قضايا وآراء

كورونا جعلت العالم يمشي بالمقلوب!

أحمد القديدي
1300x600
1300x600

لو فقط منذ شهرين قصصت عليكم يا قرائي الأفاضل هذه الحقائق لرميتموني بالجنون ولضحك من كلامي أرحمكم بي ولأشفق علي أفضل طلابي برّا بي خوفا علي من خرف الزهايمر.. 

لكنكم اليوم ونحن في أواسط نيسان (أبريل) 2020 تتداولون هذه الحقائق العجيبة على وسائل التواصل الاجتماعي وتتقاسمونها وكأنكم مثلي أنا تشمتون في نظام عالمي جائر ينهار بعد أن قيل أنه عالمي، وهو ليس عالميا ولا يحزنون، بل نظام فرضه المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على أعدائهم ومحتليهم الذين سموهم محور الشر (عام 1945)، أي النازية الألمانية بانتحار (أدولف هتلر) معها الفاشية الإيطالية بإعدام زعيمها المهووس (بنيتو موسوليني) وتعليقه في عمود من رجليه وهو جثة هامدة حتى تعفن وهو معلق من ثبل هؤلاء الذين يقدمون لنا اليوم دروسا مجانية في الرحمة والإنسانية، ثم قهر الإمبراطورية اليابانية التي استسلم رأسها الإمبراطور (هيرو هيتو) وضع أقدام المحتلين على صدره بيديه وبرضاه دون أن يعدم أو ينكل به وبأسرته ولكن بعد مسح مدينتين كبيرتين عامرتين من مدن اليابان من على وجه الأرض بالقنابل الهيدروجينية (هيروشيما و ناغازاكي 28 آب / أغسطس 1944) وإبادة مليون مواطن ياباني على مراحل! 

 

رئيس وزراء صومالي سابق أصيب بأعراض الكورونا سافر بسرعة إلى لندن رغم نصائح الأطباء الصوماليين بأن الجو موبوء في بريطانيا فتوفاه الله هناك!

 



ولنبدأ مع قصة العالم بالمقلوب بسبب الكورونا: وفد إيطالي بريطاني أمريكي يعمل منذ سنوات في مقديشو انتهت تواريخ إقاماتهم وأرسلت لهم حكوماتهم طائرتين لإعادتهم إلى بلدانهم... فرفضوا العودة وطلبوا من سلطات الصومال تمديد الإقامات، فالجو هناك أنقى والوباء منحصر!! رئيس وزراء صومالي سابق أصيب بأعراض الكورونا سافر بسرعة إلى لندن رغم نصائح الأطباء الصوماليين بأن الجو موبوء في بريطانيا فتوفاه الله هناك! 

قصة ثانية: الجدار العازل الذي بدأ الرئيس ترامب بتشييده منذ توليه الرئاسة على الحدود مع المكسيك منعا للهجرة السرية واتقاء النازحين من المكسيك إلى الولايات المتحدة يمتد اليوم إلى مئات الكيلومترات أغلقته السلطات المكسيكية بأمر من الرئيس المكسيكي (أندريس أمبرادور)، ويتوافد يوميا آلاف المواطنين الأمريكيين طالبين اللجوء إلى جمهورية المكسيك ومن بينهم من يتسللون ليلا خلسة عبر ثغرات فتحوها وهددهم وزير الداخلية المكسيكي بإطلاق النار عليهم كما كان يفعل حرس الحدود الغلاظ الشداد الأمريكيين ضد المهاجرين من أهل المكسيك. 

لا مجال لدخول أي مواطن أمريكي إلى المكسيك اليوم إلا بتأشيرة من قنصليات المكسيك! وكل متسلل خلسة من أمريكا إلى المكسيك عبر الجدار العازل يعاقب بالسجن ستة أشهر وبدفع غرامة مالية قدرها 3 آلاف دولار! 

قصة أخرى من صميم الواقع: تتذكرون الممارسات اللا إنسانية التي كان يتعرض لها المهاجرون من سواحل المملكة المغربية إلى إسبانيا عبر جبل طارق وهم من جنسيات إفريقية وعربية، وكيف تطلق شرطة الحدود الإسبانية النار على مراكبهم الهشة بقصد إغراقها وقتل راكبيها المهاجرين! اليوم يقف حرس الحدود المغربية سدا منيعا حتى لا تتسلل مراكب المهاجرين الإسبان إلى المغرب! 

 

لا مجال لدخول أي مواطن أمريكي إلى المكسيك اليوم إلا بتأشيرة من قنصليات المكسيك! وكل متسلل خلسة من أمريكا إلى المكسيك عبر الجدار العازل يعاقب بالسجن ستة أشهر وبدفع غرامة مالية قدرها 3 آلاف دولار!

 



قصة رابعة عشناها في فرنسا على المباشر تدل أيضا على انقلاب الموازين في العالم: صبيحة يوم الجمعة 10 نيسان (أبريل) الجاري أدى الرئيس (مانويل ماكرون) زيارة عمل ومساندة إلى المستشفى الجامعي بمدينة مرسيليا (لعلمكم اسم مرسيليا هو اختصار لاتيني من اللغة العربية مرسى السفن عندما كانت السواحل جنوب فرنسا تحت سلطان المسلمين).. وفي مرسيليا جاء رئيس الجمهورية يوم الجمعة للحديث مع الأستاذ في الطب الشهير (ديديي أرنولت) الذي أوصى بعلاج ضحايا الكورونا بدواء (الكلوروكين) المتداول منذ 20 عاما ضد المالاريا والفيروسات المختلفة، وعمل الأستاذ (أرنولت) مع فريقه الطبي في مخابر مستشفى مرسيليا للتخفيف من التداعيات السلبية للكلوروكين.. 

وكما تعلمون أثار هذا الطبيب العالم ضجة بدأت فرنسية وانتشرت في العالم وأوصى الرئيس ترامب باعتماد هذا الدواء إلى جانب الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا والسويد والترويج وأعلن (ماكرون) أنه يؤيد الأستاذ (أرنولت) وأراد تشجيع الفريق الطبي العامل معه فسأل كل واحد منهم من أين جاء وما هي جنسيته أمام الكاميرات مباشرة، واندهش الرئيس لأن د. عبد الكريم هو تونسي ود.مامادو من بروكينا فاسو ود.كمال من المغرب....الخ.. وليس من بينهم فرنسي أشقر واحد لأن هذه الكتيبة الطبية تعمل وتجاهد وتقاوم المرض في الصفوف الأولى المتقدمة ودون إمكانيات ضرورية!

 

اليوم يقف حرس الحدود المغربية سدا منيعا حتى لا تتسلل مراكب المهاجرين الإسبان إلى المغرب!

 



وهذه الظاهرة تداولتها أجهزة الإعلام بحذر وأحيانا بإخفاء الحقائق خوفا من اليمين السياسي العنصري الماسك بالإعلام والقنوات هنا وهو قوي وعنيف إلى درجة تلقي الأستاذ (أرنولت) التهديدات بالقتل! 

ويقول هذا الرجل العالم ذو الشعر الطويل كأنه (بوفالو بيل): إنهم يقاومون الكلوروكين لأنها بخسة الثمن وسعر العلبة 5 يورو فهو في نظرهم دواء ملعون لأنه لا يثري التجار المضاربين والوسطاء! 

التعليقات (0)

خبر عاجل