي بروسيا، اتفق رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الخميس، على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحا وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وتجاوز أي تداعيات سلبية قد نتجت عن التناول الإعلامي للتصريحات التي نسبت مؤخرا إلى الجانب الإثيوبي".
"تخبط"
وقال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة السابق، محمد سودان، "يبدو أن السيسي بعد ما وقع على تعطيش مصر وجفاف أراضيها نظير عودة عضوية مصر بمنظمة الدول الأفريقية، وهو لا يدري أنه يوقع على كارثة ستلم بالبلاد، استيقظ الغافل الآن وخاصة بعد بدء اقتراب ملء خزان سد النهضة ".
وأضاف لـ"عربي21": "لجوء السيسي لفرنسا سابقا ثم روسيا والآن أمريكا لحل الكارثة التي أوقع بلاده فيها تعكس مدى تعقيد الأزمة؛ سد النهضة استثمر فيه العديد من الدول منها بعض دول الخليج وكذلك صندوق النقد وهناك مستثمرون غير معلن عنهم، هؤلاء المستثمرون سيدافعون بكل ما يملكون لبدء حصاد ثمار زرعهم بالمشروع".
وتابع: "أما عن تأثير بوتين وترامب على آبي أحمد لتأجيل ملء الخزان لمدة لا تقل عن خمس أو سبع سنوات، حتى لا تتأثر مصر من شح المياه أو انخفاض مستوى المياه خلف السد العالي فتتوقف توربينات السد باتت المعادلة الآن صعبة، حتى يتم إبطاء ملء الخزان وتأجيل جني ثمار المشروع على الشعب الإثيوبي والمستثمرين، هنا لا بد أن يعوض شخص ما المستثمرين في المشروع".
اقرأ أيضا: الكرملين: مستعدون للتوسط بين مصر وإثيوبيا بأزمة سد النهضة
وتساءل سودان: "هل يستطيع بوتين أو ترامب الضغط علي آبي أحمد والمستثمرين من أجل إبطاء ملء خزان سد النهضة، وما المقابل، وماذا سيقدم السيسي لهؤلاء جميعا، و هل يستطيع السيسي استخدام القوة لوقف ملء الخزان؟ أعتقد لقد خسر حتى هذه الورقة الأخيرة".
"أمريكا الأسوأ"
واستبعد رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، حدوث أي اختراق جراء إجراء المفاوضات على الأراضي الأمريكية، قائلا: "تغيير مكان المفاوضات لن يغير الكثير خاصة في أمريكا ربما تكون أكثر سوءا؛ فالرئيس ترامب وحكومته في أصعب أيامهم، فهناك لجان برلمانية عديدة تحقق في مسألة ارتكابه مخالفات تمهيدا لعزله".
وأضاف لـ"عربي21": "إلى جانب أن وزارة الخارجية التي سترعى المفاوضات في أضعف حالتها؛ بعد أن حجًم ترامب دور وزيره "بومبيو" بشكل شديد، بحيث قَبِلَ أن يكون وزير تشريفات، وسيكون دور أمريكا كمسرح للأحداث فقط".
وأكد أن "واشنطن لا تعمل لصالح مصر أو نظام آخر غير إسرائيل؛ فطبيعة السياسية الأمريكية برغماتية ووقائية، وفي عصر ترامب لا تلتزم بأي أخلاق، ولكن أعتقد ستكون فرصة للجانب الإسرائيلي أن يستفيد من هذه المعمعة، وأيا كانت محاولاتها فستكون لإرضاء جميع الأطراف".
وحذر حامد "من دخول اللوبي الصهيوني على الخط من وراء ستار من خلال عملية معقدة ستصب في نهاية الأمر في صالح إسرائيل، التي سوف تستفيد بشكل أو بآخر، خاصة أن أجندة السيسي صهيونية بامتياز، ستكون المفاوضات مضيعة للوقت وفي صالح إثيوبيا".
"الديكتاتور المفضل والطفل المدلل"
ورأت أستاذ العلوم السياسية، في أمريكا، سارة العطيفي، أن "من مصلحة أمريكا تثبيت ديكتاتورها المفضل؛ ولهذا سوف يتم كسر الجمود عن طريق اللوبي الصهيوني العالمي لانتشال الجنرال الانقلابي المأزوم من محنته؛ لأنه العصى الوحيدة الآن لها في المنطقة لإجهاض أي تحرك ديمقراطي للتخلص من الهيمنة الغربية".
وفي حديثها لـ"عربي21"، تساءلت: "لكن ماذا سيقدم السيسي لأمريكا ولطفلها المدلل الكيان الصهيوني وأيضا للسودان، خاصة أن أمريكا سوف تحاول جاهدة أن تنجح في حلحلة الأزمة لكي تثيت أنها ما زالت لاعبا أساسيا في المنطقة، بعد أن فقدت مكانتها في سوريا لصالح روسيا؟".
وأشارت إلى أن "المعاهدات التي تمت بين مصر ودول حوض النيل منذ 1902 وحق مصر في المياه حق أبدي موثق بهذه المعاهدات، إذن، لماذا لا يريد السيسي التوجه إلى مجلس الأمم لتدويل المشكلة لإيقاف بناء هذا السد مؤقتا حتي يتم الاتفاق على عدم مَس حق مصر التاريخي؟".