هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بثت قناة مكملين الفضائية المصرية، مساء الأربعاء، تسريبا
صوتيا جديدا لعضو المجلس العسكري السابق، اللواء أركان حرب حسن الرويني، الذي كان
يشغل منصب قائد المنطقة المركزية العسكرية إبان ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.
وقال الإعلامي محمد ناصر، مُقدم برنامج "مصر النهارده"،
إن التسريب يعود لشهر أيلول/ سبتمبر 2011، وجاء خلال محاضرة ألقاها "الرويني" لمجموعة من ضباط الجيش،
الذين تحدث لهم عن رأيه في الشعب، والأحزاب، والإعلام، وثورة يناير، والمجتمع
المدني.
وخلال التسريب، استعراض "الرويني" ما وصفها بـ3 محاولات لإسقاط
الجيش، الأولى هي "تحريض صغار الضباط ضد قادة الجيش"، ما أدى لمشاركة عدد من ضباط القوات
المسلحة المصرية في ثورة يناير، الذين أُطلق عليهم إعلاميا لقب "ضباط 8 أبريل"،
مؤكدا أنه "في حال سقوط الجيش ستسقط مصر كلها، ولن تقوم لها قائمة مرة أخرى"، بحسب قوله.
والمحاولة الثانية، بحسب الرويني، هي التحرش بالوحدات العسكرية
التي كانت موجودة في الميادين، حيث ادعى أن المتظاهرين كانوا يستفزون أفراد الجيش، بزعم
أنهم لا يستطيعون ضربهم أو المساس بهم، رغم أن "الجيش مارد يمكنه سحقهم
بسهولة، لكنه لم يفعل؛ لأنه جيش وطني"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: "مكملين" تبث تسريبا لأحد أعضاء المجلس العسكري بمصر
وتمثلت المحاولة الثالثة لإسقاط الجيش في تحرك
المتظاهرين -الذين وصفهم الرويني بـ"شوية العيال"- تجاه المنطقة الشمالية
(العسكرية) والمنطقة المركزية، وتجاه وزارة الدفاع، وكان هدفهم "مهاجمة الوزارة،
والاعتصام ونصب الخيام أمامها، وهو ما كان سيضطر الجيش للاحتكاك بهم، وحال تأزم
الأمر، كان سيضطره لقتل 500 أو 600 شخص، وهو المخطط الذي كان يريده هؤلاء"،
على حد قوله.
وتابع: "الخلاصة أني أنا بقولكم إن المجلس الأعلى للقوات
المسلحة جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة المصرية العظيمة، والمجلس مُصرّ ومعه القوات
المسلحة على الاستمرار في وضع المسؤولية حتى يقوم بتسليم الدولة لسلطة مأمونة. أظن
كلامي واضح سلطة مأمونة، يرضى ويتوافق عليها كل الشعب المصري. لا فصيل ولا اتجاه ولا
رأي ولا ولا".
وتطرق التسريب إلى نظرة المجلس العسكري للإعلام، حيث أكد
الرويني أنهم تجاهلوا الرد على وسائل الإعلام؛ لأنهم لا يستحقون الرد عليهم، متهما الإعلام
بإثارة الرأي العام، لأنه "إعلام سيئ ومتاجر. وكل مذيع يتقاضى 800 ألف جنيه في
الشهر، ولهذا يبيع أهله وليس مصر فقط، ولا يعنيهم مستقبل البلاد".
وهاجم القوى الثورية والسياسية، قائلا: "كلهم عبده مشتاق.
كلهم بلا استثناء يريدون المتاجرة على حساب الجيش"، مضيفا: "الأحزاب قعدوا
يبوسوا أيدينا وأقدامنا حتى نظل في السلطة ونقوم بمد الفترة الانتقالية، حتى تأخذ الأحزاب
الجديدة فرصتها".
كما هاجم المحامي والناشط الحقوقي نجاد البرعي، قائلا
إنه "متخصص في تشكيل الجمعيات الأهلية، وكل محام يود تأسيس جمعية أهلية؛ حتى
يأخذ دعما خارجيا، يقول له ما هي الخطوات والإجراءات الخاصة بهذا الأمر مقابل حصوله
على جزء من الأموال".
وزعم الرويني أن الجيش هو الوحيد الذي ليس له أي مصلحة
سوى مصلحة الوطن، قائلا: "ليس لنا هدف أن نصبح وزراء، ولا نطمح ولا نطمع في سلطة
أو منصب، وكل ما يقوم به أعضاء المجلس العسكري من أجل صالح البلاد. وهم (المتظاهرون)
يريدون هدم وإسقاط مصر، إلا أنه ما دام الجيش المصري متماسكا فلن يستطع أحد الاقتراب
من مصر".
