هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد خبيران مختصان في الشأن الإسرائيلي، أن الاحتلال غير جاهز لإتمام صفقة تبادل جديدة للأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وتتردد أنباء بين فينة وأخرى حول وجود تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى، وهو ما نفته "حماس" مؤخرا على لسان عضو مكتبها السياسي لـ"حماس"، ومسؤول ملف الأسرى موسى دودين، وأكد أن لا وجود لأي تطورات في ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال، محملا الاحتلال وقادته "الجمود في هذا الملف".
تفكك "الليكود"
ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي إبراهيم أبو جابر، أن "إسرائيل من الناحية السياسية غير مهيأة لعقد صفقة تبادل للأسرى في الوقت الحالي، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تمر بمرحلة انتقالية مشلولة".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أنه "ليس في صالح نتنياهو المتهم بالفساد أن يقوم بعملية تبادل جديدة، خاصة إذا توجهت إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة ثالثة، ولكن في حال نجح الاحتلال في تشكيل حكومة وحدة، فإنه يمكن أن يحدث تقدم في اتجاه عقد صفقة تبادل مع حماس".
ونوه أبو جابر، إلى أن "أي صفقة من الممكن أن يبرمها نتنياهو في الوقت الحالي، ستكون قاتلة لحزب الليكود الذي يتزعمه، وستؤدي إلى تفككه كما تفكك سابقا عندما انسحب أرئيل شارون (رئيس وزراء إسرائيل الأسبق) من قطاع غزة، وسيدفع الليكود ثمنا باهظا جدا، يظهر جليا في صندوق الاقتراع".
وأشار إلى أن "المصلحة القومية الإسرائيلية العليا في عرف أجهزة الاحتلال المختلفة؛ وخاصة الأمنية والعسكرية، هي فوق كل شيء، وحتى فوق جنودها الأسرى، وفي سبيل ذلك قرر الكابينت سابقا، اتخاذ كل الإجراءات الممكنة من أجل عدم السماح للفلسطينيين بأسر جنود إسرائيليين أحياء، وعمليا تم ذلك في غزة، وقاموا بقتل جنود لهم عندما تم أسرهم من قبل المقاومة الفلسطينية".
ولفت الخبير، إلى أن "أسر جندي إسرائيلي حي، يؤدي إلى تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال"، موضحا أن "خمس سنوات مرت تقريبا على الحرب الأخيرة على غزة وعلى أسر المقاومة لأربعة جنود، وما زالت الأمور تراوح مكانها، وما زالت إسرائيل تفكر بإطلاق سراحهم بطرقها الاستخباراتية الخاصة".
محاولات مصرية
وأضاف: "رغم الضغوطات التي تمارس على الحكومة الإسرائيلية من قبل عائلات الجنود الأسرى، إلا أنها غير مستعجلة، لأن الأمر بالنسبة لها استراتيجي ويتعلق أيضا بالأسرى الفلسطينيين".
اقرأ أيضا: أجواء غزة ملبدة بحوامات وطائرات إسرائيلية.. عن ماذا تبحث؟
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، نظير مجلي، أن "نتنياهو شخصية ضعيفة، وليس هو الرجل الذي من الممكن أن يذهب لعقد صفقة تبادل مع حماس، فهو يعاني من نقد شديد جدا في المجتمع الإسرائيلي، منذ عقده لصفقة التبادل الأخيرة مقابل الجندي جلعاد شاليط".
واستبعد في حديثه لـ"عربي21"، أن "يكون لدى نتنياهو توجه للإقدام على مثل هذه الصفقة، إضافة إلى أن كافة الإشارات تدل على أن مثل هذه الصفقة في الوقت الحاضر لم تنضج بعد"، مضيفا أن "هناك محاولات مصرية منذ فترة طويلة للذهاب نحو صفقة، ولكن حتى الآن لا يوجد توجه ملموس يجعلنا نعتقد أن هناك تقدما في هذا الجانب".
وعن العوامل أو الاعتبارات التي من الممكن أن تدفع أجهزة الاحتلال المختلفة للإسراع في إتمام صفقة تبادل جديدة، بين مجلي، أن "إسرائيل تريد أن تكون حماس أضعف مما هي عليه الآن، حتى يكون الثمن الذي تطلبه مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أقل ما يمكن، ومن المعروف أن حماس في الوقت الحالي تطلب ثمنا باهظا بالنسبة لإسرائيل؛ فهي تطلب إطلاق سراح أسرى بعدد كبير بينهم أصحاب أحكام عالية، ونتنياهو لا يقبل بذلك الآن".
عوامل ضغط
ونوه إلى أن "نتنياهو قيّد نفسه بقرارات لجنة معينة، تم تخصيصها لهذا الغرض، وأصدرت توصيات تقيد الحكومة التي لم تتبن هذه التوصيات بعد وما زالت في حل منها، ولكن على الصعيد الإعلامي والجماهيري فإن الأمر مطروح في الشارع، والجميع يحذره وخصوصا في اليمين الإسرائيلي الذي يقوده، من تكرار خطأ صفقة شاليط".
ونبه الخبير، إلى أنه "لا توجد حملات جماهيرية في الشارع الإسرائيلي مثلما كانت أيام شاليط، كما أنه لا توجد عوامل ضغط جماهيرية إسرائيلية، إضافة إلى أن جيش الاحتلال في الماضي كان يمارس ضغوطا على الحكومة كي تذهب باتجاه صفقة، كي يقنع الجنود بأنه يدافع عنهم ويحميهم، وعندما يقعون في الأسر يهب لإنقاذهم ولو بثمن باهظ، أما اليوم فلا نرى قيادية الجيش تعود لذات الأمر".
اقرأ أيضا: الاحتلال ينفي تحقيق تقدم بصفقة تبادل للأسرى مع حماس
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، في 20 تموز/ يوليو 2014، أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016.
يذكر أن "كتائب القسام" ترفض الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.