هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا لمراسلها من العاصمة الإيرانية طهران، بيتر أوبورن، ينقل فيه عن مصادر، قولها إن الهجوم على القاعدتين العسكريتين، الذي لم يؤد إلى سقوط ضحايا، لن يشفي غليل الرأي العام الإيراني الغاضب على مقتل القيادي العسكري قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي يوم الجمعة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الهجوم الذي استهدف قاعدتين عسكريتين في العراق صباح الأربعاء لن يكون الرد النهائي، بحسب مصادر متعددة تحدث إليها الموقع في طهران.
ويلفت أوبورن إلى أن الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني جاء بعد ساعات من دفن سليماني في بلدته في ولاية كرمان، مشيرا إلى أن صواريخ إيرانية أصابت قاعدة عين الأسد، التي قالت إيران إن الغارة الأمريكية التي قتلت سليماني ومن معه انطلقت منها، وقاعدة أخرى في مدينة أربيل في شمال العراق.
ويفيد الموقع بأنه تم إطلاق الغارات في الساعة 1.20 تماما، وهو الوقت الذي قتل فيه سليماني يوم الجمعة إلى جانب نائب زعيم الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زعم أن الهجمات كانت متناسقة وردا من بلاده على قتل سليماني، وقال ظريف في تغريدة له: "قامت إيران باتخاذ رد متناسب في الدفاع عن النفس، بناء على البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة، واستهدف قاعدة انطلق منها الهجوم الجبان ضد مواطنينا ومسؤولين بارزين".
وينقل التقرير عن مسؤولين مطلعين على النقاشات في طهران، قولهم إنه تم التحضير لعدد من الردود، وهي متوقفة على أي رد أمريكي على هجمات صباح الأربعاء.
وينوه الكاتب إلى أنه في الوقت الذي انطلقت فيه الهجمات عقد اجتماع استمر عدة ساعات مع قادة الحرس الثوري والجماعات العربية المرتبطة به.
ويقول الموقع إنه في الوقت الذي وصف فيه الإعلام الرسمي الإيراني الهجوم بالكبير، إلا أن مصدرا زعم أنه دون خسائر بشرية أمريكية فإن هذه الضربات لن تكون كافية لتخفيف غضب الإيرانيين ضد الرئيس دونالد ترامب، فيرى الإيرانيون أن قتل سليماني ليس فقط اغتيالا، لكنه إعلان عن الحرب.
وبحسب التقرير، فإن قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، قد أخبر المحتشدين في كرمان لتشييع سليماني إلى مثواه الأخير، وقبل ساعات من الهجوم، بأنه سيوجه انتقاما "قويا ونهائيا" على مقتل الزعيم العسكري الأسبوع الماضي، وقال: "نقول لأعدائنا إننا سننتقم، لكنهم لو ردوا فإننا سنحرق المكان الذي تحبه أمريكا، وهي تدرك ما الذي نعنيه".
ويورد أوبورن نقلا عن السلامي، قوله إن مقتل سليماني يعد نقطة تحول في القوة الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط بشكل عام، وأضاف: "كان خارج الحدود وهو مهندس الفشل الأمريكي.. زرعت اليوم بذور الحقد ضد أمريكا في قلوب المسلمين، ولم يبق لهم (الأمريكيين) أي نقطة آمنة".
وينقل الموقع عن مصدر حكومي، قوله إن الأيام الأربعة أو الخمسة القادمة ستكون حرجة في تقرير وضع هذه الجولة من العدوان، مشيرا إلى أنها أخطر أزمة بين إيران والولايات المتحدة منذ 40 عاما.
ويجد التقرير أنه مهما حدث فإن قتل سليماني نظر إليه في طهران على أنه لحظة حرجة في ميزان القوى الدولية في الخليج، وتعتقد إيران أن وفاة سليماني ستقوي شراكتها مع روسيا والصين، في محاولاتها بناء إطار تعاون أمني جديد في الخليج، بشكل يجعل الولايات المتحدة قوة غير مهمة.
ويذكر الكاتب أنه في مؤتمر في طهران، شارك فيه الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي والمبعوث الصيني للشرق الأوسط تشاي جون، إلى جانب ظريف، اتهم جون الولايات المتحدة بالتصرف مثل المخربين، وقال للحاضرين في تصريحات سينظر إليها في الولايات المتحدة على أنها محاولة من جانب الصين للاستفادة من الجولة الأخيرة من التوترات، إن الولايات المتحدة تبنت سياسة من طرف واحد، تقف مع القوي ضد الضعيف، ودعا جون إلى الاستقرار في المنطقة، ولم يخف هجومه على سياسة أقصى ضغط التي تمارسها إدارة ترامب ضد إيران، وقال: "يجب على الناس من الخارج أداء دور إيجابي، لا أن يكونوا مخربين".
ويفيد الموقع بأن ظريف أعلن عن خطة أمن للخليج، بحضور وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، والمسؤول البارز في الخارجية القطرية خالد بن فهد الخاطر، وكشف ظريف عن جانب جديد من مبادرة سلام مضيق هرمز، التي أعلن عنها الرئيس حسن روحاني في أثناء لقاء الجمعية العامة في نيويورك في العام الماضي، وهي التي رفضتها دول الخليج العربية؛ خشية أن تحل محل النظام الحالي.
ويفيد التقرير بأن ظريف دعا إلى معيار جديد وتحول عن ذلك الذي يفترض أن الحرب والأسلحة الأمريكية تجلب السلام للمنطقة، وقال إن ما يجلب السلام الدائم للمنطقة هو "تعزيز التضامن الإقليمي والفهم المشترك وعلاقات التعاون".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول ظريف في كلام موجه إلى السعودية، إن "السلام لن يتحقق من خلال إلقاء الحجارة على الجيران.. نحن الآن نقف على منعطف حرج في المنطقة والعالم بأسره".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)