هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" خبر انطلاق مفاوضات انخرطت فيها الرياض والكيان الإسرائيلي تهدف إلى ضم ممثلين عن السعودية إلى صندوق القدس للأوقاف الإسلامية الذي يسيطر على الحرم الشريف؛ مبررا المفاوضات بمواجهة التمدد التركي في المدينة المقدسة.
الصحيفة الإسرائيلية المقربة من نتنياهو سربت الخبر نقلا عن مسؤول إسرائيلي في خضم الجدل الدائر حول قرار الضم المرتقب لغور الأردن وأجزاء واسعة من الضفة الغربية تموز (يوليو) المقبل.
المسؤول الإسرائيلي تحدث للصحيفة عن ترتيبات بين فريق من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين الأمنيين من إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة؛ لتكون إحدى خطوات التقدم فيما يعرف بصفقة قرن سعودية إسرائيلية مشتركة وبمباركة من المملكة الأردنية الهاشمية التي تبدي استياء من توسع الدور التركي في القدس والرغبة في الحصول على التمويل السعودي بحسب المصدر الإسرائيلي.
الخبر أعاد ملف الوصاية على المدينة المقدسة والحرم الشريف إلى نقطة الصفر؛ فالخبر المسرب لم يتم تأكيده من مصادر مستقلة كما لم يتم نفيه حتى اللحظة من قبل المسؤولين في الرياض أو العاصمة عمّان؛ ذلك رغم خطورة التسريب الذي جاء في وقت حساس تقف فيه عمّان بصلابة في مواجهة قرار الضم الإسرائيلي لغور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية.
فالمناخ السياسي المحتقن بين الأردن والكيان الإسرائيلي يشكك في التسريب الإعلامي الإسرائيلي من حيث المبدأ؛ غير أنه لا ينفيه بالمطلق في ضوء التطورات الميدانية على الأرض والتي كان آخرها استقبال الكيان لطائرة إماراتية بحجة نقل مساعدات للفلسطينيين؛ فقادة الكيان الإسرائيلي يعملون على استثمار حالة الاحتقان السياسي في الإقليم بين الرياض وأبو ظبي وأنقرة لتعزيز موقفهم في المدينة المقدسة وفي المساومات السياسية المرتبطة باقتراب موعد إعلان الضم للضفة وغور الأردن.
نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" خبر انطلاق مفاوضات انخرطت فيها الرياض والكيان الإسرائيلي تهدف إلى ضم ممثلين عن السعودية إلى صندوق القدس للأوقاف الإسلامية الذي يسيطر على الحرم الشريف؛ مبررا المفاوضات بمواجهة التمدد التركي في المدينة المقدسة.
الموقف الإماراتي من ضم الضفة وغور الأردن أكد عليه وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر "تويتر" مدعوما بموقف سعودي مشابه له غير أنه يفتقد للجدية بوصول الطائرة الإماراتية لمطار بن غوريون بالقرب من مدينة اللد المحتلة عام 1948؛ ما أثار انزعاج السلطة الفلسطينية في رام الله ودفعها لرفض المساعدات التي كان بالإمكان إيصالها إلى السلطة قطاع غزة عبر الأردن أو مصر بدل اتخاذ مسار تطبيعي يضعف الجهود الفلسطينية والأردنية للتصدي لإجراءات الضم الإسرائيلية .
رام الله شككت بالموقف الإماراتي وحذرت من الجهود التطبيعية في وقت بالغ الحساسية والدقة؛ فهل يعقل أن عمّان تجاهلت ما تنبهت له رام الله بقبول المساعدات السعودية عبر تل أبيب؛ وأغفلت خطورة الموقف وانخرطت في دعم المفاوضات الدائرة بين الرياض والكيان الإسرائيلي وأمريكا أم أنه مجرد كذب وتدليس إسرائيلي.
الخبر بحد ذاته من الممكن أن يكون محاولة إسرائيلية للضغط على الأردن وإرباكه بنشر معلومات غير دقيقة خصوصا وأن المسؤول الإسرائيلي أكد بأن المفاوضات لم تفضِ إلى شيء حتى اللحظة؛ إلا أن صمت عمّان والرياض يفتح الباب واسعا للمناورات الإسرائيلية التي تضعف الموقف الأردني بشكل خاص وتحرجها مع الرياض وأنقره في الوقت ذاته وهو خبث إسرائيلي معهود ومشهود .
ختاما: الخبر المسرب سيبقى محل جدل ما لم تنفِه عمّان والرياض؛ فالغموض والضبابية تسودان المشهد السياسي في ظل المواقف المتضاربة لدول الإقليم وفي ظل التصارع السياسي الذي بات يقدم على المواقف التاريخية والمبدئية من القضية الفلسطينية؛ فالتصارع مع تركيا لا يعد مبررا للتطبيع أو للتنازل عن القدس والضفة الغربية وغور الأردن.