هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للسياسية المحافظة البارونة "سعيدة وارثي" واللورد "سايمون وولي"، ألقيا فيه الضوء على التحديات التي تواجه التحقيق في أسباب وخلفيات ارتفاع معدلات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد لدى أبناء الأقليات بالبلاد.
واعتبر المقال، الذي ترجمته "عربي21"، أن أكبر تحد يواجهه التحقيق هو المصداقية، لا سيما بعد أن منحت دائرة الصحة العامة في إنجلترا دورا بارزا فيه لـ"تريفور فيليبس" وشركته، ويبر فيليبس.
وأوضح الكاتبان أن العديد من المجموعات والأشخاص يجدون صعوبة في وضع الثقة بـ"فيليبس"، رغم ترؤسه سابقا لجنة المساواة وحقوق الإنسان.
وجاء في رسالة مفتوحة موقعة من 100 امرأة بريطانية سوداء أن "تريفور فيليبس مشهور الآن بين العديد من مجموعات السود والآسيويين والأقليات الإثنية بأن له سجلا حديثا من تجاهل القضايا الحقيقية وتداعيات التمييز البنيوي في المملكة المتحدة".
وتلقت دائرة الصحة العامة في إنجلترا رسالة أخرى، تقول إنها تمثل آلاف الأشخاص من السود والآسيويين والأقليات الإثنية في الوظائف الطبية، يعربون فيها عن القلق البالغ إزاء "الطلب من تريفور فيليبس أن يوفر دعما اختصاصيا للتحقيق".
وأضافت الرسالة: "يجب البحث عن مرشح يمكن للعاملين الصحيين من خلفية السود والآسيويين والأقليات الإثنية أن يثقوا به".
ويوضح المقال أن كل ذلك يؤكد أن فيليبس وشركته سيواجهان مهمة صعبة في بناء الثقة الضرورية للقيام بالتحقيق حتى يقبل من الأشخاص الذين يفترض أن يخدمهم هذا التحقيق.
ومع ذلك فلا أحد يجب أن يفقد رؤية ما يمكننا أن نحققه بفهم أفضل للآثار المدمرة على مجتمعات السود والآسيويين والأقليات الإثنية. فيمكننا استخدام تلك المعرفة في التقليل من الفروق العنصرية بدلا من تعزيزها.
اقرأ أيضا: صحيفة بريطانية: فيروس كورونا كشف التمييز بين الناس
وقد تم الحديث كثيرا عن أن هذه هي الأزمة الأكبر في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، ودعونا لا ننسى أن أهم ما حدث بعد ذلك الصراع كان ميلاد الخدمات الصحية الوطنية، بحسب الكاتبين.
ويضيفان: "وكما ساعد الأفارقة والآسيويون والكاريبيون بريطانيا في مجهودها الحربي، فقد لعب أحفادهم دورا مهما في إنشاء وتوسيع الخدمات الصحية".
واعتبرا أن حقيقة أن الكثيرين من الأقليات الإثنية فقدوا حياتهم بسبب مرض كوفيد-19 وكثير منهم بينما كانوا يخدمون الآخرين، يجب أن تحثنا على إعادة تشكيل مجتمعنا، حتى لا يترك الكثير من الناس يواجهون أوضاعا لا يمكن تحملها.
ويشير المقال إلى أن 63 بالمئة من وفيات العاملين في قطاعات طبية هي لأشخاص من أقليات إثنية، وترتفع النسبة لدى شريحة الأطباء إلى 80 بالمئة.
ومع أنه "يمكن تفسير هذه الأرقام بشكل جزئي بميل الأشخاص من الأقليات الإثنية للعمل بأعداد كبيرة في مهن الرعاية، لكن ذلك لا يجيب عن الفرق الكبير في حالات الوفاة".
ويتساءل الكاتبان: "فهل يمكن أن يكون جزء من الجواب طبيا، أي أنه ربما كانت أعلى معدلات لارتفاع الضغط والسكر هي بين الأقليات الإثنية؟ ولكن وبنفس الأهمية، هل يمكن أن يكون الأمر متعلقا بشكل جزئي بأسباب اقتصادية اجتماعية تتعلق بالفقر وعدم وجود الرعاية الصحية الكافية؟".
ومهما كانت الأسباب، بحسبهما، فإن أردنا أن نشكر آلاف الناس الذين خسروا حياتهم – بالذات من كان منهم في الخطوط الأمامية – فإن علينا أن نقوم بفهم ما يحصل بشكل شفاف وصادق.
ويشدد المقال على ضرورة أن يكون التحقيق جريئا بما فيه الكفاية للبحث في عدم المساواة في الصحة والتوظيف والإسكان والفقر بشكل عام، وعدم المبالغة في الحديث عن تمييز المرض ذاته.
ويلفت إلى أن عددا كبيرا من الأقليات الإثنية يعملون في دور الرعاية، حيث الأجور منخفضة وربما يعملون بعقود عمل (صفر ساعات) [أي إنهم مرتبطون بالوظيفة ولكن تدفع لهم أجور الساعات التي يعملونها فقط]، وكثيرون منهم يواجهون كل يوم هذا السؤال الصعب: هل أبقى في البيت وأحمي نفسي وعائلتي وأخاطر بعدم وجود المال لشراء الطعام ودفع إيجار السكن، أم أذهب للعمل، ربما عبر المواصلات العامة، حيث أكون أكثر عرضة للفيروس وأنا الأقل حماية؟".