عقب الحرب العدوانية على قطاع غزة ولبنان، والهجمات بمئات الصواريخ
الإيرانية، عاد الجدل
الإسرائيلي الدائر حول مدى الحاجة لمجموعة صواريخ أرضية للظهور من جديد، حيث يزعم الخبراء الإسرائيليون أن الصواريخ الأرضية قد توفر استجابة أسرع وأكثر اقتصادا للتهديدات الاستراتيجية، مما يعني إمكانية تحويل جزء من مهمات القوات الجوية لضربات صاروخية على مدى مئات الكيلومترات، رغم التشكيك بنجاح هذه الفرضية.
وكشفت الكاتبة في موقع "
زمن إسرائيل"، تال شنايدر أنه "في العقد المقبل، من المتوقع أن تزيد ميزانية الدفاع والمشتريات العسكرية لإسرائيل بشكل كبير، خاصة مع انتهاء بعض المعارك، وفي نفس الوقت التخطيط الاستراتيجي للمستقبل، لكن من الواضح للجميع أن معدات الجيش ستخضع لتغييرات جوهرية، إضافة لزيادة متوقعة في نطاق الميزانيات الطويلة، كما ستتغير تشكيلات الهجوم الاستراتيجي على المدى الطويل، وستكون هناك حاجة لحوار مفتوح ومهني وشفاف فيما يتعلق بمفاهيم الدفاع والهجوم".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "ترسانة إسرائيل ستزيد حيازة صواريخ كروز والطائرات بدون طيار، عقب تعرضها لهجمات فتاكة من سبع جبهات مختلفة، بما فيها العراق واليمن وإيران، بجانب غزة ولبنان، وهناك الكثير ممن يحاولون فهم سبب عدم رد تل أبيب بصواريخ باليستية تحوزها، رغم تعرضها لمثلها من مدى يصل 1500 كم، وقد تبين أنه لم يكن ممكنا أن يكون الرد المرتكز على
سلاح الجو فوريا، ونتيجة لذلك، اضطرت إسرائيل للرد بعد فجوة زمنية لعدة أسابيع، عقب تعرضها لضغوط سياسية وأمنية من كافة الأطراف".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت أن "الإعداد لردّ طويل المدى يحتم على إسرائيل استخدام قوتها الجوية لعملية معقدة تطلبت تنسيقًا جويًا على المستوى الدولي، وحلولا للتزود بالوقود، وتشغيل أنظمة الاتصالات والإنقاذ والاستخبارات، مما يستغرق وقتا طويلا، وتجسد ذلك في الرد على هجوم إيران في أكتوبر، عندما ردّ
الاحتلال بعد 25 يوماً فقط ضمن عملية "أيام التوبة"، أي أن الرد الجوي لا يمكن تنفيذه في فترات زمنية قصيرة، لا خلال ساعات، ولا خلال يوم واحد".
واستدركت أنه "إذا استخدمت إسرائيل صواريخ باليستية دقيقة، فإن الرد قد يحدث خلال ساعة واحدة فقط، وبصواريخ كروز في غضون 3-4 ساعات، لكن السبب وراء عدم استخدامها لهذه الصواريخ في الحرب الحالية يكمن في عدم وجود مثل هذه الوسائل في ترسانته العسكرية، باستثناء صواريخ "أريحا" المخصصة لمهام استراتيجية أخرى".
مخزونات سرية
وكشفت أنه "في 18 أكتوبر، تسربت وثيقتان أمريكيتان، تصفان خططا إسرائيلية ضد إيران، وإمكانية استخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى من الطائرات المقاتلة، بينها "غولدن هورايزون" و"روكس" من الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وصواريخ باليستية "أل بي إم" تطلق من الجو، وهناك صاروخ "لورا" يطلق من الأرض، أو من قاذفة مثبتة على متن سفينة، مداه الأقصى أكثر من 400 كم، والصاروخ الآخر "روكس" مداه نحو 300 كم".
وأكدت أنه "في الأول من نوفمبر تم رصد سفينة صواريخ إسرائيلية "ساعر 5"، مزودة بصاروخ "لورا" وقاذفة الصواريخ، أثناء إبحارها عبر قناة السويس باتجاه البحر الأحمر، وهناك صاروخ "بوباي" النفاث، يمكن إطلاقه من غواصات "دولفين"، كما كشف مسؤولون عسكريون أمريكيون عن إجراء تجارب على هذا النوع من الصواريخ بمدى يصل 1500 كم، قادرة على حمل رأس حربي نووي، فيما تمتلك إسرائيل مخزون صواريخ "أريحا" بعدة إصدارات، لكل نسخة زيادة في مداه يصل آلاف الكيلومترات".
وأشارت إلى أنه "رغم حيازة دولة الاحتلال لهذه الصواريخ، لكنه اختار عدم استخدامها بهذه الحرب، أي أنها لم تطلقها من أراضيها، وفضلت العمل بعملية جوية، مما يكشف عن جدل بين نظرية استخدام الصواريخ الباليستية أرض-أرض، ونظرية التفوق في سلاح الجو، وهو الجدل الأقدم في تاريخ
جيش الاحتلال، رغم استثماره المالي الكبير ببناء قدراته من الصواريخ الباليستية على حساب المشتريات والقدرات الصاروخية جو-جو، فيما عارضت القوات الجوية، على مر السنين، تحويل الميزانيات بهذا الاتجاه".
اظهار أخبار متعلقة
وكشفت أنه "في 2018، أعلن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان عن إنشاء قوة صاروخية منفصلة عن سلاح الجو، وتخصيص نصف مليار دولار لإنشاء منظومة صواريخ أرض-أرض دقيقة، يصل مداها 300 كم، تابعة للذراع البرية، مما يعني أن إنشاء قوة صاروخية بموجب هذه التوصية يتطلب ازدواجية أجهزة الاستخبارات، وإدارة الأهداف، والمقر الرئيسي والأنظمة ذات الصلة، تمهيدا لاستبدال منصة إطلاق الصواريخ الجوية بمنصة أرضية".
مزايا وعيوب
وأكدت أن "هذا الجدل داخل الجيش قديم جدًا، حيث تعتبر الأغلبية أن الطائرة المقاتلة أداة أكثر تنوعًا، فهي قادرة على أداء مهام متعددة: جمع المعلومات الاستخبارية، والتصوير الجوي، والهجمات بأسلحة مختلفة، وحتى المعارك الجوية، أما إطلاق الصاروخ فعملية لمرة واحدة، فيما الطائرة تستخدم كمنصة متعددة الاستخدامات تسمح بالإقلاع والهبوط، وإعادة الاستخدام لمهام متنوعة، رغم عيبها الكبير المتمثل بالمخاطرة في حياة الطيارين والملاحين، واحتمالية فقدانها في حالة تعرضها للتلف، أو إسقاطها أثناء المهمة".
ونقلت عن تال عنبار، الباحث الكبير في التحالف الاستشاري للدفاع الصاروخي (MDAA)، أن "عدم وجود قوة صاروخية إسرائيلية ينبع من قرار استراتيجي، رغم امتلاك الاحتلال لقدرات تكنولوجية متقدمة في مجال الصواريخ، بما فيها الإنتاج المحلي التي تبيعها حول العالم، أما يائير راماتي، الرئيس السابق لقسم "حوما" بوزارة الحرب، المسؤول عن تطوير نظام "السهم" في صناعة الطيران، فيكشف أن نمط التفكير الإسرائيلي السائد يقول إن الطائرات هي حل أفضل مقارنة بالهجمات الصاروخية الأرضية".