هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت دعوة زعيم
التيار الصدري مقتدى الصدر، أنصاره إلى الانسحاب من ساحات الاحتجاج، تساؤلات حول
مستقبل الحراك الشعبي والمطالب التي نادى بها العراقيون طيلة أربعة أشهر من
الاحتجاجات.
وجاء انسحاب أنصار
الصدر بعد تغريدة لزعيم التيار، عاتب فيها ساحات الاحتجاج و"اتهم أقلاما
مأجورة بالإساءة إليه"، وذلك عقب تظاهرة حاشدة كان قد دعا إليها للمطالبة
بخروج القوات الأمريكية من العراق.
أسباب الانسحاب
عواد العوادي النائب
السابق في البرلمان عن التيار الصدري، قال في حديث لـ"عربي21" إن
"الصدر كان يأمل من ساحات الاحتجاج المساندة والدعم للمظاهرة المليونية التي
دعا لها وخرجت يوم الجمعة الماضي، لكن ما حصل العكس، إذ شنت عليه حملة من أقلام
مأجورة".
وأضاف أن "المتظاهرين
في الحراك الشعبي، لم يكن لهم أي موقف من المظاهرة التي دعا إليها الصدر والتي
كانت تنادي بالسيادة العراقية ومنع التدخل في شؤون البلد، ليس ضد الولايات المتحدة
فحسب، وإنما تشمل جميع الدول التي تتدخل بالعراق".
اقرأ أيضا: الصدر يعلن "توقفا مؤقتا" لمقاومة الوجود الأمريكي خشية الحرب
وبخصوص الحديث عن
تفاهمات بين الصدر والعامري للتهدئة بعد تصعيد الاحتجاجات، تمهيدا لاختيار رئيس
حكومة، نفى العوادي أن "يكون لديه علم بمثل هذه الأنباء أو التفاهمات بين
الجانبين".
وأكد العوادي أن
"الصدر بقي مساندا للمظاهرات الشعبية، لم يكن له موقف سلبي من التصعيد الذي
سبق المظاهرة المليونية، بل على العكس كان متفهما له، وطالب بحسم مرشح رئيس
الحكومة واختيار شخصية غير جدلية".
وتوقع النائب الصدري
أن "تستمر المظاهرات، حتى مع انسحاب التيار الصدري، لأنها حققت نتائج، وبقي
أمامهم الحسم في اختيار رئيس حكومة، ولا بد أن يكون مرضيا للشعب العراقي وللحراك
الشعبي".
ودعا العوادي
المتظاهرين إلى "عدم الانغلاق، بتوجيه الاتهامات للآخرين، وإنما ضرورة أن
يتبادلون الود والانسجام مع الأطراف الوطنية في العراق، وأحدها زعيم التيار الصدري
مقتدى الصدر".
تفاهمات سياسية
لكن مصادر سياسية خاصة
كشف لـ"عربي21" أن "انسحاب التيار الصدري من ساحات المظاهرات، ربما
قد يكون جاء وفق تفاهمات سياسية بين مقتدى الصدر الداعم لقائمة سائرون، وزعيم
تحالف الفتح هادي العامري".
وأضافت المصادر التي
طلبت عدم كشف هويتها، أن "العامري وزعيم مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي،
شكروا الصدر عقب انتهاء المظاهرات التي طالبت بخروج القوات الأمريكية، الأمر الذي
يؤكد وجود تفاهمات بين الصدر والأطراف القريبة من إيران، قد تفضي إلى تفاهمات
سياسية".
واتساقا هذا الطرح،
كان الخبير الأمني والسياسي هشام الهاشمي قد تحدث في اتصال سابق مع
"عربي21" عن "تسريبات تفيد تسوية شاملة طرحت بين تحالفي الفتح
بزعامة هادي العامري، وسائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".
وأشار الخبير الأمني
إلى أن "التسوية انتهت بتنازلات من أحدهما للآخر تحت ذريعة الحفاظ على الأمن
الوطني العراقي"، في إشارة إلى اجتماع عقده الصدر والعامري في إيران عقب مقتل
سليماني والمهندس.
اقرأ أيضا: احتشاد متظاهرين استجابة لدعوة الصدر لـ"مليونية" ببغداد(شاهد)
ولفت الهاشمي إلى أن
"كلا من الصدر والعامري، يشعران أن الأمور قد تتجه نحو حرب شيعية- شيعية، إذا
استمرت الأزمة الداخلية بالتصعيد، وأيضا قد تكون هذه الأزمة مؤثرة في إنهاء
مكتسبات البيت السياسي الشيعي بعد اختياره الوقوف ضد أمريكا في العراق".
قوّت المظاهرات
من جانبه، رأى أستاذ
العلوم السياسية في جامعة النهرين العراقي قحطان الخفاجي في حديث
لـ"عربي21" أن "انسحاب التيار الصدري من المظاهرات شكل حالة
إيجابية على الحراك الشعبي".
وأضاف الخفاجي أنه
"بغض النظر عن ماضي زعيم التيار الصدري ومواقفه السابقة المعروفة، لكن انسحاب
التيار الصدري أعطى صورة ناصعة للمظاهرات، وعزز من حضور الشباب المتظاهر في ساحات
الاحتجاجات".
وبحسب المحلل السياسي
العراقي، فإن "انسحاب التيار الصدري يعطي قوة أكبر للمظاهرات، إذ أنها تكون
بعيدة عن المشاريع السياسية المحسوبة على هذا الطرف أو ذاك".
وأشار إلى أنه
"بعد انسحاب التيار الصدري والأحداث التي أعقبتها قرب جسر السنك وغيرها من
أماكن الاحتجاج، لاحظنا تزايد أعداد المتظاهرين، إذ كسبت الاحتجاجات تعاطفا أكبر
من الشعب العراقي".
وفي اليوم التالي
لانسحاب التيار الصدري من ساحات الاحتجاج، أقدمت السلطات العراقية على فض ساحة
الاحتجاج في البصرة بالقوة وحرقت الخيم، كما أنها أعادت فتح الطرق والجسور القريبة
من ساحة التحرير مكان الاحتجاجات في بغداد.
وعلى إثر ذلك اندلعت
صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين قرب ساحة الخلاني القريبة من
"الأحرار" أدت إلى مقتل أحد المحتجين وإصابة آخرين، بعدما استخدمت
السلطات قنابل الغاز المسيلة للدموع.