هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، أعده الكاتب ياروسلاف تروفيموف، يقول فيه إن دول الشرق الأوسط التي دفعت حليفتها الأمريكية للمواجهة مع إيران تريد أن تقف متفرجة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط ممن اتخذوا مواقف عدائية تجاه إيران التزموا بالصمت منذ مقتل القيادي الإيراني قاسم سليماني، لافتا إلى أن مظاهر قلقهم زادت بعد إطلاق إيران الصواريخ الباليستية التي ضربت قواعد عسكرية في العراق، حيث يعمل فيها عدد من الجنود والمتعهدين الأمريكيين.
ويلفت تروفيموف إلى أن الملكيات الخليجية في السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر، التي تستقبل كلها قواعد عسكرية أمريكية، تقع في مرمى الترسانة الصاروخية الإيرانية الهائلة، مشيرا إلى أن إسرائيل أيضا تعد عرضة للهجمات، خاصة من الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله، الذي راكم أكثر من 150 ألف صاروخ.
وتقول الصحيفة إن ضعف البنى التحتية النفطية في الخليج بدا واضحا من خلال الهجمات الصاروخية والصواريخ التي نسبت إلى إيران ضد منشآت النفط السعودية، لافتة إلى أنه عندما تردد ترامب في الرد على الهجمات التي أضرت بصادرات النفط السعودية، وأمره بعد أسابيع بخروج القوات الأمريكية من سوريا، فإن عددا من الدول الخليجية بدأت في البحث عن طرق للتحاور مع إيران.
وينوه التقرير إلى أن الجنرال سليماني قتل في بغداد عندما كان على موعد مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي قال إنه كان يحمل رسالة تتعلق بالوساطة بين الرياض وطهران، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعا في مكالمة أجراها مع عبد المهدي مباشرة بعد قتل سليماني، إلى "بذل الجهود لتهدئة الوضع"، وأرسل شقيقه الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع، إلى واشنطن للدعوة إلى الحذر.
وينقل الكاتب عن أشخاص عارفين، قولهم إن الزيارة كانت لإعلام إدارة ترامب بمظاهر قلق السعوديين من آثار أي تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران.
وتفيد الصحيفة بأنه في الوقت الذي لم يبد فيه ترامب التزاما في تغريداته، التي نشرها بعد مقتل الجنرال سليماني، بالدفاع عن حلفاء أمريكا الإقليميين، إلا أنه تعهد بالرد القوي في حال تعرض المصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين لهجمات من إيران، مشيرة إلى قول مسؤول سعودي: "يعد التوقيت قاتلا، ولم نتوقعه، ولم نكن جاهزين له".
ويذكر التقرير أن الرئيس ترامب قال يوم الثلاثاء إنه عقد اجتماعا "جيدا" مع الأمير خالد، مشيرا إلى أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش دعا إلى "التعقل"، واتخاذ "نهج عقلاني بعيدا عن العواطف"، فيما أرسلت قطر، التي تستقبل أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مهمة سلام إلى طهران.
ويورد تروفيموف نقلا عن مدير مركز "راسانا: المعهد الدولي للشؤون الإيرانية" في الرياض، محمد السليمي، قوله إن الموضوع الرئيسي الذي تريده الرياض هو تخفيض التوتر، وأضاف: "نعلم أن الإيرانيين غاضبون، لكنهم قد يبدأون في التفكير بهدوء ويكتشفون مع مرور الوقت مخاطر أي رد شديد ضد الأمريكيين ومصالحهم في المنطقة".
وتشير الصحيفة إلى أن الرياض لا تزال تدعم استراتيجية فرض ضغوط قاسية ضد إيران، ويعلق السليمي، قائلا: "نعتقد أن اقصى ضغط هو الخيار الأفضل من بين الخيارات الأخرى؛ لأن البديل هو الحرب، ولا أحد يريدها".
ويستدرك التقرير بأنه رغم تقوية الانتشار الأمريكي في جنوب الرياض والدفاعات المضادة للصواريخ، إلا أن أي تصعيد سيؤثر على خطط المملكة الاقتصادية وتطوير السياحة.
ويلفت الكاتب إلى أن الإمارات، التي يشكل السكان الأصليون فيها نسبة 12% من عدد السكان، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، تقع على مرمى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، وتعد أكثر عرضة للمخاطر من غيرها من دول الخليج، مشيرا إلى أن البلد قد تصاب بالشلل في حال تم تخويف العمالة الأجنبية من احتمال مواجهة مع إيران.
وتنقل الصحيفة عن الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قوله "لا يوجد هناك أي سبب يدعو إيران لاستهداف الإمارات بسبب المواجهة الحالية بين الإيرانيين والأمريكيين، وقد بدأت أمريكا هذه المواجهة، ولم تتسبب بها لا السعودية أو الإمارات"، ويضيف عبد الله: "لا أعتقد أن الإيرانيين بهذا الغباء ليهاجموا القواعد الأمريكية في الخليج، فلديهم ما يكفي من القواعد القريبة في العراق".
ويجد التقرير أن المزاج يظل أكثر تفاؤلا في إسرائيل، التي أثنى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو على قرار ترامب قتل سليماني، مشيرا إلى أنه على خلاف السعودية، فإن إسرائيل لن تتردد في ضرب إيران لو استهدفت بطريقة أو بأخرى.
ويورد تروفيموف نقلا عن مائير جافيندر، الذي يدرس السياسات الإيرانية في مركز هرتسيليا، قوله إن "واحدا من الأسباب التي تجعل الإيرانيين يتجنبون إسرائيل فيما يتعلق بتصفية الحسابات بعد مقتل سليماني، هو أنهم يعرفون بأن إسرائيل سترد.. في الحقيقة، ردت إسرائيل دون حاجة للمبرر، وخلقت نوعا من الردع".
وتقول الصحيفة إنه لا يعتقد أن تجد إسرائيل طريقا لإبعاد نفسها عن التداعيات الإقليمية، ومهما كانت المخاطر فإن تحرك الولايات المتحدة ضد سليماني يعد انتصارا استراتيجيا، كما يقول مستشار نتنياهو السابق للأمن القومي الجنرال ياكوف أميدرور، الذي أضاف: "نحن من أهم أهدافه، لهذا لا نشعر بالأسى على رحيله".
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول أميدرور: "نعم، سيحاول الإيرانيون الانتقام، وهذا لا يعني نجاحهم كما نعرف من تجربتنا، وكانت لدينا مواجهة معهم في سوريا، وحاولوا الرد أكثر من مرة ولم ينجحوا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)