هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اللواء "فؤاد الشوبكي" المعروف فلسطينيا برفيق
الرئيس الراحل، ياسر عرفات، والمشهور بقضية تهريب سفينة "كارين إيه"، يمضي 13 عاما داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، متجاوزا في عمره الثمانين
عاما.
ومع كبره في السن تزداد المخاوف والتحذيرات الفلسطينية من
أن يصبح "شيخ الأسرى" الشهيد رقم "223" نظرا للأمراض التي
تداهم جسده الهزيل.
وفي السنوات الأخيرة بات المعتقل الشوبكي، غير قادر على
المشي والحركة لعدة خطوات، ويواجه مخاطر حقيقية تهدد حياته، بسبب انتكاسة وضعه
الصحي وإصابته بأمراض عديدة منها سرطان البروستاتا، والضغط، وماء زرقاء في العين،
إضافة إلى استئصال إحدى كليتيه.
اقرأ أيضا: تحذيرات من ظروف مأسوية للأسيرات بسجون الاحتلال
وتطالب عائلة المعتقل الفلسطيني المؤسسات الرسمية،
والحقوقية والدول العربية والأجنبية التدخل العاجل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق
سراحه.
"شيخ الأسرى" في خطر
ويطلق على الشوبكي لقب "شيخ الأسرى"، وبحسب نادي
الأسير الفلسطيني "يعد أكبر معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
ويقول حازم الشوبكي، نجل اللواء المعتقل، للأناضول:
"نعتقد أن والدي سيكون الشهيد الأسير القادم، في حال عدم إطلاق سراحه".
ويضيف: "ناشدنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس،
والقيادة الفلسطينية، ومؤسسات دولية وحقوقية الإفراج عن والدي، وحتى الآن لا يوجد
أي جديد".
ويتابع: "بات والدي بحالة صحية متردية، أخبرنا من
قبل محاميه أنه لا يقوى على الحركة، خاصة بعد أن أجريت له عملية استئصال كلية، وترك
جرحه شبه مفتوح".
ويشير "حازم" إلى أن والده يغيب عن الوعي لفترات
متباينة وبشكل مستمر.
ويقول: "ماذا تريد دولة الاحتلال من عجوز بلغ من
العمر 81 عاما، ومصاب بالعديد من الأمراض".
هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير
الفلسطينية، كانت بدورها، قد قدمت طلبا إلى مصلحة السجون الإسرائيلية للإفراج عن
اللواء "الشوبكي" وهو ما رفضته الأخيرة.
ويقول قدري أبو بكر، رئيس الهيئة، للأناضول، إن
"جهودا رسمية تبذل من قبل الرئاسة الفلسطينية، ووزارة الخارجية، مع العديد من
الأطراف، للإفراج عن الشوبكي".
ويشير إلى أن الرئيس عباس طلب تقريرا مفصلا عن وضعه الصحي،
ووجه مسؤولين ببذل جهود للإفراج عنه.
ويقول: "إسرائيل لم تقبل الإفراج عن المعتقل
الشوبكي، رغم تقدمه في السن ووضعه الصحي المتردي".
ويعبر أبو بكر عن مخاوف القيادة الفلسطينية من استشهاد
"الشوبكي".
ويقول: "ما الخطر الذي سيشكله عجوز بهذا العمر،
ومصاب بكل هذه الأمراض؟ إسرائيل تواصل الانتهاكات، ولا يوجد لديها أي نظر للحالة
الإنسانية".
وبحسب معطيات لنادي الأسير الفلسطيني، فقد استشهد 222
معتقلا في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967.
وتشير المعطيات إلى أن 67 معتقلا من إجمالي الشهداء بالسجون
الإسرائيلية، استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، و75 نتيجة القتل العمد (بعد
اعتقالهم)، و7 معتقلين نتيجة إطلاق النار بشكل مباشر عليهم داخل السجون.
واستشهد 73 معتقلا إثر التعذيب داخل السجون
الإسرائيلية.
ووصل عدد المعتقلين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية إلى
5000 معتقل، بينهم 200 طفل و40 امرأة، و400 معتقل إداريا (بدون تهمة) و700 مريض،
بحسب بيانات رسمية فلسطينية.
بطاقة تعريفية برفيق "عرفات"
والمعتقل الشوبكي كان المسؤول عن الإدارة المالية
العسكرية في السلطة الفلسطينية، وشغل منصب المستشار المالي السابق للرئيس
الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ويحمل رتبة لواء.
وهو من مواليد قطاع غزة في كانون الثاني/يناير عام 1940،
ومتزوج ولديه 6 أبناء أكبرهم حازم.
وشغل الشوبكي قبل اعتقاله عددا من المناصب في حركة
"فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية.
اقرأ أيضا: قيادي بحماس: هذه الدول توسطت لصفقة تبادل مع الاحتلال
وكان عضوا بالمجلس الثوري لـ"فتح"، والمجلس
العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، والمسؤول المالي في "قوات الثورة"
التابعة لمنظمة التحرير.
وتنقل إلى جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الأردن
إلى لبنان وسوريا وتونس، حتى عاد إلى أرض فلسطين في العام 1995 عقب توقيع اتفاق
"أوسلو" بين منظمة التحرير، و"إسرائيل" عام 1993.
وفي العام 2002 تم التحفظ على الشوبكي بحراسة أمريكية
وبريطانية، في سجن "أريحا" الفلسطيني، شرق الضفة الغربية المحتلة، وذلك
لكونه مطلوبا لـ"إسرائيل" بتهمة المسؤولية عن محاولة تهريب أسلحة إلى
الأراضي الفلسطينية.
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي في العام 2006، سجن
"أريحا" وتمكن من اعتقال الشوبكي وقضت محكمة "إسرائيلية"
بسجنه 20 عاما خفضت لاحقا إلى 17 عاما، بتهمة المسؤولية عن محاولة تهريب سفينة
تحمل على متنها أسلحة رشاشة، وصواريخ، ومواد شديدة الانفجار، والتي عرفت بسفينة
"كارين إيه".
واستطاعت قوات خاصة إسرائيلية في العام 2002 السيطرة على
السفينة في البحر الأحمر، وقالت في حينه إن "الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يقف
خلفها".
وزعمت "إسرائيل"، آنذاك، أن السفينة كانت
تعتزم إلقاء شحنة الأسلحة قبالة سواحل قطاع غزة لتتسلمها فيما بعد قوات البحرية
التابعة للسلطة الفلسطينية.