هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "حركة حماس استطاعت بعد خمسة أيام من استنزاف إسرائيل أن تحصل منها على تسهيلات إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، وبعد أن رفعت مصر أسعار الغاز الطبيعي الوارد إلى قطاع غزة، فقد شعرت حماس أنها محشورة في الزاوية، وفي هذه الحالة صدّرت أزمتها باتجاه إسرائيل، كما هي العادة منذ سنوات".
وأضاف أليئور ليفي، مراسل الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل سارعت إلى فتح أدراجها، وقررت إدخال كميات كبيرة من الغاز الطبيعي وإطارات السيارات والأموال النقدية ومواد البناء إلى قطاع غزة، من أجل منع التصعيد غير المرغوب به، على الأقل في المرحلة الحالية، حتى إن تصاريح الدخول لإسرائيل تم زيادتها بصورة دراماتيكية، وهكذا تنجح طريقة الضغط التي تمارسها حماس مرة بعد أخرى".
وأشار إلى أن "حماس عادت إلى استخدام الوسائل ذاتها المتعارف عليها في الضغط على إسرائيل؛ البالونات الحارقة والقذائف الصاروخية، ولكن على نار هادئة، بحيث يتم الضغط على تل أبيب والقاهرة، وإيصال رسالة لهما بأن هذه الموجة قد تتصاعد مع مرور الوقت، مع العلم أن حماس تدرك جيدا أكثر من غيرها أن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها للدخول في مغامرات عسكرية، خاصة عشية جولة انتخاباتها الثالثة".
وأكد أن "حماس شرعت في استنزافها المتجدد لإسرائيل، وهي تعلم أن الردود الإسرائيلية على استفزازاتها ستكون محسوبة وموزونة، وهكذا نجحت سياسة الاستنزاف التي اتبعتها حماس أمام إسرائيل في تحقيق أهدافها. ومع مرور عدة أيام، عادت مصر إلى إدخال الغاز الطبيعي إلى غزة بأسعار مخفضة، وسارعت إسرائيل إلى إدخال كميات كبيرة من الغاز؛ كي لا تندلع أزمة إنسانية في القطاع، ثم تتسبب بتصعيد عسكري".
ونقل عن "مكتب المنسق الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، الجنرال كميل أبو ركن، أنه بين 16 يناير حين بدأت البالونات الحارقة من جديد إلى 16 فبراير، أدخلت إسرائيل إلى غزة 4700 طن من الغاز عبر 105 شاحنات، لكن هذا العدد ازداد في الأيام الأخيرة".
وأشار إلى أن "استمرار إطلاق البالونات الحارقة والقذائف الصاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة تم استقبالها في إسرائيل بسياسة مزدوجة، فمن جهة واجهتها بقصف صاروخي يومي على أهداف لحماس في غزة، بعضها تسببت بأضرار جسيمة للحركة، ومن جهة ثانية ردت إسرائيل عليها باستمرار العمل في المشاريع الإنسانية في القطاع".
وختم بالقول إن "من بين المشاريع الإنسانية التي اضطرت إسرائيل للموافقة عليها تحت ضغط حماس إدخال الأموال القطرية، بمعدل سبعة ملايين دولار شهريا، يتم توزيعها على سبعين ألف عائلة فقيرة في القطاع، وبقيمة إجمالية وافقت إسرائيل على إدخال ما قيمته عشرة ملايين دولار، في الوقت الذي يتواصل فيه سقوط القذاف الصاروخية والبالونات الحارقة على مستوطني غلاف غزة".