هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن الخيارات المتاحة أمام إيران للرد على اغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، سواء تلك التي تتعلق بالجانب الأمريكي أو الاحتلال الإسرائيلي، داعية "إسرائيل" للتزود بأسلحة حيوية للتصدي للصواريخ الإيرانية الدقيقة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، أن "الرد الإيراني على تصفية سليماني ليس واضحا بعد، ومع هذا، فإنه لا يوجد ما يشوش الاستراتيجية الإيرانية الرامية لطرد الأمريكيين من العراق".
وأضافت: "بلا صلة بعملية الثأر التي قد تأتي، يمكن أن نرى منذ الآن نشاطا غايته مواصلة قتل الجنود الأمريكيين في العراق".
وفي ظل هذا الواقع، نوهت الصحيفة إلى أن "الاستراتيجية الأمريكية تبقى أقل وضوحا، ويبدو أن واشنطن قد تجد نفسها في غضون وقت قصير، في مفترق يلزمها بأن تقرر إلى أين تتجه"، مضيفة: "هناك إمكانية مواصلة العمل العسكري الأمريكي ضد إيران، في ظل الإصرار على عدم التخلي عن العراق حتى بثمن التصعيد".
أما "الإمكانية المعاكسة، وفي ضوء التوقع لمصابين أمريكيين في المنطقة، فهو القرار بأنه لا معنى لدفع الثمن بالقتلى من أجل "حرب غبية" في الشرق الأوسط والخروج من العراق".
وذكرت أن "الاختيار بين هاتين الإمكانيتين المتعاكستين، سيكون منوطا بلاعب ثالث وهو الشعب العراقي، الذي يجري فيه صراع حقيقي بين كارهي واشنطن وكارهي طهران"، منوهة أن "من الصعب معرفة كيف سيقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حين أن مثل هذا القرار الاستراتيجي سيكون هاما لمستقبل الشرق الأوسط أكثر حتى من تصفية سليماني".
وفي ما يخص الجانب الإسرائيلي، قدرت "يديعوت"، أنه "مع كل الحذر اللازم، يبدو أن إيران لن تبادر لمواجهة مباشرة مع إسرائيل في المستقبل المنظور، وليس من شأنها أن تقرر خطوة هجومية ضدنا، إلا إذا نجحت في أن تحقق على الأقل واحدا من ثلاثة أهداف وهي؛ التزود بسلاح نووي، تثبيت تواجد عسكري قوي في سوريا، وتزويد حزب الله، وربما مجموعات أخرى بعدد كبير جدا من الصواريخ الدقيقة".
وبينت أن "إسرائيل تبذل جهدا جبارا لمنع هذه الميول الثلاثة بالضبط، وحتى الآن تنجح بما يكفي"، مؤكدة أن "نجاح إيران في تحقيق واحد على الأقل من هذه الأهداف الثلاثة، سيكون شرطا ضروريا للمبادرة إلى مواجهة ضد إسرائيل، ولكن هذا ليس كافيا".
اقرأ أيضا: هآرتس: 3 استنتاجات من تصفية سليماني.. نتنياهو الرابح الأكبر
الشرط الإضافي بحسب الصحيفة، هو "القدرة على استخدام حزب الله كامل قوته ضد إسرائيل، رغم أن الحزب حتى اليوم غير معني بالحرب، وامتناعه ينبع من اعتبارات اقتصادية، سياسة وأمنية، إضافة إلى أنه يعاني من وضع اقتصادي صعب، والمواجهة مع إسرائيل من شأنها أن تؤدي به إلى الإفلاس".
ومن الناحية السياسية، أشارت أن "هناك أزمة حكم في لبنان، وحزب الله يفضل تركيز الجهود على إعادة الاستقرار السياسي لبلاده، وهو ما يمنحه فضائل كثيرة".
أما من الناحية الأمنية، فقد أوضحت "محافل رفيعة المستوى في إسرائيل، أنه في المواجهة التالية لن يتعرض حزب الله وحده للضرب بل الدولة اللبنانية نفسها، وحزب الله الذي يعرض نفسه كوطني لبناني وكسور واق للدولة، يخشى جدا من المبادرة لخطوة من شأنها أن تؤدي لدمار شديد في لبنان".
ومع كل ما سبق، قدرت "يديعوت"، أن "مواجهة كاملة ومبادر إليها من جانب إيران ضد إسرائيل متوقعة أقل في 2020، وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك توتر، كما أنه لا يمكن استبعاد إمكانية محاولات عمليات ضد سفارات إسرائيلية أو ردود إيرانية محدودة".
وتابعت: "يمكن أن يقع تدهور ليس معنيا به أي طرف، ولكن ليس من الصواب إثارة الرعب حول مواجهة مؤكدة وقريبة، وفي المقابل، في حال كانت مواجهة، وحتى لو كانت مع حزب الله فقط، فعندها ستكون قاسية للجبهة الإسرائيلية الداخلية".
ودعت الصحيفة، إلى أهمية استغلال "المهلة الزمنية" التي حصلت عليها "إسرائيل"، من أجل "تحسين التحصين، والتزود بأسلحة حيوية للتصدي للصواريخ الدقيقة".
وفي نهاية الافتتاحية، نبهت أن "المشكلة، ليست في توفر التكنولوجيا ولا حتى الميزانية، بل في غياب حكومة إسرائيلية مستقرة يمكنها أن تبحث بعمق في هذه المواضيع الهامة وتحرك المشاريع في الموعد المناسب".