هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
زعمت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن الولايات المتحدة أنشأت مجموعة قتالية مصممة للسيطرة على مستويات الفضاء غير البعيدة عن الأرض، موجهة ضد الصين بالدرجة الأولى.
وتوضح الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "قوة الفضاء" الأمريكية، التي تأسست مؤخرا، تلقت أسلحة يمكن أن تدمر شبكات الاتصال الخاصة بخصوم واشنطن، بما في ذلك قدراتها "التجسسية" المزعومة، في حالة حدوث نزاع، عبر تحييد أقمارها الصناعية.
وألمح التقرير إلى وجود علاقة بين تلك الاستعدادات، وسحب واشنطن قاذفاتها الاستراتيجية من جزيرة غوام الخاضعة لسيادتها، بالمحيط الهادئ، قبل أيام.
كما يشير التقرير إلى أن قوة الفضاء الأمريكية تضم 16 وحدة مجهزة بأجهزة أرضية يمكنها استهداف الأقمار الصناعية.
ويضيف أن تلك الأجهزة مصممة لتعطيل الأقمار الصناعية، ولا سيما حجب قدرات الاتصال الخاصة بها، وبذلك يتم وقف تدفق المعلومات إلى "العدو" حتى لا يتمكن من تنسيق أي تحركات أو أنشطة عسكرية، فيما يتم تطوير نسخ بإمكانيات أكبر، وذلك في بالتعاون مع شركة "L3Harris" التكنولوجية الدفاعية، ومقرها فلوريدا، وينتظر أن تدخل أربع وحدات منها الخدمة عام 2022.
وتلفت الصحيفة إلى أن وكالة الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تبرر عسكرة الفضاء من خلال الاستشهاد بتهديدات من الصين وروسيا.
وتنقل عن الكولونيل الروسي المتقاعد "فيكتور ليتوفكين" نفيه أن تكون موسكو قد اختبرت صاروخا مضادا للأقمار الصناعية، كما زعمت عدة تقارير مؤخرا، مؤكدا أن "لا حاجة لمثل هذا الصواريخ".
وأضاف أن ما تم اختباره مؤخرا إنما هو أنظمة دفاع صاروخي عن العاصمة الروسية، مشددا على أن ذلك يأتي في إطار تجارب مستمرة منذ عدة سنوات.
وتابع بأن محاولة تخريب أو تدمير قمر صناعي "هي عمل حربي"، وهو ما دفع روسيا والصين إلى إثارة قضية حظر أسلحة الفضاء بشكل متكرر، وسط رفض أمريكي، بحسبه.
في المقابل، يوصف مسؤولون في واشنطن بشكل متزايد بكين بأنها تشكل "التهديد الجيوسياسي الرئيسي للولايات المتحدة".
اقرأ أيضا: ميزانية البنتاغون 2021.. تصعيد نووي واستهداف لـ"منافسين"
وتوضح الصحيفة أن الصين تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الأقمار الصناعية.
وتنقل عن "فاسيلي كاشين"، الباحث في معهد دراسات الشرق الأقصى، أن بكين تسعى فضلا عن ذلك إلى تطوير أسلحة مضادة للسواتل، لافتا إلى ورود تقارير بالفعل عن استعدادات لشن هجمات سيبرانية ضد أقمار صناعية.
وتمتلك الصين نحو 300 قمر صناعي حول الأرض، مقابل أكثر من 830 للولايات المتحدة. لكن بكين تسعى لإرسال 800 قمر خلال هذا العقد، لإنشاء "حزام معلومات" فضائي، وانتزاع الهيمنة على هذا القطاع من واشنطن.
واتهم الجيش الأمريكي روسيا مؤخرا بإجراء تجربة لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية واصفا ذلك بأنه مثال على التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة في الفضاء.
وقال الجنرال جون ريموند قائد القيادة الفضائية الأمريكية في بيان، الأسبوع الماضي، إن "الولايات المتحدة مستعدة وملتزمة بردع العدوان والدفاع عن بلدنا وعن حلفائنا وعن المصالح الأمريكية في مواجهة الأعمال العدائية في الفضاء".
وتوقع محللون أن تكون التجربة لنظام "نودول" الصاروخي الروسي الجديد المضاد للأقمار الصناعية.
فيما أشارت عدة تقارير إلى إجراء الولايات المتحدة والصين تجارب مماثلة سابقا.
وفي آذار/ مارس أجرت الهند أحدث تجربة صاروخية مضادة للأقمار الصناعية استهدفت قمرا في مدار قريب من الأرض ما تسبب في انتشار شظايا لا تزال تدور حول الأرض حتى اليوم.
ويتم استهداف الأقمار الصناعية عبر استهدافها بصواريخ تشبه تلك التي تحملها إلى المدارات، ويتسبب الارتطام بسرعة هائلة إلى انتشار شظايا على نطاق واسع، ما يشكل خطرا يهدد أقمارا صناعية أخرى.