اقتصاد دولي

توقع تراجع اقتصادي طويل لأمريكا يرفع الدولار ورفض لفائدة سلبية

توقعات بتراجع اقتصادي كبير وطويل بأمريكا يؤثر على الأسهم الأوروبية والذهب والدولار والفائدة- جيتي
توقعات بتراجع اقتصادي كبير وطويل بأمريكا يؤثر على الأسهم الأوروبية والذهب والدولار والفائدة- جيتي

تمسك الدولار بمكاسبه مقابل عملات رئيسة، الخميس، بعد أن استبعد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) التكهنات بأن واضعي السياسات سيتبنون أسعار فائدة سلبية.

وبين العملات الآسيوية، تراجع الدولار الأسترالي بفعل بيانات أظهرت أن البلاد فقدت وظائف في نيسان/ أبريل بأسرع وتيرة على الإطلاق، ما يشير إلى احتمال الحاجة لمزيد من التيسير النقدي والمالي لدعم الاقتصاد.

وسيتحول التركيز إلى بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة وأوروبا في اليومين المقبلين لاستقاء المزيد من المؤشرات بشأن مدى عمق التراجع هناك، بينما سيتابع المستثمرون عن كثب مقاييس للنشاط في الصين بحثا عن مؤشرات بشأن المدة المحتملة التي ستستغرقها البلاد للخروج من صدمة حادة ناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

وجرى تداول الدولار عند 1.0805 مقابل اليورو، الخميس، عقب مكسب حققه بنسبة 0.3 بالمئة في الجلسة السابقة.

ومقابل الجنيه الإسترليني، ارتفع الدولار لأعلى مستوى في خمسة أسابيع عند 1.2203 دولار.

 

اقرأ أيضا: النفط يرتفع مع تراجع المخزونات الأمريكية.. وكبح للمكاسب

ومن المقرر صدور بيانات طلبات إعانة البطالة الأمريكية في وقت لاحق اليوم، وصدور مسح يتعلق بقطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة غدا الجمعة، ما سيوفر المزيد من الدلائل بشأن آفاق الاقتصاد.

ويترقب الكثير من المستثمرين إعلان الصين غدا الجمعة لبيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة والاستثمار لقياس مدى سرعة تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم من أول انكماش يسجله في عقود في الربع الأول.

وفي السوق الداخلية، تراجع اليوان قليلا إلى 7.0990 مقابل الدولار.


تراجع الذهب

 

وتراجع الذهب الخميس، بعد تصريحات جيروم باول حول الفائدة السلبية، لكن تحذيره من ضعف النمو الاقتصادي لفترة ممتدة حد من خسائر المعدن الأصفر.


ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1714.20 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:34 بتوقيت غرينتش، بعد أن قفز 0.8 بالمئة في الجلسة السابقة بفعل رؤية باول القاتمة لفرص تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة فيروس كورونا. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 بالمئة إلى 1723.80 دولار.


وقال أفتار ساندو مدير السلع الأولية لدى مؤسسة فيليب فيوتشرز: "تعليقات باول بأنه ليس متحمسا لأسعار الفائدة السلبية حدت من موجة ارتفاع الذهب".


لكن ساندو قال إن الخطاب بصفة عامة كان إيجابيا للذهب، مضيفا أن "الأسعار ارتفعت بعد أن قال باول إن الاقتصادات لا تبلي بلاء حسنا بسبب الفيروس ويمكن توقع المزيد من التحفيز. وهو يتوقع المزيد على الصعيد المالي".


وأمس الأربعاء، تعهد باول باستخدام أدوات البنك المركزي وفق ما تقتضيه الحاجة، ودعا إلى إنفاق مالي إضافي لمساعدة الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا.


وتتركز الأنظار حاليا على بيانات إعانة البطالة الأمريكية المقرر صدروها بحلول الساعة الـ12:30 بتوقيت غرينتش لاستقاء المزيد من المؤشرات بشأن آفاق الاقتصاد.

 

اقرأ أيضا: كورونا يعمق نزيف ترامب الانتخابي.. هذه نتائج أحدث استطلاع

وتطلق البنوك المركزية والحكومات في أنحاء العالم دعما ماليا ونقديا غير مسبوق لحماية اقتصاداتها من الجائحة.


ويميل الذهب للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق إذ إنه يُعتبر في المعتاد وسيلة تحوط في مواجهة التضخم وتراجع العملة.


وفي تأكيد للأثر الاقتصادي للوباء، تراجعت أسعار المنتجين الأمريكيين في نيسان/ أبريل بأكبر قدر منذ 2009، ما قاد إلى أكبر انخفاض سنوي في نحو أربع سنوات ونصف السنة.


وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.4 بالمئة إلى 1825.81 دولارا للأوقية، بعد أن انخفض 2.3 بالمئة أمس الأربعاء.


وزاد البلاتين 1.2 بالمئة إلى 765.96 دولار للأوقية، بينما تراجعت الفضة 0.8 بالمئة إلى 15.52 دولار.

 

تراجع أسهم أوروبا

 

وتراجعت الأسهم الأوروبية الخميس، إذ عززت تعليقات مسؤولين أمريكيين المخاوف من تراجع اقتصادي طويل الأمد بسبب تفشي فيروس كورونا، بينما يترقب المستثمرون بخوف احتمال وقوع موجة ثانية من الإصابات.

ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحدا بالمئة بحلول الساعة الـ07:15 بتوقيت غرينتش، متجاوزا أدنى مستوى في أسبوع بلغه أمس الأربعاء، بعد أن حذر جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) من ركود أسوأ من أي وضع مماثل منذ الحرب العالمية الثانية، ودعا لإنفاق مالي إضافي.

وقادت أسهم شركات صناعة السيارات والتكنولوجيا والبنوك الانخفاض، فيما تراجع سهم تيم فيوار 6.3 بالمئة بعد أن باعت شركة الاستثمار المباشر بيرميرا ما قيمته 1.03 مليار يورو (1.1 مليار دولار) في شركة البرمجيات الألمانية.

 

فتح الاقتصاد بوتيرة بطيئة

 

في سياق متصل، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، إن الاقتصاد سيُعاد فتحه بوتيرة بطيئة، لكنه حذر من أن الانتظار لوقت طويل جدا يهدد بضرر اقتصادي شديد.

وقال منوتشين لفوكس نيوز في مقابلة أمس الأربعاء: "سنفتح الاقتصاد بوتيرة بطيئة".

وأضاف: "لكن هناك أيضا مخاطر في الانتظار لوقت طويل جدا، هناك مخاطر بتدمير الاقتصاد الأمريكي والتأثير الصحي الذي يخلقه ذلك".

التعليقات (0)