هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان الحشد
الشعبي في العراق، عن إنشاء نقاط أمنية، بشكل منتظم، لمراقبة قاطع منطقة القائم،
غرب محافظة الأنبار، لتأمين الحدود مع سوريا، تساؤلات بشأن توقيت الخطوة، وأهميتها
في ظل الوجود القديم للحشد في تلك المنطقة منذ السيطرة عليها قبل نحو عامين.
وجاء إعلان الحشد، في
ظل مخاوف عراقية، من تراجع التعاون الاستخباري، بين قواته، والجانب الأمريكي، في
أعقاب التوتر الذي خلفته حادثة السفارة واغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأبو
مهدي المنهدس في بغداد الشهر الماضي. وما سيلحقه بهذه في جهود مراقبة الحدود، ومنع
تسلل عناصر تنظيم الدولة، بين جانبي الحدود.
وقال بيان للحشد، إن "قوات اللواء 13 في
الحشد الشعبي أنشأت نقاطا أمنية منتظمة في محيط قضاء القائم بهدف تأمين محيط
القضاء من أي تسللات لفلول عصابات داعش الإرهابية".
وأضاف أن "تلك النقاط أسهمت في تأمين
الشريط الحدودي بين العراق وسوريا والطريق الرابط بين البلدين".
ويعتمد العراق على
التعاون الاستخباري الذي تقدمه الولايات المتحدة، بفعل القدرات التي تمتلكها من
طائرات بدون طيار، وأقمار صناعية، ونشاط استخباري على الأرض، تفتقده بغداد. وهو ما
تخشى بغداد فقدانه في حال قررت واشنطن حجب تلك المعلومات عنها.
عضو لجنة الأمن
والدفاع في البرلمان العراقي الدكتور اسكندر وتوت، قال إن هدف إنشاء النقاط
الأمنية "هو منع وتسلل العناصر المسلحة من الجانب السوري إلى الداخل
العراقي، لتنفيذ هجمات".
وأضاف وتوت
لـ"عربي21" أن "إمساك الحدود من الخارج، أفضل من العمل في الداخل
العراقي، عبر عمل وقائي استباقي" مشيرا إلى وجود الحشد في داخل الأراضي
السورية.
ولفت إلى أن
"الحشد" يحاول "سد الفراغ، الذي خلفه تراجع التعاون الأمريكي، في
مسألة الحدود، عبر هذه النقاط الأمنية".
وتابع وتوت: "إلى
الآن لا نعرف ما نتيجة المباحثات، التي قامت بها الحكومة العراقية مع الجانب
الأمريكي، بشأن التعاون العسكري والأمني"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه لا يجب
أن "يخضع للتوترات في المنطقة، وهذا التعاون يهم جميع الدول في المحيط من
سوريا والأردن وحتى تركيا، لأنه يتعلق بتحركات جماعات إرهابية"، وفق قوله.
إقرأ أيضا: أنباء عن إسناد قيادة "الحشد" للعامري.. وهذا شرطه للموافقة
من جانبه قال المحلل
السياسي، الدكتور مؤيد الوندي، إن القاطع المشار إليه في إعلان الحشد الشعبي، يمتد
مسافة تقارب 250 كيلومترا، ويضم قاعدة التنف الأمريكية، والتي تدار من كبرى
القواعد الأمريكية في العراق وهي "عين الأسد" في الأنبار.
وقال الوندي
لـ"عربي21" إن نشر نقاط أمنية على طول الحدود، ليس أكثر من رسالة من
"الحشد للأمريكان أننا موجودون، خاصة أن التواجد في قواطع عديدة سنية
لاعتبارات سياسية".
لكنه أكد في المقابل،
أن هذا الانتشار "لا قيمة له، لأنه لا يشكل ثقلا عسكريا، والحشد ينظر له في الغرب
الآن بصورة مغايرة، بعد الانتهاء الفيزيائي لتنظيم الدولة، وهناك حديث عن مستقبل
هذه المليشيا العسكرية".
ولفت إلى أن قوات
الحشد، تتواجد في قاطع القائم منذ سنوات، و"سبق أن تعرض للقصف من طائرات قيل
إنها إسرائيلية، وأخرى أمريكية، ودوره هناك معروف ولديه حضور في الجانب الآخر من
الحدود، ويقاتل مع مليشيات إيرانية داخل سوريا، ولا جديد في إعلانه".
وشدد الوندي، على أن
مستقبل الحشد "سترسمه الحكومة المقبلة، والتي ربما تأتي بعد 14 شهرا من الآن،
لأن النظرة لهذه القوات في الغرب إما أن تحل أو أن تدمج بطريقة صحيحة في القوات
المسلحة للدولة".
وبشأن تحركات الحشد
على طول الحدود مع سوريا، في ظل تواجد الولايات المتحدة، قال الوندي: "إن
أمريكا لن تسمح لهم، بالتحرك كما يريدون أو مناوشتها، وما جرى خلال الفترة الماضية
كان رسالة واضحة وحادة، دمرت فيها معسكرات للحشد وقضي فيها على المحرك الرئيس لها سليماني
والمهندس، عبر غارة جوية في بغداد".