حالة من الهوس سيطرت على جمهور
السينما في العالم، وبشكل خاص في الشرق الأوسط، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تصنيفاتها (تويتر فيسبوك، إنستجرام، إلى آخره..).
وفي سابقة تُعّد الأولى من نوعها، وربما تكون الأخيرة، ينبري الجمهور المفتون بالفيلم، وتحديدا بأداء "جواكين فينكس" الرائع للجوكر، بتناول
الفيلم تحليلا وتدقيقا وتمحيصا. وأصبحت شخصية
الجوكر شخصية الموسم بلا منازع، وأصبح تقليد "ماسك" (قناع) الجوكر في كل مكان.. حيث أنك تلمح ذلك "الماسك" في الكثير من المظاهرات، في بلدان عديدة ومختلفة.
من وجهة نظري؛ سبب هذا التأثير المذهل
لفيلم الجوكر يرجع إلى المستوى الفني الرفيع الذي نُفّذ به، كتابة وإخراجا وتمثيلا.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تسود كحالة عامة، والتي يزمجر فيها الكثير الكثير من العنف الظاهر أم المُقنع، والتي تستشري لتهدد كيان المجتمع وتتمادى في قوة سحقها للكثير من الناس.
جاء هذا الفيلم، ليُفّجر، طاقة غضب في أعماق الجموع، لتتماثل مع بطلها المنهزم والمسحوق، وتطلق طاقة الفعل الإيجابي؛ مُحّرضة على نبذ روح الاستسلام، علّ الأمل يعود من جديد، ليتبدى خيط يُساهم في رفع الظلم أو مواجهته والوقف ضده.
ولهذا أصبح فيلم الجوكر شعلة غضب، تخلق جوا من التحريض، وتنير شعلة على الطريق، تثير وتهز كل الغاضبين في العالم.