حلفاء إيران يهاجمون فريق العراق قبل حوار مع واشنطن.. لماذا؟

أعلن العراق إكمال استعداداته للبدء بخوض حوار إستراتيجي مع الولايات المتحدة، الأربعاء، الذي يعتبر "محطة مُهمة لتأطير الأولويات بين البلدين"، حسبما جاء على لسان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال لقائه بالسفير الأمريكي لدى بغداد ماثيو تولر.

لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة للفصائل العراقية المسلحة القريبة من إيران، إذ وجه البعض منها اتهامات شديدة للفريق العراقي المفاوض، متهمة إياه بـ"الولاء للعدو" (الولايات المتحدة)، إضافة إلى مطالبتها بتمثيل للحشد الشعبي يكون حاضرا ضمن المفاوضات.

"مطلب أمريكي"

وتعليقا على الموضوع، رأى المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض، في حديث لـ"عربي21"، أن "هذه الفصائل تستشعر قضيتين في هذه المفاوضات: الأولى، تخلي إيران عنها. أما الثانية، فهي مطلب أمريكي للقضاء عليها".

وأضاف الأبيض: "واضح أن التخوين ليس للفريق المفاوض، لأن الأخير سيستلم الإملاءات الأمريكية، وأن الحكومة العراقية هي من تنفذ، وإنما التخوين لشخص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".

وبحسب قوله، فإن "لحظة المواجهة قادمة، وهذه الفصائل ليس لديها غير أسلوب الضغط، وأنها تعتقد أن الفريق المفاوض لديه القدرة على التغيير من القرارات الأمريكية التي تتعلق بحل المليشيات والقيادات التي تسببت بالخراب والفساد بالعراق، ولا أعتقد أنهم سيصلون إلى نتيجة من هذا الخطاب".

"شأن رسمي"

وبخصوص مطالبتهم بتمثيل للحشد الشعبي في الفريق المفاوض، قال الأبيض: "لا يحق لهم ذلك، لأن الموضوع رسمي، وهناك فريق من الخارجية الأمريكية، ويحمل متطلبات واضحة جدا بأن العراق يجب أن ينهي الهيمنة الإيرانية وأذرعها من المليشيات".

وأردف المحلل السياسي قائلا: "وبناء على ذلك، فإنه يجب أن يعود العراق إلى دولة فيها مؤسسات، ولديه حلفاء يساعدونه على إعادة الإعمار والبناء".

وفي السياق ذاته، رأى المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي، كريم النوري، أن "الحكومة العراقية ووزارة الخارجية والجهات الأمنية هي من تحدد طبيعة الفريق المفاوض، فهذه الجهات هي من تشخص المصلحة من عدمها".

"معارضة طبيعية"

وقال النوري في حديث لـ"عربي21" إنه "إذا كانت الفصائل (المنتقدة) ضمن الحشد الشعبي، فالحشد مؤسسة تابعة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، وأعتقد أنها لا يكون لها موقف غير موقف الحكومة الرسمي".

ورأى أن "التصريحات التي تنتقد الفريق المفاوض تأتي في سياق حرية إبداء الرأي في زمن الديمقراطية، فنحن لسنا في سلطة الحزب الواحد، وللجميع الحق في إبداء الرأي، وهذه وجهات نظر لا تمثل رأي الدولة العراقية".

ولفت النوري إلى أنه "من الطبيعي أن نسمع آراء معارضة وانتقادات في بلد مثل العراق، فالتغريدات هي طبيعية جدا، فنحن لا نستغرب وجود مواقف معارضة ورافضة، والتصعيد في اللهجة من أي طرف شيء وارد، ونتوقع المزيد من هذه التصريحات ببلد جديد على التجربة الديمقراطية".

وحول النتائج المتوقعة، التي قد يضر البعض منها الفصائل المسلحة، قال النوري إن "موضوع حصر السلاح بيد الدولة وإجراء انتخابات مبكرة في بيئة آمنة، كلها يجب أن تكون قرارات عراقية بامتياز. بالنتيجة لا نتوقع أن كل قرار حكومي سيحظى بترحيب واسع".

"الفريق المفاوض"

من جهته، قال زعيم "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، في تغريدة على "تويتر"، إن "المهمة الأساس للفريق المفاوض بشكله الحالي، والذي أاختير من قبل الحكومة العراقية بمواصفات مريبة، هي تسويف انسحاب المحتل الأمريكي إلى نهاية العام، وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا".

ان المهمة الاساس للفريق المفاوض بشكله الحالي، والذي أُختير من قبل الحكومة العراقية بمواصفات مريبة، هي تسويف انسحاب المحتل الامريكي الى نهاية العام، وهذا امر مرفوض جملةً وتفصيلاً.#لا_نريد_مفاوض_ذليل

— ابو الاء الولائي (@aboalaa_alwalae) June 7, 2020

أما المسؤول الأمني لـ"كائب حزب الله" في العراق، أبو علي العسكري، فقد أصدر، الأحد، بيانا شديد اللهجة، هاجم فيه الفريق المفاوض، وقال: "فوجئنا بتعيين مجموعة للتفاوض مع العدو الأمريكي يتماهى أغلب أعضائها مع المشروع الأمريكي في البلاد".

وطالب العسكري القوى السياسية بـ"إبدال ثلاثة من الأسماء المقترحة في الفريق التفاوضي لإنجاح المفاوضات لكونهم معروفين بالولاء للعدو الأمريكي"، داعيا إلى "تضمين أحد قادة الحشد وشخصية عشائرية ضمن الفريق التفاوضي، مع إضافة شخصية إعلامية وطنية كعضو مراقب لنقل المجريات بشفافية".

وشدد المتحدث باسم الفصيل، الذي يصنف بأنه الأقرب إلى إيران، على أن "كتائب حزب الله ستبين موقفها من هذه المفاوضات في بيان لها بعد أول لقاء رسمي لفريق التفاوض".

pic.twitter.com/jSnV1LTXDz

— أبو علي العسكري (@abualialaskary) June 7, 2020

وكانت مصادر إعلامية وسياسية عراقية قد كشفت في وقت سابق أن الفريق المفاوض العراقي مع الجانب الأمريكي يوم 10 حزيران/ يونيو الجاري دون درجة الوزير، ويتكون من 21 مفاوضا في اختصاصات السياسة والعلاقات الدولية والعسكرية والمالية والتعليم".

وبحسب ما كشف الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، على حسابه في "تويتر"، فإن "خمسة أسماء منها ماهرة بالتفاوض؛ عبد الكريم هاشم، حارث حسن، لقمان الفيلي، فريد ياسين، حامد خلف، وأن الحوار عبر دائرة متلفزة مغلقة".

الفريق المفاوض العراقي مع الجانب الامريكي يوم 10 حزيران؛دون درجة الوزير ويتكون من 21 مفاوضا في اختصاصات السياسة والعلاقات الدولية والعسكرية والمالية والتعليم..
فيه 5 اسماء ماهرة بالتفاوض؛ عبد الكريم هاشم، حارث حسن، لقمان الفيلي، فريد ياسين،حامد خلف.
الحوار عبر دائرة متلفزة مغلقة.

— Husham Alhashimi هشام الهاشمي (@hushamalhashimi) June 4, 2020