نشرت صحيفة "
نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت
فيه عن إمكانية مشاركة فلاديمير بوتين في منتدى الهولوكوست العالمي الذي سيعقد يوم
23 كانون الثاني/ يناير في مجمع نصب ياد فاشيم في القدس.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن
بوتين سيجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومن المقرر أن يتطرقا إلى مسائل
أخرى على غرار تأثير
إيران على سوريا، والوضع المتعلق بإنشاء الممر الإستراتيجي
الإيراني المؤدي إلى البحر المتوسط الذي شهد بعض تطورات بعد اغتيال
سليماني.
وأفادت الصحيفة بأن هذا المنتدى مخصص للاحتفال بالذكرى 75 لتحرير
معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز بيركينو في أوشفيتز. وقد دعم المسؤولون
الإسرائيليون قرار بوتين بحضور هذا الحدث. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل
كاتس: "تعتبر إسرائيل مساهمة الاتحاد السوفيتي في تحرير معسكرات الاعتقال
مهمة. ونعتقد أن إحياء ذكرى ضحايا المحرقة واجب لكل دولة". وحسب كاتس
"يرتبط الماضي المظلم بالواقع الحديث لدولة إسرائيل المزدهرة". وأكد
الوزير أنه من المهم عدم نسيان المحرقة حتى لا تحدث مأساة شبيهة مرة أخرى.
وأضافت الصحيفة أنه يتعين على بوتين ونتنياهو هذه المرة مناقشة
مجموعة من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والوضع في العالم. وفي نهاية سنة
2019، كانت العلاقات الروسية الإسرائيلية معقدة بسبب عدد من الإجراءات المتعلقة
بخدمات الحدود الإسرائيلية.
وأوردت الصحيفة أنه في سنة 2019، ذكرت الصحافة الإسرائيلية في كثير
من الأحيان أن الطيران الروسي بدأ يعيق توسيع نطاق الضربات الجوية لجيش الدفاع
الإسرائيلي على الأراضي السورية. وعلى الرغم من أن الأمر على أرض الواقع مختلف
تماما، إلا أن الجانبين الروسي والإسرائيلي يناقشان طريقة عمل آلية لحل النزاع.
وحسب كاتس فإن الأعمال غير المنسقة من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة غير ضرورية، علما
بأنه سنة 2018، أدى تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق سوريا إلى ضربة عشوائية من قبل
الجيش السوري.
ومن بين القضايا التي ستتم مناقشتها، الوجود الإيراني الذي يحتل
مكانة مهمة في سوريا، الذي أثر عليه مقتل الجنرال سليماني، الذي يعتبر من الشخصيات
الأكثر نفوذا في إيران. وفي الواقع، قام الجنرال سليماني بالتنسيق بين حلفاء إيران
في الشرق الأوسط وخلق الأساس لممر استراتيجي عبر أراضي والعراق، مما يفتح لإيران
المجال للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. ومن غير المرجح أن يتمكن خليفة سليماني
إسماعيل قاآني من مواصلة هذه الجهود.
ونقلت الصحيفة عن يسرائيل كاتس أن "تنامي نفوذ إيران في سوريا
يشكل تهديدا لأمن إسرائيل، ولا يمكننا السماح بمثل هذا التطور في الأحداث. ولا تشكل
إيران تهديدا لبلدنا فحسب بل للمنطقة بأسرها". كما أكد الوزير الإسرائيلي أن
روسيا تلعب دورا مهما في الشرق الأوسط، لذلك تعمل إسرائيل بالتنسيق مع روسيا
لمواجهة التحديات الإقليمية. وقال كاتس "إن إسرائيل تتوقع تفهم الرئيس الروسي
للحاجة لضمان أمن إسرائيل".
وحسب السفير الأمريكي السابق فريدريك هوف فإن "وفاة سليماني
أعطت فلاديمير بوتين فرصة لتعزيز النفوذ الروسي في سوريا على حساب إيران".
وتجدر الإشارة إلى أن بوتين لم يبد أي ردة فعل عندما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي
عن رضاه من وفاة سليماني، وإنما أبدى تفهمه وتعاطفه مع مخاوف إسرائيل. ويرى هوف أن
الرئيس الروسي قد يلمح إلى العمل على المزيد من تهميش إيران، وقد يعرض على إسرائيل
ممارسة الضغط على واشنطن للتصالح مع الأسد من أجل الحد من نفوذ إيران في سوريا.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن الخبير أنطون مارداسوف، أن سليماني أشرف
على العديد من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، لكن هذه العملية ستستمر بعد
وفاته. ومن الممكن أن يُستخدم اغتيال سليماني لتعزيز نفوذ هذه الميليشيات ضمن
النخبة العسكرية والسياسية السورية، إلا أن ذلك لم يتضح بعد.