هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن السياسيين بإسرائيل يديرون لعبة سياسية اسمها "المواعيد النهائية" لتشكيل الحكومة، ما ينذر بالذهاب
إلى انتخابات رابعة.
أمهل رئيس "إسرائيل" رؤوفين ريفلين، الاثنين الماضي، زعيم حزب "أزرق
أبيض" بيني غانتس 48 ساعة للاختيار بين جولة رابعة من الانتخابات، أو حكومة وحدة
في ظل شروط يديرها بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، بحسب ما قال المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت.
وأكد بن كاسبيت، مقدم البرامج
الإذاعية والتلفزيونية، وله عمود يومي في الصحافة الإسرائيلية، في مقاله بموقع
"المونيتور"، ترجمته "عربي21" أن "هذه اللعبة المملة تعني
أنه في نهاية كل طريق مسدود هناك طريق للهروب، في كل مفترق طرق يكمن مسار غير معروف
من قبل أي حزب، وبالمقارنة، فإن الدراما المحيطة بمقر رئيس الوزراء في القدس تجعل
"بيت الورق" يبدو مثل "بيت صغير في البراري".
وأشار إلى أنه "بعد أن وافق الرئيس الإسرائيلي على تمديد تفويض غانتس لتشكيل الحكومة، وبالنظر إلى درجة الثقة المنخفضة
في قدراته السياسية، وفي المصداقية السياسية لنتنياهو، منح ريفلين يومين فقط، 48 ساعة
فقط، وإذا لم يكن لديهما صفقة بشأن حكومة وحدة بحلول منتصف 15 أبريل، فإن التفويض سيذهب
للكنيست لمدة 21 يوما أخرى من التشهير والمؤامرات والدسائس".
اقرأ أيضا: اقتراب تشكيل حكومة طوارئ باتفاق بين نتنياهو وغانتس
وأوضح أنه "إذا لم ينجح أحد بهذا التحدي،
ستجري إسرائيل جولة رابعة من الانتخابات بين نهاية تموز/يوليو ونهاية آب/أغسطس 2020، هذا سيناريو
لم يكن بوسع أي شخص على وجه الأرض أن يتنبأ به قبل عام ونصف، لقد استغرق الأمر أكثر
من عام، لكن نتنياهو نجح أخيرا في تفكيك حزبه المنافس أزرق- أبيض، بقيادة ثلاثة رؤساء
أركان عسكريين سابقين بيني غانتس، موشيه يعلون، غابي أشكنازي ووزير مالية سابق هو يائير
لبيد".
وأكد أن "نتنياهو شق وحدة أزرق-أبيض بالطريقة
التي يفضلها بدقة سياسية استثنائية وعدوانية وخداع، وحسن حظه أنه لا أحد من الخصوم الذين
ينهضون ضده على التوالي يتعلمون دروس أسلافهم، وعلم أن فرص غانتس وأشكنازي انهارت،
لأنهما أدركا عدم وجود طريقة للتغلب عليه بصندوق الاقتراع، واقتنعا أن الأفضل لهما
التعامل معه للتوصل إلى اتفاق وحدة، على أمل أن تغادر عائلته أخيراً مقر رئيس الوزراء في
القدس".
وأضاف أن "مقابل غانتس وأشكنازي، وقف
لبيد ويعلون الحازمان، مدعومين من زعيم إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، ثلاثة رجال
يدركون أن كل اتفاق مع نتنياهو لابد أن ينتهكه، وكل الوعود التي يقطعها يخرقها، ورغم
ذلك فقد كان لابد لغانتس العثور على أي خيار من شأنه أن يطرد العائلة الحاكمة الأبدية
لإسرائيل، من الحرم الذي أقامته في مقر رئاسة الحكومة".
وأشار إلى أن "غانتس أعاقته عدد من المشاكل،
بينها السذاجة ونقص الخبرة السياسية وعدم وجود غريزة قاتلة، وتوقيته السيء أيضا، والغريب
أنه كانت بين يديه مسودة اتفاق موقعة مع نتنياهو، جلسا معا وتصافحا، اتفاقية التحالف
باتت جاهزة، كل ما تبقى هو طباعة أربع نسخ، وصب كوبين من النبيذ، لكن نتنياهو قرر في
النهاية أن "يمتع" نفسه بتفكيك أزرق أبيض".
وأكد أن "غانتس كان بحاجة لأن يلتقط الهاتف،
ويتحدث لكبار المعسكر الصهيوني السابق تسيبي ليفني وآفي غباي وإسحاق هيرتزوغ، أو الرئيسين
باراك أوباما وبيل كلينتون، ووزيري الخارجية السابقين هيلاري كلينتون وجون كيري، كي
يخبروه جميعا أن هذه تقنية نتنياهو المجربة، يلجأ لتغيير الاتفاقيات قبل دقيقة واحدة
أو دقيقة بعد آخر لحظة ممكنة، وهذا بالضبط ما حدث مع غانتس".
وختم بالقول إنه "في حال فشل توافق غانتس
مع نتنياهو في اللحظات الأخيرة، ستعود إسرائيل إلى الانتخابات الرابعة التي سيواجه
فيها الأخير أجزاء من الأحزاب الإسرائيلية ومنافسيه الضعفاء، فقد تبدد تهديد أزرق أبيض،
وانفصل رؤساء الأركان عن بعضهم البعض".