ملفات وتقارير

هل تسعى روسيا لإنقاذ "حفتر" قبل معركة سرت؟

لافروف قال إن حفتر مستعد للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار- صفحة تابعة لحفتر
لافروف قال إن حفتر مستعد للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار- صفحة تابعة لحفتر

طرحت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف حول موافقة "حفتر" على التوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار الآن، تساؤلات حول دلالة التوقيت وما إذا كان الجنرال الليبي قد استعان بالروس لإنقاذه قبل معارك "سرت" التي تصر قوات "الوفاق" على السيطرة عليها.


وأكد لافروف أن قوات حفتر مستعدة الآن لتوقيع وثيقة تقضي بوقف إطلاق النار ويأمل أن تتمكن تركيا من إقناع حكومة الوفاق الوطني بالتوقيع أيضا، مطالبا "بوقف فوري للأعمال القتالية ولمحاولات الأطراف دفع قواتها في أي اتجاه، وأن روسيا وتركيا تعملان من أجل التوسط لوقف إطلاق النار فورا"، وفق وكالة "انترفاكس" الروسية.


"جنرال انقلابي"


من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن أن "تركيا تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق تقدم في المسار السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة استنادا إلى مبادئ مؤتمر برلين، وأن حكومة الوفاق تبنت مواقف إيجابية حيال المسار السياسي، فيما يواصل حفتر انتهاك كافة اتفاقات وقف إطلاق النار ولم يلتزم بالمبادرات الدولية لحل الأزمة الليبية"، حسب تصريحاته لوكالة الأناضول.

 

اقرأ أيضا: لافروف: حفتر مستعد لتوقيع وقف إطلاق النار والوفاق لا ترغب

ورأى مراقبون أن "حديث روسيا بلسان حفتر يكشف مساع من قبل الأخير من أجل البحث عن مخرج قبيل معركة سرت أو للمراوغة، وأن الأمر كله يتعلق برد حكومة الوفاق على هذا الأمر وأن الإجابة الدقيقة عند تركيا، ليبقى السؤال: ما أهداف موسكو من هذه الخطوة؟ وهل تنقذ "حفتر" أم "مرتزقة فاغنر"؟


"مراهنة خاسرة"

 
ورأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "روسيا تحاول بكل الطرق البقاء كطرف في القضية الليبية، لكنها تفعل ذلك بالمراهنة على "خيول" خاسرة وإصرارها على إنقاذ "حفتر" ينم عن فشل سياستها، كما أنها تحاول إخفاء تدخلها المباشر في ليبيا بالادعاء أن شركة "فاغنر" شركة خاصة وليست رسمية".


وقال لـ"عربي21": "هذا الأسلوب السوفياتي القديم الذي لا تستطيع روسيا الفكاك منه قد يتسبب في كوارث عالمية وقد يجر ليبيا إلى حرب مدمرة، أما اتفاقية "موسكو" فقد تجاوزها الزمن ولا أعتقد أن تصريحات "لافروف" ستنال أي اهتمام كما أن إنقاذ "حفتر" أصبح من الصعوبة بمكان"، وفق تقديره.


"فرصة أخرى للسيطرة"

 
في حين أكد عضو المحكمة العسكرية الدائمة في الشرق الليبي، عقيد: سعيد الفارسي أن "الروس لا زالوا يسعون إلى بقاء حفتر" في المشهد بكل قوة، ويسعون أيضا لإقناع تركيا بالضغط على الوفاق للتوقيع على وقف إطلاق النار خاصة بعد التقدمات الأخيرة ولو فعلت الحكومة ذلك فإنها تعتبر خيانة لدم الشهداء"، حسب وصفه.


وكشف خلال تصريحات لـ"عربي21" أنه "تتوفر لديه معلومات عسكرية بأن حفتر إذا تم منحه فرصة جديدة سيكون الهدف القادم السيطرة على مدينة مصراتة ومن ثم السيطرة على كامل ليبيا وهو هدفه الوحيد، لذا على الحكومة وكذلك المجتمع الدولي عدم منحه ذلك بل وتصنيفه كمجرم حرب يجب ملاحقته"، كما صرح.

 

اقرأ أيضا: عقيلة صالح: الدول الداعمة لحفتر لا تفكر في بديل له


"رهان مرحلي"

 
رئيس حزب "العدالة والبناء" الليبي، محمد صوان أشار إلى أن "داعمي حفتر يعملون الآن على إنقاذ مشروعهم من الانهيار الكامل، لذلك انسحبوا حوالي 500 كم إلى مناطق الجفرة سرت وهي النقطة التي انطلق منها العدوان على العاصمة قبل أكثر من عام وبذلك فقد انتهى عدوان حفتر من حيث بدأ".


وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" أوضح أن "خطوات الداعمين لحفتر الآن ومنهم روسيا يحاولون الاحتفاظ بالحد الأدنى الذي حققوه ويحاولون أيضا الاحتفاظ بشخص حفتر مرحليا لأجل تحقيق مصالحهم، لذلك نجد الأخير مستعد الآن للتوقيع على الهدنة التي رفضها عندما كان يشعر بالقدرة على الحسم العسكري".


"إدارة روسية للمعارك"

 
بدوره أشار الأكاديمي الليبي وأستاذ القانون في جامعة "سوينبرن" في أستراليا، عز الدين المحجوب إلى أن "تصريحات لافروف هي جزء من ارتداد هزائم مليشيات حفتر في معركة الغرب الليبي، وكل داعمي الأخير وعلى رأسهم روسيا ومصر والإمارات وفرنسا يخشون خسارته لمزيد من المساحات باتجاه سرت والحقول النفطية، لذلك يحاولون الاحتفاظ به وفرضه من جديد".


وتابع: "من الصعب تصديق أن حفتر تحول إلى رجل سلام بعد شهر من هزيمته، ولا أستبعد أنه ليس فقط تواصل مع الروس لإنقاذه، لكن ربما سلمهم إدارة الملف بالكامل، فالسلاح الجوي الروسي ممثلا في طائرات (الميج والسوخوي) ومنظومات الدفاع الجوي ومرتزقة الفاغنر هم من يديرون المعركة على الأرض، فلا غرابة أن الروس يفاوضون كطرف مباشر في الصراع، أما "حفتر" فقد انتهى سياسيا وعسكريا"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".

التعليقات (0)