هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات السفير الأمريكي لدى ليبيا حول "حفتر"، والتي قال فيها إن هجومه على العاصمة يفقده أية شرعية سياسية أو فرصة للتفاوض، مزيد من التساؤلات حول رسائل "واشنطن" التي تريد إيصالها للجنرال العسكري الليبي وما إذا كانت تحمل غضبا وتهديدا.
وقال السفير الأميركي، ريتشارد نورلاند إن "الولايات المتحدة تريد أن ترى نهاية للهجوم الذي تشنّه قوات حفتر على طرابلس، ووقف دائم لإطلاق النار، وحل سلمي تفاوضي للنزاع، واصفا ما يحدث في ليبيا بأنه حرب اقليمية بالوكالة".
فقدان الشرعية
وحول موقفهم من حفتر ومستقبله السياسي، قال السفير: "خليفة حفتر لديه نفوذ، ولكن نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية، ما لم يسمح للشرق الليبي بالتفاوض، خاصة أن الدول التي تدعمه بدأت تدرك أنّ أهدافها في ليبيا قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم الذي شنه "حفتر" على "طرابلس"، وفق حوار لـ"القدس العربي".
ومع استمرار الضبابية حول الموقف الأميركي من الملف الليبي، تأتي هذه التصريحات لتزيد من التساؤلات حول دلالة الهجوم، وما إذا كان كلام السفير يحمل رسائل غاضبة من "واشنطن" لحفتر وداعميه؟.
لاعبون جدد
وقال عضو المؤتمر الوطني الليبي العام السابق، عبدالرحمن الديباني إن "تصريحات السفير الأمريكي هي توصيف للمشهد الليبي الجديد، المتمثل في التعنت الدولي المضاد للسلام المتمثل في الموقف الفرنسي ومعه المصري والإماراتي والذي أظهر حفتر معالمه".
اقرأ أيضا: سفير أمريكا بليبيا: نفوذ حفتر ينحسر وندعم الحل السياسي
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "أميركا تريد أن توصل رسالة لهؤلاء عبر سفيرها، مفادها أنه لا مجال لذلك، وخاطبتهم من خلال المحطة الخلفية للتعنت وهو التعنت السياسي الذي نبه السفير على فقدان فوائده باضمحلال شعبية حفتر بعد خسائره الكبيرة في طرابلس"، وفق كلامه.
وتابع: "المشروع الدولي بذلك أصبح أكثر وضوحا وحسما لحل هذا التعنت الفرنسي المصري الإماراتي، وربما تدفعهم نحو التسوية السياسية التي ستصبح أكثر تعقيدا ومقاومة بعد تغير اللاعبين المؤثرين فيها، وهي إشارة واضحة أشار السفير إليها وهي السماح للشرق بالتفاوض"، كما قال.
رسالة لروسيا
في حين رأى الأكاديمي والباحث الليبي، محمود منصور أن "هذه التصريحات خاصة حول الدول الداعمة لحفتر هي رسالة للأخير كي يبحث عن حلول أخرى، كون التدخل التركي سيجعل من تحقيق هدفه مستحيل، ولكي يكون له دور كبير في حالة حصول تفاوض، لكن "واشنطن" لم تكن لها موقف معارض لحفتر أبدا ولا حتى تنديدا لكثير من جرائمه التي خرجت في تقرير الأمم المتحدة".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الولايات المتحدة غضت الطرف عن جرائم "حفتر" بل لاتزال تصر على لعبه دور مهم، لذا فتصريحات السفير الأمريكي ما هي إلا محاولة للبحث عن مخرج جديد يكون لحفتر دور فيه كون المعارك دخلت لمرحلة جديدة وبتدخل دول داعمة للطرفين"، وفق تقديره.
واستدرك قائلا: "لكن تصريحات الأمريكان منذ فترة ومن ضمنها السفير تحمل عدم رضاها عن التدخل الروسي في الشأن الليبي وخصوصا الطريقة التي تعامل بها "حفتر" من خلال جلب مرتزقة الفاغنر، لذا رسالتها لانريد توسعا في الدور الروسي أكبر من ذلك"، كما توقع.
مغالطات
رئيس منظمة التضامن لحقوق الإنسان الليبية ومقرها "سويسرا"، جمعة العمامي اشار إلى أن "كلام السفير حمل بعض المغالطات ومنها حصر القضية الليبية في تحقيق مصلحة الولايات المتحدة بحصرها في قضية محاربة "الإرهاب" والمجموعات المتواجدة في ليبيا ورغم هذا مازال يطرح في حلول غير ناجحة لهذه المشكلة".
اقرأ أيضا: ماذا تعني تصريحات أمين عام الناتو بالنسبة لطرابلس وأنقرة؟
وفي تصريحات لـ"عربي21" أوضح أنه "كان يجب أن تتماهى تصريحات السفير مع ما ذكرته المدعي العام للمحكمة الجنائية في إحاطتها الأخيرة حيث وصفت "خليفة حفتر" بقائد "مليشيا الشرق"، ولهذا من يقوم بمحاربة "الإرهاب" هي السلطات التي لها السيادة وليست "المليشيات" المتهمة بانتهكات جسيمة وبعض قيادتها مطلوب للعدالة الدولية، في إشارة لقوات "حفتر"، حسب كلامه.
إنقاذ حفتر
وقال أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير إن "كلام السفير لا يحمل أية رسالة غاضبة من حفتر بل هو محاولة لإنقاذ الأخير ومشروعه العسكري من الفشل الذريع، كون "حفتر" يحمل الجنسية الأميركية ومشروعه أمريكى بامتياز تريد "واشنطن" من خلفه أن يكون لها وجود مؤثر فى ليبيا"، حسب تصوره.
وأضاف: "الكلام يحمل بين طياته وجوب أن يكون لحفتر مكان ودور فى العلمية السياسية فى ليبيا حتى تتمكن من خلاله "واشنطن" توجيه الأحداث فى ليبيا لصالحها، لكن الهزيمة العسكرية ثقيلة جدا مع إصرار الوفاق وتركيا على عدم وجود أى دور لحفتر فى العلمية السياسية بل يصران على محاكمته تمهيدا لسحق ومنع أى دور له ولمن يحركه"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".