وفي تناقض لتصريحاته السابقة، أعترف الرويني بصرف حوافز لا
عدد لها للجيش خلال الشهور الأولى عقب ثورة يناير، مُخاطبا ضباط الجيش بقوله: "لن
تستطيعوا معرفة كمّ الحوافز التي تم صرفها منذ شهر شباط/ فبراير وحتى الآن. لقد
حصلتم مؤخرا على خمسة أشهر".
"تدخل أجنبي مسلح"
واستطرد قائلا: "نحن ليس لنا مصلحة أو غرض أو هوى إلا
مصلحة هذا الوطن، لأن هذا البلد لو سقط نحن من سنتحمل المسؤولية، وستصبح أزمة أكبر
من نكسة 1967، وهم يريدون أن تكون هناك فوضى كي يكون هناك مبرر وذريعة لتدخل أجنبي
مسلح ضد مصر".
وزاد: "لكن مصر ليس بها بترول. وسيقومون بهدم البنية
التحتية، وسيقولون إن مصر بها مشاكل وأزمات، والشعب يموت، وعليكم (الخارج) أن
تتدخلوا وتقوموا بفرض الوصاية على مصر، وسنعود إلى أيام (الاحتلال) البريطاني،
ويتم إرسال رسائل تهديد، ثم اجتماع في الناتو، ويأتي شخص مثل أحدهم في جامعة الدول
العربية الذي قال اذهبوا لضرب ليبيا، ويحدث هذا بموافقة جامعة الدول العربية".
"كشوف العذرية"
كما اعترف اللواء حسن الرويني بإجراء كشوف العذرية على بعض
المتظاهرات في ثورة يناير، مُبرّرا ذلك بأن "أمريكا فعلت أسوأ من هذا حينما
قامت باحتلال العراق عام 2003".
وقال: "الأمريكان قاموا بهدم العراق بعدما تم حل حزب
البعث، وتم تسريح الشرطة والجيش، وأصبحوا هم الحاكمين، ثم يقولون لنا إنهم يدافعون
عن حقوق الإنسان، رغم أنهم هم من كانوا يحضرون العراقيين داخل سجن أبو غريب، ويجبرونهم
على خلع ملابسهم تماما ليصبحوا عرايا، ويجعلونهم ينامون فوق بعضهم البعض".
وأكمل: " أما الآن، فيقولون لنا أنتم أخذتم 17 فتاة،
وقمتم بإجراء كشوف العذرية عليهن جميعا، وهذا لا يصح؛ احتراما لحقوق الإنسان، بينما
نسوا ماذا كانوا يفعلون في سجن أبو غريب، والتسجيلات كلها منشورة".
"دور محمد حسنين هيكل"
كما تطرق عضو المجلس العسكري السابق إلى دور الكاتب
الراحل محمد حسنين هيكل في التحريض على المعارضة، قائلا: "الدكتور حسنين هيكل
قال لي إن الليبراليين دائما ما ينتقدون الأوضاع، ويرفضون كل شيء، لكنهم لا يملكون
أي حلول".
"أحزاب كارتونية"
واتهم الأحزاب القديمة والجديدة بعد ثورة يناير بالضعف الشديد،
وأنهم لا يلتزمون بكلامهم، فهم "أحزاب كارتونية، لا يمثلون 0.1%، ولا أقول 1%،
فليس لديهم أعضاء، باستثناء حزب الوفد، لديه قدر ما من الشعبية"، مشدّدا على
أنه "لا يوجد تيار سياسي يمكنه استلام البلاد من الجيش"، وفق قوله.
"هدم أعمدة الدولة السبعة"
واتهم شباب الثورة بالتدرب في جمهورية صربيا على ما وصفها بأعمال "هدم وإسقاط
أعمدة السلطة السبعة، وهي: الشرطة والجيش، والقضاء، والتعليم، والإعلام، والاقتصاد،
والمشاكل الداخلية، لتظهر مشاكل دينية وعرقية"، مضيفا: "هذه الأعمدة لو تم هدمها
ستنهار الدولة"، ومستعرضا ما وصفها بسيناريوهات ومخططات إسقاط تلك الأعمدة.
كما انتقد عضو المجلس العسكري السابق مظاهرات طلاب الجامعات
عقب ثورة يناير، مؤكدا أنهم أرادوا إحداث "حالة خلل في الدولة، وقد كانت جزءا
من مخطط إسقاط الدولة"، على حد قوله.