هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "عمليات تجارة السلاح الإسرائيلية مع دولة هايتي في المياه الكاريبية تعود إلى عقود بعيدة، حين ساعدت تل أبيب عائلة دوبلييه على السيطرة على البلاد، حين كانت دكتاتورية جديدة حول العالم، وتحظى بدعم إسرائيل في وقت مبكر".
وأضاف أمير بن دافيد، في تحقيقه المطول في موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21"، أن "هذه العلاقات السرية الإسرائيلية الهايتية دفعت منظمات حقوقية إسرائيلية وباحثين قانونيين لمطالبة المحاكم الإسرائيلية بكشف المستور في هذه القضية".
وأشار إلى أن "محكمة إسرائيلية من المتوقع أن تناقش في هذه الأيام طلبا حقوقيا لكشف النقاب عن تجارة السلاح الإسرائيلية في الجزر الكاريبية، مع مخاوف من طلب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إرجاء البحث العلني في هذه القضية، حيث قدم المحامي الحقوقي إيتاي ماك دعوى قضائية ضد وزارة الحرب الإسرائيلية؛ لأنها تقيم علاقات سرية وصفقات لبيع وتجارة السلاح مع دولة هايتي منذ أواخر الخمسينات وحتى أواسط سنوات الثمانينات من القرن الماضي".
وتضمنت الدعوى التي رفعها المدعون الحقوقيون الإسرائيلية طرح تساؤلات من قبيل "كيفية إقامة إسرائيل لعلاقات اقتصادية وعسكرية مع دولة مثل هايتي، في الوقت الذي تشهد فيه تلك الدولة ارتكاب جرائم حرب، وعلاقات أمنية سرية، ما يتطلب من المستوى السياسي الإسرائيلي استخلاص العبر لعدم إقامة العلاقات ذاتها مع دكتاتوريات ظلامية أخرى حول العالم".
وأكد أن "هايتي تعدّ دولة صغيرة، لكنها تحتل أهمية استراتيجية، وتقع في نصف الكرة الأرضية الغربية، وهي أحد الدول الأكثر فقرا حول العالم، ما يطرح تساؤلات عديدة حول إمكانية وجود خطوط حمراء أخلاقية لدى إسرائيل في إدارة علاقاتها الخارجية، أم أنها تقيم علاقاتها من منطلق الربح والخسارة فقط، حتى لو جاءت هذه المكاسب في ظل ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية".
وأوضح أن "العلاقات التي أقامتها إسرائيل مع عائلة دوفلييه الحاكمة في هايتي بين عامي 1957-1986 لمدة 29 عاما، غلب عليها الصفقات العسكرية التسلحية، وخلال هذه الاتصالات الثنائية قتل ما بين 30-60 ألف نسمة، وآلاف المواطنين تم اختطافهم، وعاشوا معاناة وعذابات كبيرة، واغتصبوا وقتلوا".
وأكد أن "الوثائق الإسرائيلية المتوفرة تشير إلى أنه عقب حرب العام 1967، قطعت العديد من دول العالم علاقاتها مع إسرائيل، ما دفع الأخيرة لتوثيق علاقاتها مع دول دكتاتورية متورطة في ارتكاب جرائم حرب، رغم أن هايتي لم تكن إبان تلك المرحلة تحظى بأهمية استراتيجية أو اقتصادية".
وأوضح أن "سكان هايتي آنذاك كانوا ستة ملايين نسمة، قام منهم 300 ألف بالسيطرة على الدولة، ممن لا يحظون بتعليم كاف، لكنهم حصلوا على دعم إسرائيلي، وارتدوا ملابس عسكرية إسرائيلية، وسلاح إسرائيلي، في حين أوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية في سنوات الستينات بهذا الدعم، على أمل أن تحصل على تصويت هايتي لصالحها خلال التصويت في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".