نائب إيطالي يتحدث لـ"عربي21" عن "ريجيني" وصفقة القرن

جوليو ريجيني.. ربما يكون كلمة السر في توقيع مصر وإيطاليا على صفقة السلاح الأكبر بين البلدين في التاريخ، ولكنها قد تكون كلمة السر أيضا في إفشال توقيعها والحيلولة دون إتمامها، بحسب ميكلي براس عضو الحزب الديمقراطي الإيطالي بائتلاف الحاكم.

ويعارض الحزب الديمقراطي، شريك حركة خمس نجوم في الائتلاف الحاكم، صفقة السلاح الكبيرة بين القاهرة وروما، كما نفى في وقت سابق ربط صفقة بيع فرقاطتين حربيتين إلى البحرية المصرية، بـ"مقايضة فاحشة محتملة"، بين بيع الأسلحة وحقوق الإنسان.

وفي حوار خاص لـ"عربي21" بشأن الأسباب الحقيقية لصفقة السلاح بين مصر وإيطاليا، وما إذا كانت ثمنا للسكوت عن مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، واجتذاب السياسة الإيطالية إلى الموقف المصري- الإماراتي في ليبيا، أكد النائب ميشال بيراس أن "الأمر ليس سهلا".

وكشف أن الحكومة الإيطالية تواجه معارضة داخلية، سواء على المستوى الحكومة أو البرلمان، أو حتى الرأي العام ضد البيع المحتمل لفرقاطتين حربيتين، متعددتي الأغراض للحكومة المصرية، مقابل 1.2 مليار يورو، مما يهدد بتعطيل الصفقة.

وتقول وسائل علام إيطالية ومصرية إن الفرقاطتين جزء من صفقة أسلحة أكبر بين مصر وإيطاليا، ما زالت قيد التفاوض، وسط تكهنات بأن تتراوح قيمتها بين 9 و10 مليارات يورو، مما يجعلها الأكبر في تاريخ مصر والبلدين.

ويتموضع الخلاف حول استمرار النظام المصري بالمماطلة، بشأن تحقيق أي تقدم في مقتل طالب الدكتوراة الإيطالي جوليو ريجيني، في القاهرة مطلع عام 2016 بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، حيث يطالب المحققون الإيطاليون بتسليم خمسة ضباط مصريين بتهمة تورطهم في اختفاء وقتل ريجيني.

نص الحوار:

هناك معارضة في الحكومة والبرلمان الإيطالي، لكن هل هناك معارضة لصفقة التسلح المحتملة بين القاهرة وروما داخل حكومة كونتي (رئيس الوزراء الإيطالي)؟

من الواضح أن هناك معارضة، ليس فقط لهذه الصفقة، أيضًا للصفقات التجارية الأخرى التي لم تتوقف أبدًا في هذه السنوات، ولكن علينا أيضًا أن نعتبر أن الصفقة الضخمة، التي نتحدث عنها لم تتم الموافقة عليها بعد.

ماذا عن رأي المعارضين سواء داخل الحكومة الإيطالية أو خارجها من الصفقة؟

بالفعل، لدينا معارضة قوية داخل التحالف الحاكم. هذا بسبب قضية مقتل ريجيني، التي لم تصل أبداً إلى حل وأيضاً بسبب التعاون الضعيف من قبل النظام المصري، بشكل عام.

لماذا ترفضون مثل هذا النوع من الصفقات؟

رأيي الشخصي هو أن بلدي لا يجب أن يكون لديه مثل هذا النوع من الصفقات مع الدول غير الديمقراطية. يجب وقف الصفقة مع مصر

هل يؤثر موقف المعارضة على صفقة السلاح بين البلدين؟

إنه عمل شاق، النقاش مفتوح حتى الآن. أعتقد أنه سيكون من الضروري تعليق القرار النهائي.

ماذا عن الرأي العام الإيطالي؟ هل يكترث ولماذا؟

الرأي العام الإيطالي ليس على علم جيد بهذا النوع من الصفقات. وما زلنا نعيش فترة صعبة بسبب أزمة Covid-19، والتي تصرف الانتباه عن هذا النوع من الأسئلة.

برأيك صفقة سلاح السيسي مع روما.. مقابل ماذا؟

أعلم أن السياسة الخارجية لها علاقة بالبراغماتية، لكن القيم والمبادئ هي أول ما أعتقد أنه يتبع لبلد مثل إيطاليا، وهو أيضًا بسبب الدور المصري في ليبيا، والمعارض التام لقرارات الأمم المتحدة. أولا وقبل كل شيء يجب احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان.

هل تمثل الصفقة في نظر المعارضة بيعا لقضية ريجيني أم بيعا لموقف روما من ليبيا؟ أم الإثنين معا؟

أكرر، بدون عدالة وحقيقة في قضية ريجيني، وبدون تعاون حقيقي في عملية السلام واستقرار ليبيا علينا أن نوقف الصفقات مع نظام السيسي. لا مكان للأنظمة القمعية بمنطقة المتوسط

ما هي رسالتك كنائب إيطالي بالائتلاف الحاكم لنظام السيسي؟

رسالتي هي أن عليهم إعادة السلطة للمصريين بطريقة ديمقراطية. لم يعد بإمكاننا قبول الأنظمة العسكرية والقمعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

هل تعتقد أن المصالح الاقتصادية أصبحت أقوى من شعارات حقوق الإنسان؟

في الواقع ليس بالنسبة لي وللرأي العام. الاقتصاد مهم، لكن التحدي الذي تواجهه الديمقراطيات هو الحفاظ على حقوق الإنسان، وتقرير المصير، والأعمال التجارية معًا. وهذا يعني التعاون والسلام والاحترام كأساسيات لنظام العلاقات الاقتصادية.

هل تتوقع أن تمرر الحكومة الإيطالية "صفقة القرن" مع القاهرة؟

أتوقع خطوة نحو العدالة. وهذا يعني وقف الصفقة على الفور.