قالت صحيفة معاريف العبرية، إن الضغط الشعبي،
بدأ يؤثر على الاستراتيجية العسكرية لإيران، والتي لم تعد تجرؤ منذ وقت طويل على
إرسال قوات إلى الخارج.
ونقلت عن الكاتبة مايا كوهين عن بني سابتي الباحث في برنامج
إيران في معهد INSS قوله، إنه حتى عندما كانوا يرسلون بعض القوات وكانوا يفقدون عددا من جنودهم
الإيرانيين كل بضعة أيام، كانت هناك انتقادات شديدة، لذا بدأوا في إرسال مرتزقة
أجانب.
وأضاف: "فقدان السيطرة في
سوريا خلق
أزمة استراتيجية
عميقة لإيران، فاليوم، في المدى القصير، لا توجد علاقة ولا سيطرة على الإطلاق لأنهم
ركزوا فقط على المسار السوري ولم يطوروا مسارات أخرى، ليس لديهم أي خيار
آخر".
وتابع: "يصف
سابتي ما يحدث بـ"دومينو من الانسحابات لمنظمات الإرهاب في المنطقة، حتى
المنظمات العراقية الموالية لإيران انسحبت خوفا من أن يستهدفها الأمريكيون".
وقال إنه على الرغم من
الخطاب الديني لخامنئي حول الدفاع عن الأماكن المقدسة، يلاحظ سابتي أن هذا استمر
في خط ثابت: "هذا كان دائما عذرهم المعتاد، نحن لا ندافع عن دول، ولا عن
أنظمة، نحن ندافع عن مقدسات الإسلام". لكن في الواقع الحالي، كما يلخص سابتي
بحدة: "ما الفائدة من مدينة مقدسة إذا كنت لا تملك ما تأكله ولا حتى هواء
للتنفس؟".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على أن الثمن
الباهظ للتدخل الإيراني في سوريا، "بدأ يظهر داخل إيران نفسها، وهناك غضب
كبير جدا بشأن هذا الموضوع، حيث لا كهرباء، لا مياه، تلوث هواء شديد، ولا غاز
لتدفئة المنازل".
وقال إن هذا ليس فقط
نتيجة للفشل في سوريا، بل هو نمط متكرر: "في كل مكان من هذا القبيل يتم
استثمار عشرات المليارات من الدولارات، ثم يتبخر المال ببساطة في أفضل الأحوال،
هناك حزب الله مثلا، الذي أصبح اليوم محايدا إلى حد كبير".
ورأى أن الاستثمار
الضخم في المشاريع الإقليمية جعل النظام الإيراني في مأزق: "من جهة، يجب
عليهم الحفاظ على المنظمات أو الدول التي تقدم الدعم، ومن جهة أخرى، هذا أمر صعب
للغاية ومحاولة إعادة الاستثمار في مشاريع من هذا النوع قد تثير غضب الجمهور
وتؤدي إلى احتجاجات كبيرة".