هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب الإسرائيلي ماتان تسوري، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "حماس وقائدها في غزة يحيى السنوار هم من يملكون السيادة على مستوطنات غلاف غزة، ما يجعل الإسرائيليين غير قادرين على معرفة ما الذي يحصل في الجبهة الجنوبية، رغم رغبتهم الجارفة باستعادة الهدوء هناك، بدلا من البقاء في حالة رصد للبالونات الحارقة من فوق رؤوس المستوطنين".
وأضاف المقال الذي ترجمته "عربي21": "في نهاية الأسبوع، وجهت لنفسي سؤالا حول إمكانية القيام بتجول سياحي في غلاف غزة، فاكتشفت أن الأمر بحاجة لاستشارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب نفتالي بينيت، وبينهما من كبار الضباط والجنرالات، لكنني للأسف تبين لي أن جميع هؤلاء لا يعرفون ما يقولونه لي، وكأن لسان حالهم يقول: اسألوا يحيى السنوار، فهو صاحب السيادة غير الرسمي على غلاف غزة".
وأوضح أن "السنوار ورجاله وباقي عناصر المنظمات الفلسطينية المسلحة في غزة، يبدو كأنهم حصلوا من بينيت بصورة غير مباشرة عن تحمل المسؤولية عن هذه الأوضاع الميدانية في مستوطنات غلاف غزة، حين أعلن أن أفعال حماس تقربها أو تبعدها من ساعة الحسم، وهو يعي أنه يتحدث في موسم انتخابي حامي".
وأكد أن "مستوطني غلاف غزة لا يريدون الشعور بأن حماس حولهم تتحكم بحياتهم، سواء بمناطق الغلاف مباشرة، أو خارج الحدود، لكن الواقع ليس كذلك، بل الحديث يدور عن ميدان مختلف، وكأن بينيت يريد من حماس أن تكون قريبة بعيدة، قريبة من حدود غلاف غزة، ولكن بعيدة عن القدس وتل أبيب، وهي مناطق تحتل أولوية متقدمة في المجال الأمني، وهنا نسأل: أين العجب بأن تكون حماس مسيطرة على غلاف غزة".
وأضاف أن "المشكلة التي تواجه مستوطني غلاف غزة أنهم لا يستطيعون التخطيط لحياتهم لأيام قادمة ، لأنهم لا يعلمون ما الذي سيحصل لهم غدا أو بعد غد، فربما يشتعل الغلاف فجأة، الكل منوط بما الذي تستيقظ عليه قيادة حماس، ولذلك فإن حالة انعدام اليقين لديهم هو الأمر الأكثر سوءا، فأي عائلة إسرائيلية في غلاف غزة لا تستطيع التحضير لنزهة عائلية آخر الأسبوع، لأنها لا تعلم ما الذي سيحدث بالساعات القادمة".
وأشار إلى أن "كل شيء منوط في مستوطنات غلاف غزة بالوضع الأمني، وفيما لا تستطيع المنظومة الأمنية في إسرائيل تأمين الفعاليات الجماهيرية في غلاف غزة، لكن حماس تستطيع إعطاءنا الضوء الأخضر، حتى إن المستوطنين باتوا يطلقون على السنوار لقب وزير الأمن الداخلي لهم".
وأكد أن "الواقع المزري لغلاف غزة يذكرنا بأن مشكلة غزة المزمنة منذ زمن طويل لا تمنح استقرارا أمنيا، وتمس بالحصانة المجتمعية للمستوطنين، وكل الحلول الإسرائيلية لها أثبتت فشلها، لأن حماس المسيطرة على غزة لا تفهم إلا لغة القوة، هذه القوة التي تبدو بعيدة عن حسم قدرتها، وقد توفرت لدينا فرص عديدة للتخلص من هذا الواقع، وإيجاد واقع جديد، لكننا فرطنا فيها، ووقعنا أكثر من مرة في أفخاخ نصبتها لنا حماس".
وختم بالقول إن "إسرائيل عقب حرب الجرف الصامد في غزة 2014 لم تستغل الردع الناجم عنها للتوصل لتسوية كاملة مع حماس، والنتيجة أننا في نقطة ضعف أمام حماس، ونكتفي ببث الهواجس والقلق، في حين أن الانتخابات الثالثة تمنح حماس فرصة الإدراك بأن إسرائيل تعيش حالة من الإرباك، وهي فرصة لابتزازها والضغط عليها".
وأوضح أنه "يمكن تغيير هذا الوضع من خلال خطوة وقرار يعرفها جميع الإسرائيليين، وهو مؤلم في كل الأحوال، لكن حل واحد واضح، ويتمثل بأن سلطة حماس في غزة التي تواصل البقاء على أنقاض حياة وأمن المستوطنين في غلاف غزة، آن أوان إسقاطها، ولكن يبقى السؤال: من يقوم بذلك؟".