هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب ديفيد إغناتيوس، إن الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، أنهى حكمه الفولاذي لمصر، لكنه لم يترك من بعده هوية ديناميكية للبلاد، ويذكر موته بما يعانيه الشرق الأوسط من مفارقات وآلام.
وفي مقال له بـ"واشنطن بوست"
أشار إلى أن مبارك حكم مصر ثلاثين عاما، فحرر الاقتصاد، وانتهج سبيل التحديث، لكنه
تردد في تفكيك الديكتاتورية العسكرية، وأساليب الدولة البوليسية.
ولفت إلى أنه إبان الثورة، ظلت
الولايات المتحدة ترتكب الخطأ تلو الخطأ – مشجعة خلع مبارك في الشوارع بعد أن وافق
على التنحي طواعية، ثم قامت بدور الحاضنة لحكومة الإخوان المسلمين التي كانت فاقدة
لمهارات الحكم، ثم ساندت الانقلاب العسكري.
اقرأ أيضا: مصري ينتحر بعد مشاهدة جنازة مبارك
وتابع بأن مبارك "كان عنيداً
بطبيعته، ولم يكن من طبعه المغادرة بيسر وسهولة. فقد ظل متمسكاً بالمنصب لسنوات
بعد أن بدأ المسؤولون الأمريكان في حثه على النظر في أمر نقل السلطة. وكلما دُفع
أكثر باتجاه المغادرة كلما زاد تمسكه بموقعه. بدأت آخر فترة رئاسية له بعد إجراء
ما افترض أنه انتخابات ديمقراطية في عام 2005، وكان ذلك هو الاقتراع الأول من
نوعه بالنسبة له. إلا أن من تجرأوا على منافسته على صناديق الاقتراع، مثل مرشح
المعارضة أيمن نور، تعرضوا للتنمر وإلقاء القبض عليهم".
ولفت إلى أنه لو استمع مبارك لناقديه، وأعلن أنه لن يترشح في 2011 لربما حافظ على إرثه، لكن التنازل فرض عليه فرضا بثورة شعبية.
ولفت إلى أن مبارك كان رئيسا غير
متوقع، فقد اختاره أنور السادات نائبا، لأنه لا يرى فيه منافسا محتملا.
في السياق ذاته، رفض مبارك تعيين نائب
للرئيس حتى أواخر أيامه في السلطة، عندما عين مدير مخابراته، عمر سليمان نائبا،
أما الخطة الفعلية فكانت توريث السلطة لابنه جمال، لكنه تخلى في نهاية المطاف عن
طموحاته.
"لقد أسخط كثيراً من المصريين أن
يتصور ذلك المسؤول العسكري السابق، ذو الشخصية الباهتة، أن بإمكانه أن يبدأ سلالة
فرعونية جديدة خاصة به. ومع ذلك، ظل مبارك ملتزماً بمعاهدة السلام التي وقعتها مصر
مع إسرائيل في عام 1979، إلا أن سلام مصر مع إسرائيل في عهده ظل بالمجمل
"سلاماً بارداً". بالرغم من ذلك، كان في السر يتعامل مع الزعماء
الإسرائيليين والأمريكيين، حتى وإن كان في العلن يحرص على النأي بنفسه عنهم. عندما
ألقى أوباما خطابه الشهير في القاهرة في يونيو / حزيران من عام 2009، دعا أعضاءً
من جماعة الإخوان المسلمين ولكنه لم يدع مبارك".
وعن إيجابيات إرث مبارك، قال إغناتيوس، إن العقد
الأخير من وجوده في السلطة، شهد تعيين مصلحين اقتصاديين، مثل رئيس الوزراء السابق،
أحمد نظيف، ووزير التجارة السابق، راشد الراشد، الذين ساعدت سياساتهما بدفع معدل
النمو في مصر إلى أكثر من 5%، لكنهم في النهاية واجهوا اتهامات بالفساد بعد سقوط
الديكتاتور.
وختم بأن هذه كانت "لعنة
مبارك" وهي أنه حتى سياساته الناجحة لم تكن محبوبة.