قضايا وآراء

هل ينجح الملك عبد الله الثاني في مواجهة الضم والوباء؟

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

أسوء ما يمكن أن يحدث العودة إلى الحظر الشامل في البلاد؛ بهذه العبارات خاطب الملك عبد الله الثاني أركان الحكومة في مقر رئاسة الوزراء؛ تصريحات تردد صداها غير مرة في لقاءات ضمت كتابا وصحفيين في الديوان الملكي لإطلاعهم على آخر المستجدات المتعلقة بمكافحة الوباء.

ورغم قوة التصريحات والحمولة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة المتولدة عن الوباء إلا أنها لا تعد الهاجس أو التحدي الوحيد للملك عبد الله الثاني، إذ أعلن قبل ذلك بأيام "ان مضي (إسرائيل) في إجراءات الضم سيقود إلى صدام مع الأردن"؛ ليعود ويكرر التحذير من سياسة الضم أمام زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش مكونيل يوم أول أمس الثلاثاء 16 حزيران (يونيو) بالقول: "إن ضم الضفة وغور الأردن سيقوض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

البلاد تتأرجح بين خيارات صعبة أخطرها التداعيات الأمنية والسياسية لعملية الضم الإسرائيلية لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية التي تسير بالتوازي مع تحديات متعاظمة ناجمة عن وباء كورنا المستجد وموجته الثانية المرتقبة الخريف المقبل.

تحديات أطلقت سباقا محموما مع الزمن لمواجهة إجراءات الضم الإسرائيلية إذ أبلغ الملك عبد الله الثاني أول أمس الثلاثاء أعضاء الكونغرس الامريكي "أن تحرك إسرائيل المزمع لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة الشهر المقبل سيهدد الاستقرار في الشرق الأوسط؟"، ليعود الأربعاء 17 حزيران (يونيو) ويكرر رفضه لسياسة الضم أمام رئيسة الأغلبية الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي وبحضور أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ولجنتي الشؤون الخارجية والخدمات العسكرية في مجلس النواب.

 

البلاد تتأرجح بين خيارات صعبة أخطرها التداعيات الأمنية والسياسية لعملية الضم الإسرائيلية لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية التي تسير بالتوازي مع تحديات متعاظمة ناجمة عن وباء كورنا المستجد وموجته الثانية المرتقبة الخريف المقبل.

 



تحذيرات الملك المتكررة وعلى مدى يومين تواصلت رغم الضغوط وعمليات الابتزاز التي تمارسها بعض الأوساط في الكونغرس الأمريكي من خلال التهديد بفرض عقوبات على الأردن في حال رفضه تسليم الأسيرة الأردنية المحررة من سجون الاحتلال أحلام التميمي؛ تهديدات تجاوزها الملك عبد الله الثاني بتكثيف لقاءاته مع أعضاء لجان الكونغرس في مجلس النواب والشيوخ؛ فالتحركات الأردنية تعمل على إحباط جهود نتنياهو للمضي في إجراءات الضم وفي ذات الوقت إحباط أي محاولة لعزل الأردن سياسيا واقتصاديا في ظل الجائحة الوبائية التي يعاني منها كسائر دول العالم. 

الأردن بدأ بوضع خياراته وأوراقه على الطاولة واحدة تلو الأخرى؛ فالانتخابات البرلمانية وإعادة هندسة المشهد السياسي الداخلي في الأردن بما يتناسب مع التحديات المتولدة عن سياسة الضم الإسرائيلي وكوفيد 19 مطروحة بقوة؛ خيارات عكسها إعلان رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات خالد الكلالدة جهوزية الهيئة لإجراء الانتخابات بانتظار الإرادة الملكية؛ تصريحات تزامنت لأجل الصدفة مع لقاءات الملك المكثفة بأعضاء الكونغرس الأمريكي؛ وقرار محكمة التمييز بتثبيت ملكية العقارات والأموال غير المنقولة العائدة لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في الأردن في أربعينيات القرن الماضي وتمارس العمل السياسي السلمي في المملكة منذ ذلك الحين فاتحة الباب لإعادة تثبيت الوضع القانوني للجماعة.
 
الأحداث في الأردن تتسارع على وقع الضم والجائحة فرئيس الوزراء عمر الرزاز خلال ترأسه للمجلس الاستشاري للسياسات الاقتصادية يوم الأربعاء قال: الجميع يدرك بأن الخسائر التي تعرضت لها القطاعات خلال الأشهر الماضية من الصعب تعويضها، ولا توجد دولة بالعالم قادرة على ذلك؛ ملخصا استراتيجية حكومته بوقف النزف والحفاظ على القطاعات الانتاجية؛ وبذلك تتسارع الاستعدادات لمواجهة خريف بارد في الاردن والمنطقة من الممكن ان يتبعه شتاء قاس.

ختاما: مواجهة التحديات التي تعصف بالمملكة الأردنية باتت معركة يومية تشتد على وقع سياسة الضم الإسرائيلية وكوفيد 19 فاتحة الباب لخيارات من الممكن أن لا تختلف في تداعياتها عن الخيارات التي طرحها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله؛ والتي هدد فيها باللجوء للقوة لمواجهة خيار الموت جوعا؛ فالإقليم بحق على صفيح ساخن ويتجه نحو مرحلة أقل استقرارا وأكثر اضطرابا وهي الرسالة التي تلتقتها نانسي بلوسي والسيناتور ميتش مكونيل باهتمام كبير.
  
hazem ayyad
@hma36

التعليقات (1)
adem
الخميس، 18-06-2020 06:00 م
نعم خيار مواجهة الضغوط هو البديل المتاح المناسب و لكن بشرط تقوية الجبهة الدّاخلية و ما القرار القضائي الأخير النهائي لصالح جماعة الإخوان فيما يخصّ أموال و ممتلكات الجماعة إلّا خدمة لذلك الشرط .