هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال أمريكي إن "علاقاتي مع نظرائي في الجيوش العربية أكدت لي أن المشكلة بالنسبة إليهم ليست إسرائيل، وإنما انعدام الاستقرار الداخلي وداعش وإيران، لدينا تقدير كبير للعلاقات القوية السائدة بين إسرائيل من جهة، ومصر والأردن من جهة أخرى، لديهم علاقات عمل جيدة، لا تخدم سكانها فقط، بل باقي سكان المنطقة بأسرها، مما يشجع دولا عربية أخرى في المنطقة لتحسين علاقاتها بإسرائيل أسوة بالقاهرة وعمّان".
وأضاف جوزيف ووتال قائد قوات الشرق الأوسط والخليج في الجيش الأمريكي، في مقابلة مع صحيفة إسرائيل اليوم، ترجمتها "عربي21" خلال زيارته لإسرائيل، للمشاركة بمؤتمر دراسي، ولقاء كبار المسؤولين الذي عمل معهم سنوات طويلة، لمجابهة التهديدات المشتركة والمصالح المتبادلة، أنه "رغم بقاء القضية الفلسطينية عقبة أساسية تصعب أي تواصل أمام الدول العربية للتواصل مع إسرائيل، لكن ذلك لا يمنع من إجراء حوارات والسعي المشترك لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة".
وزعم أن "الشرق الأوسط لم يعد يرى إسرائيل تهديدا كما كان قبل سنوات، فهناك علاقات قوية لإسرائيل بدول عربية أخرى غير مصر والأردن، بعضها فوق الطاولة، وأخرى تحت الطاولة، تبدأ بالاستخبارات الأمنية، ومجال الهايتك، والزراعة، والمياه، وسواها، وأعتقد ان ذلك مستوى ممتاز من العمل، وآمل ان يستمر ذلك، فكلما نجحنا بإقامة علاقات مثل هذه، فهو يسرع بإقامة تطبيع قائم، والتأسيس لعلاقات قوية ومتينة على المدى البعيد".
وأشار الجنرال الأمريكي أن "الدور التاريخي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم ينته بعد، ولا أعتقد أننا سنغادره قريبا، وإن المنطقة عقب اغتيال قاسم سليماني لا يمكن أن تكون أكثر تعقيدا مما كانت قبل الاغتيال، لم يكن هناك من هو أجدر منه بالاغتيال، فقد كان رجلا مفتاحيا في كل العمليات العدائية، وتسبب بانعدام الاستقرار الإقليمي، ولذلك كان لا بد أن يحصل ذلك، كان خصما عنيدا في اليمن وسوريا وأماكن أخرى".
وأوضح أن "انتهاء الرد الإيراني على اغتيال سليماني من عدمه، سؤال مهم، لكننا يجب أن نكون أكثر يقظة وصبرا، واستعدادا لهجمات على القواعد العسكرية، وعمليات السايبر، وأمور أخرى حصلت في السابق، الطرف الوحيد الذي يعرف هل انتهى الرد أم لا هم الإيرانيون فقط، وليس غيرهم، هم يقولون نعم انتهى، لكننا يجب أن نفحص أقوالهم قياسا بأفعالهم".
الجنرال الأمريكي "استبعد حصول انسحاب أمريكي قريب من العراق، فهذا البلد له أهمية استراتيجية من وجهة النظر الأمريكية، ولذلك يجب أن نهتم أكثر بترميم علاقاتنا معه، وإعطائها الأولوية اللازمة، والعودة لما كانت عليه، خلال حربنا على داعش عملنا بصورة منسقة وناجحة جدا، خاصة حين كانت الولايات المتحدة خلف الكواليس، وهو ما يجب أن نتطلع إليه دائما".
وختم بالقول أنني "لا أظن أن من مصلحة أمريكا مغادرة المنطقة، رغم ما كان يقال من أحاديث زمن إدارة الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، فالولايات المتحدة لديها مصالح في المنطقة، وتريد المحافظة على منافذ التجارة الدولية الحرة في هذه المنطقة، حيث تتوفر فيها وسائل مواصلات تتيح المجال للتجارة الأمريكية والدولية، وتمنع تزود دول المنطقة بأسلحة الدمار الشامل".