ملفات وتقارير

دم "قتيل التذكرة".. هل يطيح بالوزير المقرب من السيسي؟

محللون: حادث مقتل الشاب تحت عجلة القطار لن يثير السيسي على وزيره المقرب في الوقت الحالي- جيتي
محللون: حادث مقتل الشاب تحت عجلة القطار لن يثير السيسي على وزيره المقرب في الوقت الحالي- جيتي

بات وزير النقل المصري، رئيس الهندسية للقوات المسلحة لسنوات سابقا، الفريق كامل الوزير، على بعد خطوات من الإطاحه به من منصبه إثر حادثي "قتيل التذكرة"، الذي أثار سخط الرأي العام في مصر، واصطدام جرار قطار بسيارة نصف نقل محملة بالركاب ومصرع وإصابة من فيها.

إلا أن سياسيين ومراقبين استبعدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن يكون الحادثان الشعرة التي سوف تقصم ظهر البعير؛ لعدة اعتبارات من بينها عدم رغبة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في ترسيخ سياسة التهاون مع المواطنين الفقراء في مثل تلك الحوادث المشابهة.

وأكدوا أن إقالة الوزير أو استقالته مسألة وقت، وقادمة لا محالة؛ لأنها سياسية بامتياز، فنقل الرجل من الإشراف على أكبر هيئة هندسية في مصر لوزارة النقل، أكثر المرافق تهالكا تحت قيادة وزير سابق، رئيس الحكومة الحالي، مصطفى مدبولي، عقاب لا مكافأة.

وقال الممثل والمقاول المصري محمد علي إن السيسي تعمد إهانة كامل الوزير، وإن خلافه معه لا يمنعه من الاعتراف بكفاءته كضابط مهندس.

وأوضح أن زيادة شعبية "الوزير"، الذي أسهم السيسي بنفسه في زيادتها، أثناء عمله رئيسا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة دفعت مقربين من السيسي لتحذيره، والتخطيط للإطاحة به.

 

اقرأ أيضا: حوادث القطارات تتكرر والسيسي يرفض مشاريع التطوير (شاهد)

وفي شباط / فبراير الماضي، أدى اصطدام قطار واشتعال النار فيه إلى مقتل 25 شخصا وحرق العشرات، في المحطة الرئيسية بالعاصمة القاهرة.

وعلى إثر الحادث، قدم وزير النقل هشام عرفات استقالته وتم تعيين اللواء كامل الوزير خلفا له.

وفي 10 آذار/ مارس 2019، كلّف السيسي اللواء كامل الوزير بتطوير وزارة النقل ومرفق السكة الحديد.

وتعهد كامل الوزير بأن يسعى لتحقيق نهضة شاملة في وزارة النقل وليس قطاع السكك الحديدية فقط، مؤكدًا أنه سيسعى لإثبات أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا بهذا الشأن.

الإنسان المصري في يد الدولة

ووقع حادث مروع هزَّ مشاعر المصريين، مساء الاثنين، حيث لقي شاب مصرعه أسفل عجلات قطار وأصيب آخر بإصابات خطيرة بعدما أجبرهما مسؤولو قطار الإسكندرية-الأقصر على القفز منه أثناء سيره، بسبب عدم قدرتهما على سداد قيمة تذكرة الركوب.

وفي اليوم التالي، لقي 4 أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون في حادث دهس قطار لسيارتهم في مدينة الأقصر جنوب مصر.

وشنت أجهزة إعلام السيسي حملة غير مسبوقة ضد -ذراع السيسي الهندسية سابقا- الوزير، تحمله مسؤولية ما جرى، رغم صدور تعليمات سابقة بقنوات وصحف بعدم تناول نشاط "الوزير" من قبل مكتب الإعلام التابع لجهاز المخابرات العامة.

وذكرت إحصائية رسمية مصرية عام 2017، أن عدد حوادث القطارات بلغ 12236 حادثا بين عامي 2006 و2016.

 

اقرأ أيضا: مقتل وإصابة العشرات في حادث تصادم قطارين بمصر (فيديو)

لم يحن الوقت

ورأى السياسي المصري، وعضو لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان سابقا، المهندس محمد فرج، أن وقت إقالة الوزير لم تحن، قائلا: لن يقدم كامل الوزير استقالته؛ أو يجبر على الاستقالة؛ فلم تحن الفرصة له كاملة لإصلاح المرفق المتهالك".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الإدارة التي تقود السكك الحديدية بمصر هي الإدارة التي تقاد بها المؤسسات التي يحكمها الجيش، فتعامل المحصل مع الشابين هو نفس تعامل كامل الوزير مع سيدة وابنها المصاب بالتوحد وتشتكي له من دفعها تذكرة كاملة له، ويبادرها بالقول إنه القانون، ولا استثناءات".

واعتبر أن حادث مقتل الشاب تحت عجلة القطار لن يثير السيسي على وزيره الآن، قائلا: "الموت بالإهمال في مصر ليس بجديد، وتجاوز الحدود، هناك الموت بالمياه، والكهرباء، ونقص العلاج، ولا توجد أولوية للحفاظ على الإنسان المصري، فيريد أن ينقل المصريين إلى مصر الجديدة التي تضم النخبة الحاكمة، ويدهس على باقي المصريين في مصر القديمة".

استقالة سياسية بامتياز

من جهته؛ قال الأكاديمي المصري، الخبير الاقتصادي، أحمد ذكر الله، لـ"عربي21": استقالة كامل الوزير ستكون استقالة سياسية بامتياز وليس لها علاقة بحوداث القطارات؛ وسيكون لها وقت محدد، وأعتقد أن السلطة السياسية في مصر تفكر هل حان الوقت لإقالة الوزير أم لا؟

ورأى أن "النظام أمام مشكلة، فلو أقيل الوزير في هذه المرحلة فهي عنوان كبير للشعب أنه لن يستطيع مسؤول معاقبتكم على عدم دفع تذاكر للقطار وسيتجنب أي مسؤول تكرار الأمر؛ لذلك لا أعتقد حدوثه الآن"، مشيرا إلى أن "النظام يرغب في إقالة الوزير لكن هذه الفرصة ليست مواتية، ورأينا ذلك من خلال الهجوم عليه بشدة من خلال وسائل الإعلام المصرية، وربما يقال في مرحلة لاحقة".

وأكد أن "المجرم في حادثة مقتل شاب التذكرة هو المسؤول عن الخلل في مجمل الأوضاع الاقتصادية، وما يصاحبها من أركان أساسية في الدولة المدنية الحديثة غائبة عن الدولة المصرية، إضافة إلى غياب دور منظمات المجتمع المدني التي كانت تساعد الناس، فهذا الشاب لم يجد عملا، ولا بدل بطالة، واضطر للعمل كبائع، ووقع تحت يد لا ترى فيه إلا ثمن تذكرة".

التعليقات (1)
احمد نوفل
الأربعاء، 30-10-2019 05:34 م
الوزير مقرب من الشعب والي يجيب اسم كامل الوزيربسوء الشعب هايدوس على رأسة بالجزمة