هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية مقالا للكاتبة الإيرانية، نجمة بوزورج مهر، يسلط الضوء على "المعركة غير المعلنة" على خلافة مرشد "الجمهورية الإسلامية"، علي خامنئي.
وقالت "مهر" إن معركة إيجاد بديل لـ"المرشد" تشغل بال الساسة بشكل متزايد، خصوصا بعد اغتيال الجنرال "قاسم سليماني" بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما سمح للتيار المتشدد في الحرس الثوري الإيراني بإحكام قبضته.
رسائل خامنئي
واعتبرت الكاتبة أن خامنئي استغل ذلك لصالحه، إذ أشار في أول خطبة جمعة له منذ عام 2012 إلى "النِّعم" التي جلبها حدثان مختلفان على مدار الأيام الخمسة السابقة، الأول، ما وصفه بأنه "أكبر موكب جنازة في العالم" تشييعا لسليماني، والثاني، الضربات الصاروخية غير المسبوقة على قاعدتين تستضيفان قوات أمريكية بالعراق.
وأوضحت أن "لغة الاستعارة" التي استخدمها خامنئي بعثت برسالة واضحة للسياسيين في طهران وإلى بقية العالم، إذ يعتقد المحللون أن إيران ستكون أكثر ثباتا في طريقها الأيديولوجي في الداخل، بينما سيعزز الحرس الثوري من أفكاره المتطرفة في بقية أنحاء الشرق الأوسط، بحسبها.
اقرأ أيضا: ممثل خامنئي بـ"الحرس": ولاية الفقيه تمثل حكم الله على الأرض
وتمضي الكاتبة في القول إنه على الرغم من تورط الحرس الثوري في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية وقتل ركابها الـ178، ومنهم 82 إيرانيا، مبشارة بع الهجوم على القوات الأمريكية بالعراق، فإن دعم خامنئي له يزداد ثباتا، بينما تدور معركة حول من سيخلف المرشد الثمانيني بعد وفاته.
وأضافت أن القرار الذي سيحدد مصير إيران لعقود قادمة يعتمد على خريطة القوى داخل الجمهورية الإسلامية، التي تميل حاليا لصالح "الحرس وأنصارهم المتشددين".
وتنقل الكاتبة عن محلل سياسي إيراني ينتمي للتيار الإصلاحي قوله: "نشهد ألعابا محلية وأجنبية معقدة جدا وترتكز جميعها على مسألة من يخلف خامنئي"، مضيفا أن "إعطاء مزيد من التمكين للحرس الثوري، سياسة متعمدة لجعلهم القوة المهيمنة، حتى يتمكنوا من لعب الدور الرئيسي في انتقال السلطة".
خياران
وفقا للعديد من "المتشددين"، بحسبها، تبرز الأحداث الحاجة إلى وجود زعيم براغماتي آخر مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة، وهم يهونون من تكهنات الإصلاحيين بأن الإيرانيين يرغبون في أن يكون منصب المرشد الأعلى المقبل "فخريا".
وبحسب الكاتبة، فإن أحد المقربين من المرشد يقول إن "التطورات الأخيرة كانت بمثابة دعوة للاستيقاظ، لتذكرنا بأن الولايات المتحدة يمكنها خوض حرب مع إيران في أي وقت، ونحن بحاجة إلى زعيم شجاع آخر قادر على الحفاظ على استقرار البلد وقوته".
ويضيف: "لا يمكن للبلاد تحمل المخاطرة بفترة من التجربة والخطأ من قِبل قائد عديم الخبرة".
اقرأ أيضا: فيديو يظهر مغادرة روحاني قبل إنهاء "المرشد" صلاة الجمعة
تحت عين الحرس
بدوره يقول أحد المطلعين على النظام، بحسب "مهر": "عندما يموت خامنئي، لا سمح الله، سيتولى الحرس الثوري السيطرة بالكامل على البلاد حتى يتمكن مجمع خبراء القيادة من اختيار مرشد جديد"، ويضيف "في ذلك اليوم، سيكون الحرس هم القوة العليا المؤثرة في الاختيار، وكبح أي أزمات محتملة، والأهم من ذلك الحفاظ على السلامة الإقليمية".
ويقول أمير محبيان، المقرب من جبهة المحافظين، إن "الحرس في موقف قوي بحيث لا يمكن لأي زعيم أن يهدد مصالحهم في المستقبل.. نحن دائما في حالة طوارئ ونحتاج بشدة إلى الاستقرار في بلد عرف تاريخيا بمخاوفه من انعدام الأمن".
وتختم الكاتبة بالقول إن التكهنات تكثر حول من سيفضل الحرس الثوري بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، ففي حين اختصرت الاحتمالات على "مجتبى"، النجل الثاني لخامنئي، والذي يتمتع بعلاقة جيدة مع الحرس، على الرغم من أنه غير معروف في الحياة الدينية والسياسية، إلا أن مقربين من النظام يرون بأن مثل هذا الاختيار يمكن أن يجعل الجمهورية الإسلامية تبدو وكأنها ملكية وراثية.