هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن مقالا، لأستاذ الدراسات الشرق الأوسطية والإنسانيات الرقمية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة، البروفيسور مارك أوين جونز، يقول فيه إن جيش الذباب الإلكتروني السعودي ناشط على "تويتر"، مشيرا إلى أن الأخيرة فشلت في "تدجين الوحش".
ويقول جونز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن شبكة التضليل السعودية لا تزال ناشطة في نشر الدعاية المؤيدة للسعودية، مشيرا إلى أنها عادة ما تركز على موضوعات تتعلق بإيران وتركيا وقطر.
ويشير الكاتب إلى أن شبكة "ديافولو"، التي تقوم بتوفير المحتويات لشبكة التلفزة السعودية المحافظة "سعودي 24" والقنوات التابعة لها، هي مسؤولة عن نشر خطاب الكراهية الطائفي ومعاداة السامية ونظريات المؤامرة عن قتل الصحافي جمال خاشقجي من بين أمور أخرى.
ويقول جونز إن "كل ما تحتاجه هو البحث في (تويتر) للتعرف على هاشتاغ بلد في الشرق الأوسط لتعثر على هذه الحسابات، التي تقوم عادة بنسخ ولصق المحتوى ذاته ومقاطع الفيديو ذاتها، وتحمل لوغو (سعودي24) على الزاوية اليمني أسفل المادة".
وينشر الكاتب تغريدة تم تداولها كما هي وتقول: "اتصال هاتفي: من اللواء ركن مستور الأحمري- خبير عسكري: القيادة السعودية دائما ما تدعم وتدعو للاعتدال ومكافحة الإرهاب".
ويلفت جونز إلى أنه "تم تصميم الطريقة التي تنشر فيها هذه التغريدات لتبدو معقولة نوعا ما، التي تظهر صورا لأشخاص حقيقيين، وعلى الرغم من صعوبة استنتاج الأرقام الدقيقة، فإن تحليلي يشير إلى أن الشبكة تتكون على الأرجح من حوالي 3700 حساب آلي أو شبه آلي".
ويقول الكاتب إنه اعتمد في دراسته على عينتين وتم توليدهما من خلال تحميل 20 ألف تغريدة تحتوي على عبارة "محلل قناة 24"، التي عادة ما تستخدم في الشبكة، مشيرا إلى أن عوامل التشابه في تاريخ فتح الحساب والمنصة التي يستخدمها الحساب وعدد المتابعين، وأوجه التشابه في محتوى الحسابات، كلها تؤثر في تحديد فيما إن كان الحساب مشبوها أم لا.
وينوه جونز إلى أن "من المحتمل أن يكون الحجم الفعلي لشبكة الروبوتات أكبر، إلا أن أسلوب تحليل العينة يقدم بيانات بعدد أقل من الإيجابيات، ويعطي التحليل القائم على كلمات متكررة في الشبكة صورة عن جهد منسق، وفي المعدل يتم فتح 34 حسابا في كل شهر منذ عام 2009، وفي بعض الأحيان يزداد عددها، ففي أيار/ مايو 2016 تم فتح 335 حسابا، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تم استحداث 382 حسابا، ولو كانت الحسابات عضوية لتوقع الشخص توزيعا متساويا في تاريخ إنشاء الحسابات، وفي الوقت الذي تبدو فيه بعض الشبكات ناشطة في بعض المناسبات، إلا أن هذه الشبكة ناشطة باستمرار، وتنتج في اليوم 2500 تغريدة".
ويبين الكاتب أنه "فيما يتعلق بالمواضيع فإن الشبكة تركز بشكل مستمر على موضوعات متعلقة بإيران وقطر وتركيا، وبحسب تحليلي فإن ثلث التغريدات تقريبا في الأسبوع الماضي كانت تحتوي على هاشتاغ إيران، فيما شكلت هاشتاغات تركيا وقطر نسبة 17% من التغريدات".
ويقول جونز إن "قناة (سعودي24) كانت منشغلة في عام 2016 في نشر خطاب الكراهية ضد الشيعة، وهذا ليس غريبا لأن واحدا من الروابط هو الخطة الصفوية، وهي قناة مكرسة لنشر المعلومات المعادية لإيران، وبعد تلقيها شكاوى قامت شركة (تويتر) بتعليق 1800 حساب، وهذا لم يفعل الكثير لتعطيل نشاطها، وقدرت حجم الشبكة في ذلك الوقت بأنها تحتوي على عشرات الآلاف من الحسابات".
ويستدرك الكاتب بأنه "رغم عمليات الإغلاق التي تعرضت لها الشبكة إلا أنها لا تزال قوية، وتنشر المواد الدعائية المؤيدة للسعودية والتضليل، وعادة ما يزيد حجم الشبكة في الموضوعات المستخدمة بشكل واسع، خاصة عندما يتم الدفاع عن السعودية ضد ناقديها".
ويشير جونز إلى أن "الشبكة انشغلت في عام 2018 بنشر نظريات مؤامرة تم الكشف عن كذبها، وتشير إلى دور الأتراك في مقتل الصحافي خاشقجي، وفي الذكرى الأولى لمقتل الصحافي قامت الشبكة بنشر دعايات عن التجارة في السعودية في هاشتاغ خاشقجي، حيث كانت أخبار وضع أسهم شركة (أرامكو) في السوق المالية، وفعلت الأمر ذاته بعد قيام متدرب سعودي بإطلاق النار وقتل ثلاثة من العسكريين الأمريكيين في فلوريدا، وقامت بتحريف هاشتاغ (فلوريدا شوتينغ) برسائل عن محاربة السعودية للإرهاب".
ويلفت الكاتب إلى أن كلمة "ديافولو" تعني الشيطان باللغة الإيطالية، وهي تطلق على البرنامج المستخدم لتحويل التغريدات بشكل آلي من خلال تطبيق "تويت ديك".
ويجد جونز أنه "بالنظر إلى عملية إغلاق شركة (تويتر) حسابات عدة من (تويتر) عربي، التي تنشر مواد من الإمارات والسعودية، فإنه من المثير للدهشة استمرارها في العمل، ومن الصعب الكشف عن أثر الشبكة، إلا أن أشرطة الفيديو التي يتم التشارك فيها وبشكل منتظم على (تويتر) تحصل على مشاهدات بالآلاف".
ويستدرك الكاتب بأن "هذه الشبكة ليست مبرأة من عملية التلاعب في المنصة، وهو ما تعرفه شركة (تويتر) بأنه (استخدام تويتر لتضليل الآخرين وتشويش تجربتهم من خلال جرهم إلى نشاطات خادعة وقوية) ويشمل هذا استخدام الإعلانات والحسابات التخريبية والمزيفة".
ويرى جونز أن "استمرار نشاط الشبكة يثير أسئلة حول موقف (تويتر) من استخدام السعودية لهذه المنصة سلاحا، وتم توجيه تهم للسعوديين الذين اخترقوا شركة (تويتر) بالتجسس لصالح الرياض".
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه حتى بعدما علمت "تويتر" عن الاختراق، فإن مديرها جاك دورسي قام بمقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الوقت الذي لم تفسر فيه "تويتر" سبب إخفائها المواد الأرشيفية المتعلقة بالمستشار الملكي السابق سعود القحطاني، الذي أوقف حسابه على "تويتر".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)