هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حصلت "عربي21" على رسالة من المعتقلين بسجن
العقرب شديد الحراسة في مصر، تكشف ملابسات وفاة الصحفي المعتقل محمود عبد المجيد محمود
صالح داخل محبسه بزنزانة في سجن طرة 1 (جنوبي القاهرة)، فضلا عن تطرقها إلى أوضاع
المعتقلين بالعقرب التي وصفتها الرسالة بالمأساوية.
والسبت الماضي، توفي محمود عبد المجيد (46 عاما)، الذي يعيل
أسرة مكونة من 5 أفراد، وكان يقضي حكما بالسجن المؤبد، وتوفيت والدته في 2015؛ حزنا
وكمدا عليه.
ودعت الرسالة جميع من وصفتهم بـ"أحرار العالم"،
وجميع المنظمات الحقوقية، وجميع "الإعلاميين الأحرار"، إلى التضامن معهم،
من أجل وقف الانتهاكات التي تحدث بحقهم، لافتة إلى إضراب المعتقلين عن الطعام حتى تتم
محاكمة قتلة محمود عبد المجيد، واسترداد المعتقلين لحقوقهم كاملة.
وخاطبت الرسالة "أحرار العالم"، قائلة،:
"وصل إليكم استشهاد البطل الحر الإعلامي والناشر محمود عبد المجيد صالح، أحد معتقلي
سجن العقرب، الذي قُتل عمدا من إدارة السجن بعد معاناة مع المرض والألم. ليلقى ربه صابرا
محتسبا، لم يغير ولم يبدل، ولم يعط الدنية في دينه، ووالله لم ينزل على رأي الفسدة، ولم
يرض عيش الذل والهوان، لتبقى دماؤه لعنة على قاتليه".
وأضافت: "يتقدم معتقلو مقبرة العقرب بالعزاء إلى زوجته
الصابرة وأبنائه؛ نادية، ونور، وسهيلة، وعبد المجيد، وأهله جميعا، نتقدم لهم بخالص التعازي،
سائلين الله عز وجل أن يربط على قلوبهم برباط الصبر والإيمان، وأن يأجرهم في مصابهم،
وأن يخلفهم خيرا منها، وأن ينتقم ممن حرمهم منه طيلة 5 سنوات".
اقرأ أيضا: "عائلات معتقلي العقرب" تطالب بالتحقيق في وفاة صحفي مصري
وتابعت: "كما نتقدم بهذه الشهادة لله وللتاريخ، وبلاغ
إلى كل من يهمه الأمر ويؤرقه مقتل محمود عبد المجيد، وإلى كل المناضلين من أجل الحرية
والكرامة، وإلى مناهضي الظلم والاستبداد، ورافضي الانقلابات العسكرية. شهادتنا على
مقتل محمود عبد المجيد الذي قضى نحيه أمام أعيننا بعدما تركوه يصارع الموات ساعات بعدما
ساءت حالته، نتيجة البرد الشديد، والجوع، ومنعه من الخروج لإجراء التحاليل الطبية،
حيث كان يعاني من أمراض الضغط والانزلاق الغضروفي".
وأردفت: "كما نبعث بهذه الصرخة إلى أصحاب الضمائر الحية،
وإلى المناضلين من أجل حقوق الإنسان في شتى بقاع الأرض، وهذه الصرخة ليست الأولى، فمنذ
أيام بعثنا بصرخة مدوية من جوعى لا يشبعون، ومن عرايا لا يكتسون، نقلنا فيها إلى العالم
ما يحدث لنا من تجويع، وإهمال طبي شديد، والحرمان من الأهل، والشمس، والهواء، برد الشتاء،
وقسوة السجان".
وأوضحت: "ذكرنا في الرسالة السابقة الأسماء والزمان
والمكان، وحالات القتل العمد التي تمت في مقبرة العقرب، بسبب الإهمال الطبي والتعذيب
حتى الموت، وتحدثنا فيها عن من ينتظرون نحبهم من عشرات المرضى الذين قد يلقوا حتفهم
قريبا، ولكن لا مجيب ولا مغيث، لتبقى معاناة الجوع والمرض وقسوة الشتاء، ومنا من لقى
نحبه ومنا من ينتظر".
واستطردت رسالة المعتقلين بسجن العقرب، قائلة: "ها نحن
نكررها بعد وفاة المعتقل محمود عبد المجيد، هل تأكدتم من صدق كلامنا؟ ومدى معاناتنا
أم ما زلتم تنتظرون سقوط المزيد؟".
وتابعت الرسالة: "بعدما رأينا مصرع محمود أمام أعيينا،
وتعمد قتله من هؤلاء القتلة، فإننا تعاهدنا على الإضراب عن الطعام في كل عنابر مقبرة
العقرب، إضراب حتى الموت أو تقديم القتلة إلى المحاكمة العاجلة".
وأشار المعتقلون إلى أن إضرابهم عن الطعام "بدأ يوم
الأحد الماضي بمشاركة حوالي 200 شخص من معتقلي مقبرة العقرب، والعدد في تزايد مستمر"،
داعين "جميع المنظمات الحقوقية، وجميع المعتقلين في جموع مصر، وجميع الإعلاميين
الأحرار، للتضامن معنا".
كما دعوا المحامين للتقدم لبلاغات إلى النيابة لإثبات إضرابنا
عن الطعام، مضيفين: "مضربون حتى القصاص لقتلة محمود عبد المجيد، واسترداد حقوقنا
كاملة أو الموت".
وكانت
أسر معتقلي العقرب قد أصدرت بيانا على خلفية وفاة عبد المجيد، تضمن 11 مطلبا، أبرزها
المطالبة بفتح تحقيق عاجل فيما اعتبرته "جريمة قتل مروعة"، ومحاكمة عاجلة
لرئيس مباحث السجن الضابط محمد شاهين، وفتح الزيارات المتوقفة منذ أكثر من عام وثلاثة
أشهر.
والجمعة
الماضية، دشن نشطاء وحقوقيون مصريون حملة "البرد قرصة عقرب"، التي تستمر عشرة
أيام، للتضامن مع معتقلي العقرب، في ظل ما يواجهونه من انتهاكات مضاعفة، فاقمتها برودة
الشتاء القارس وطبيعة السجن القاسية.
وبحسب
جهات حقوقية دولية ومحلية، فإن سجن العقرب يعتبر أحد أسوأ السجون المصرية، ويشهد انتهاكات
وتجاوزات مستمرة ومزمنة، تتمثل في منع الزيارة، وعدم السماح بدخول أدوية أو مقتنيات
النظافة الشخصية، فضلا عن إجراءات تعسفية تُتخذ بين الحين والآخر.