هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجّه الرئيس التونسي قيس سعيد، السبت، تحذيرا شديد اللهجة إلى من "يحنون إلى الماضي"، قائلا إن ما يأملونه مجرد "أضغاث أحلام".
جاء ذلك في كلمة للتونسيين بمناسبة عيد الفطر، الذي يحل بالبلاد الأحد، نقلتها وسائل إعلام محلية.
ويتهم سياسيون وناشطون تونسيون بارزون الإمارات باستعداء التجربة الديمقراطية التونسية، والسعي إلى مصادرة القرار السيادي للبلاد، من خلال ضخ كثير من الأموال بالساحة، ودفع الأمور في اتجاه يشبه سيناريو الثورة المضادة في مصر عام 2013.
وقال سعيد، إنه في الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد بسبب فيروس كورونا، "اعتكف كثيرون لترتيب الأوضاع، وتحقيق ما يراودهم من أضغاث الأحلام".
وأضاف أن "بعضهم ما زال يحن إلى ما مضى، يحن للعودة إلى الوراء (عهد ما قبل ثورة 2011)، وآخرون يهيئون أنفسهم لأنفسهم بما يحلمون وبما يشتهون، والبعض الآخر للأسف دأبهم النفاق والرياء والكذب والافتراء، هم من قال فيهم المولى تبارك وتعالى: في قلوبهم مرض".
وحذر سعيد أن "من يستعد للفوضى، بل ويتنقل من مكان إلى مكان لإضرام النار في ممتلكات هذا الشعب، سيكون بالتأكيد أول من سيحترق بألسنة لهيبها".
وتابع: "شعبنا لم يطالب إلا بحقه في الحياة، التونسي لا يريد أن يكون مواطنا يوم الاقتراع، ونصف مواطن بعد ذلك، إنه يريد أن يكون مواطنا في وطن له فيه كل الحقوق، لا يكون ساكنا لبيت يقطنه بالإيجار".
وأضاف: "هناك من لا يطيب له إلا العيش في الفوضى، فوضى الشارع، وفوضى المفاهيم، ولكن للدولة مؤسساتها وقوانينها، وللمواطنين حقوقهم، وهي ليست مجال سجال أو سوقا للصفقات التي تبرم في الصباح وفي المساء".
وشدد سعيد على أنّه "كان يمكن الرد على من يفتعلون القضايا الوهمية بأكثر مما يتصورون (دون تسميتهم).. ولكن الاختيار كان دائما هو الحرص على القيم الأخلاقية، قبل الحرص على تطبيق القانون".
الغنوشي يدعو لرص الصفوف
دعا رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) التونسي، راشد الغنوشي، مواطني بلاده إلى التضامن، ورص الصفوف، والتهدئة.
جاء ذلك في كلمة توجه بها إلى الشعب التّونسي بمناسبة العيد، السبت، ونقلت محتواها الصفحة الرسمية للبرلمان بـ"فيسبوك"
وقال الغنوشي: "نتجه إلى مرحلة أخرى هي مرحلة ما بعد كورونا، لذا ندعو الجميع إلى التضامن ورصّ الصفوف... وندعو إلى التهدئة... وندعو إلى التوافق".
وأضاف أنه "بعد النجاح في الانتقال الديمقراطي والسياسي، علينا أن نتوجّه إلى المجتمع، خاصة إلى الفئات الضعيفة والجهات المحرومة لتحقيق التنمية المطلوبة".
وأشار إلى أن الرهان "يتمثل في نجاح التنمية كما نجحنا في السياسة، وأن ننجح في العدل الاجتماعي كما نجحنا في الحريّة".
وهنأ الغنوشي جميع أبناء المؤسّسة الصحية في بلاده على ما بذلوه لتحقيق النصر في معركة كورونا.
وتابع: "نهنئ بهذه المناسبة كل من يقوم بحماية التجربة الديمقراطيّة في بلادنا... وتونس ستصنعُ بإذن الله في المستقبل القريب نموذجها التنموي، كما صنعت نموذجها الديمقراطي".
واعتصم نواب "الحزب الدستوري الحر" (معارض/ دستوري ليبيرالي/ 6 نواب من 217) لمدة أسبوع، تحت قبة البرلمان، إثر رفض طلب تقدموا به لعقد جلسة استجواب لرئيس البرلمان راشد الغنوشي.
غير أن النواب فضوا اعتصامهم بعد قبول البرلمان للطلب، وإعلانه عقد جلسة حوار مع الغنوشي، للحديث عن مواقفه السياسية الإقليمية، خاصة الملف الليبي، في 3 يونيو/ حزيران المقبل.
وخلال الأيام الماضية، زعمت تقارير لإعلام سعودي وإماراتي أن الغنوشي حقق ثروة مالية ضخمة منذ عودته إلى تونس.
ونشرت "عربي21" وثائق تثبت أن الغنوشي لا يمتلك سوى منزل واحد مقام على قطعة أرض كان قد اشتراها في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يضطر إلى مغادرة تونس هربا من بطش نظام بن علي، إضافة إلى سيارة خاصة واحدة من طراز "كيا" من موديل العام 2011، كما أن للشيخ راشد حسابا مصرفيا وحيدا في بنك "الزيتونة" فيه 52 ألف دينار تونسي (18 ألف دولار)، كما تبين أنه لا يدخل إليه سوى الراتب الشهري الحكومي الذي يتقاضاه نظير عمله رئيسا لمجلس نواب الشعب.
ويرى مراقبون أن الحملة تهدف إلى الوقيعة بين البرلمان والرئاسة في تونس، وإثارة معارك جانبية بين الكتل؛ رغبة في تفكيك مؤسسات الدولة، فيما يعتبرها خبراء محاولة للتغطية على الفشل في ليبيا.
وإثر الحملة، تقدّم الغنوشي، الأربعاء، للنيابة العامة بعدد من القضايا العدلية في حق أشخاص ومؤسسات تعمدت نشر إشاعات وأكاذيب، بحسب ما أوردته النائبة عن كتلة حركة النهضة (54 مقعدا) يمينة الزغلامي، عبر صفحتها على فيسبوك.
اقرأ أيضا: حصري وبالوثائق: ممتلكات الغنوشي بيت متواضع وسيارة "كيا"