سياسة تركية

تواصل ردود الفعل على إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا

قال مجلس الدولة إن "آيا صوفيا" مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره- جيتي
قال مجلس الدولة إن "آيا صوفيا" مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره- جيتي

تواصلت ردود الفعل المرحبة وكذا الرافضة والمتحفظة، على قرار تركيا إعادة اعتماد "آيا صوفيا" مسجدا، بعد 86 عاما من تحويله لمتحف بقرار من مجلس الوزراء لعام 1934.

 

وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إنه يندد "بأشد العبارات" قرار أنقرة تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد.

 

وقال مكتب ميتسوتاكيس، في بيان "هذا اختيار يسيء إلى كل أولئك الذين يعترفون بهذا المعلم الأثري باعتباره موقع تراث عالميا. وبالطبع لن يؤثر فقط على العلاقات بين تركيا واليونان، وإنما أيضا على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي".

 

بدوره وصف رئيس حزب يوناني، قرار تركيا إعادة اعتماد "آيا صوفيا" في إسطنبول إلى مسجد، بأنه "استفزازي ومناف للتاريخ وغير قانوني" على حد وصفه.

 

وقال رئيس حزب "اليونان- الطريق البديل"، العضو في البرلمان الأوروبي، نوتيس مارياس، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية: "قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن "آيا صوفيا" ينتهك قرار اليونسكو الذي أعلن الكاتدرائية موقعا للتراث العالمي"، وأضاف: "آيا صوفيا ليست غنيمة أردوغان، إنها ملك للبشرية جمعاء" على حد تعبيره.

 

اقرأ أيضا: أكاديمي إماراتي ينتقد إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا.. وردود

وتابع: "هي رمز للمسيحية، وبتحويلها إلى مسجد، يستفز أردوغان بقرار دولته ويهين ليس المسيحيين فحسب، بل البشرية كلها".

 

وطالب بلاده بفرض عقوبات ضد تركيا، تشمل إغلاق قنصليتها في كوموتيني (شمال شرق البلاد حيث تعيش الأقلية المسلمة)، وإغلاق متحف أتاتورك في مدينة سلونيك، وإغلاق الحدود مع تركيا، وحظر حركة الأشخاص والبضائع، والتراجع عن فتح مسجد في فوتانيكوس، إضافة إلى إغلاق المساجد".

 

ودعا المسؤول اليوناني، الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، "بما في ذلك حظر تمويل تركيا من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي، وتجميد أصول المسؤولين الأتراك، وحظر دخول المسؤولين الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي، وحظر استيراد المنتجات التركية إلى الاتحاد الأوروبي".

 

من جهتها قالت، وزارة الخارجية الأمريكية، إنها شعرت "بخيبة أمل" بسبب قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا في إسطنبول بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان إعادة تحويله إلى مسجد.


وقالت مورغان أورتاجوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "نفهم أن الحكومة التركية ما زالت ملتزمة بالحفاظ على إمكانية وصول كل الزائرين لآيا صوفيا، ونتطلع للاستماع إلى خططها لمواصلة إدارة آيا صوفيا لضمان إمكانية وصول الجميع إليه دون عائق". 

 

بدورها قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إن لجنة التراث العالمي ستراجع موقف آيا صوفيا بعد أن أعلن الرئيس التركي أن المبنى الأثري في إسطنبول سيفتتح كمسجد.


وقالت يونسكو في بيان "من المؤسف أن القرار التركي لم يكن محل نقاش ولا حتى بإخطار مسبق".


وأضافت: "تدعو يونسكو السلطات التركية لفتح حوار دون تأخير لتجنب العودة للوراء في ما يتعلق بالقيمة العالمية لذلك الإرث الاستثنائي، والذي سيخضع الحفاظ عليه لمراجعة من لجنة التراث العالمي في جلستها المقبلة".

 

اقرأ أيضا: أردوغان: هذا موعد أول صلاة في مسجد "آيا صوفيا"
 

وهاجم رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، إعادة اعتبار آيا صوفيا إلى مسجد، وعلق على تغريدة للرئيس التركي: "نبارك لك عداوة مسيحيي العالم كله" على حد وصفه.

 

ردود فعل مرحبة

 

من جهته قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، إن قرار إعادة "آيا صوفيا" إلى مسجد "أخرج أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب".

جاء ذلك في تدوينتين للقره داغي في وقت متأخر من مساء الجمعة، عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك".

وقال القره داغي، إن"مساجد المسلمين في الأندلس تحولت إلى كنائس وبارات ونوادٍ ليلية، وتحول مسجد بابري في الهند إلى معبد للأصنام، ويريدون تحويل القدس بكل مقدساتها إلى عاصمة للصهاينة".

ومضى قائلا "لم نسمع صوتٍ غربي أو شرقي يدين هذه الجرائم، لكن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، أخرج أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب".

ولفت إلى أن السلطان محمد الفاتح "اشترى جامع آيا صوفيا بماله الخاص من البطاركة ثم أوقفه" معتبرا أن "تحويله إلى جامع هو عودة لأصله الذي أُوقِف من أجله".

 

من جهتها رحبت منظمات مدنية ماليزية، بقرار القضاء التركي، وقدم رئيس حركة الشباب الإسلامي في ماليزيا، محمد فيصل عبد العزيز، في بيان، تهانيه لتركيا جراء القرار، قائلا إن "آيا صوفيا" يعود إلى وظيفته الأولية كمسجد، يتبع لوقف السلطان محمد الفاتح.


وشارك عبد العزيز، من خلال تويتر، صورة قرار الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن نقل إدارة شؤون آيا صوفيا إلى رئاسة الشؤون الدينية، لفتح أبوابه أمام المصلين، عقب القرار القضائي.


من جانب آخر، عبّر رئيس المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية (MAPIM)، محمد عزمي عبد الحميد، عن بالغ تهانيه لتركيا إزاء القرار.


وأشار إلى أن القرار يتمتع بالشرعية وهو قائم على القانون، مضيفا أنه "لا يحق لأي طرف خارجي محاسبة تركيا على حقها في إعادة آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى".

 

اقرأ أيضا: هكذا علق قادة المعارضة بتركيا على إعادة "آيا صوفيا" لمسجد

وانتقد استياء الدول الغربية من القرار، داعيا إياها لإعلان انزعاجها لدى استهداف إسرائيل للمساجد والكنائس.

 

وألغت المحكمة الإدارية العليا، الجمعة، قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934، بتحويل "آيا صوفيا" في إسطنبول من مسجد إلى متحف.

وقال مجلس الدولة، إن "آيا صوفيا" مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره.

وصدر القرار المكون من 19 صفحة، عن "مجلس الدولة"، أعلى سلطة قضائية في البلاد، وبالإجماع، بعد عقود من التجاذبات، ووسط توترات مع أطراف خارجية بشأنه، ولا سيما اليونان التي تعتبر أن "آيا صوفيا" إرث مرتبط بها.

التعليقات (0)