صحافة دولية

التايمز: بريطانيا ليست بحاجة لحرب باردة مع الصين

قال هنري كسينجر: "نحن في بدايات حرب باردة جديدة"- الأناضول
قال هنري كسينجر: "نحن في بدايات حرب باردة جديدة"- الأناضول

يناقش المحرر الدبلوماسي بصحيفة "التايمز" روجر بويس في تقرير ترجمته "عربي21" علاقة بريطانيا بالصين، مؤكدا أن لندن ليست بحاجة لحرب باردة مع بكين.

وأشار الكاتب إلى أن القوة العظمى الأمريكية كانت تبحث عن "عدو" من أجل سباق التسلح والصراعات العالمية، مشيرا إلى أن الصين حولت نفسها إلى "عدو أمريكا الضروري".


وينقل عن ثوماس بانيت، مؤلف كتاب (الخارطة الجديدة للبنتاغون) قوله: "كل هذه الأسلحة عالية التقنية التي اشتريناها عبر التسعينات تحتاج في الواقع عدوا بتكنولوجيا لتقاتل ضده، أليس كذلك؟.. بالتأكيد، يجيب محاربو الحرب الباردة، وإن بدت روسيا أكثر ضعفا مع مرور الوقت.. فعلينا أن نكتفي بالصين".

 

وفي هذا السياق، يعتقد الكاتب أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى لندن الاثنين الماضي هدفت "للتعامل مع بكين على أنها دولة عدوانية جدا تحاول إعادة كتابة قواعد العولمة".

 

اقرأ أيضا: نيوستيتمان: يجب أن تتحدد سياسة بريطانيا بمذابح الإيغور

وينقل عن هنري كسينجر قوله: "نحن في بدايات حرب باردة جديدة". ويشير إلى أن الغرب خرج من الحرب الباردة الأولى متفوقا، وذلك بسبب "تصلب الاتحاد السوفييتي" إلى حد ما.

 

ويرى بأن النظام الصيني، وعبر قمع الأصوات الناقدة لديه، أعطى فرصة لمهمة بومبيو الذي حاول الإثبات للحكومة والبرلمان في بريطانيا أن "السلطة في بكين متصلبة أيضا".
 
ويقول الكاتب "هذه الحرب الباردة الجديدة قد تستمر لعدة عقود مثل سابقتها ولكن يمكن كسبها إن عمل الحلفاء الغربيون معا بهدف موحد".

وتساءل: "هل على بريطانيا الاقتناع بهذا التحليل؟"، ليجيب بأن هناك قلقا لدى أوروبا من توجه أمريكا العدائي نحو الصين.

 

ويوضح: "استطاعت إدارة ترامب أن تحصل على اتفاقية جيدة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، فسوف تخفف عقوباتها على الصين في رمشة عين. وإن نجح الديمقراطيون في الوصول إلى البيت الأبيض فإن جو بايدن قد يعقد اتفاقية كبيرة مع بينغ. وستترك بريطانيا عارية".

 

ويسلط الضوء على "الشكوك والتردد في سياسة بريطانيا" تجاه الصين، مستذكرا أن بريطانيا في سنوات باراك أوباما وديفيد كاميرون كانت حريصة على إعجاب الصين، وبقول: "لم نكن فقط نريد أموال الصين، أردنا أن نكون أفضل الأصدقاء"، في إشارة إلى "توسيع نصيب الصين في السوق الأوروبية".

 

اقرأ أيضا: مع تنامي منافسة روسيا والصين.. هل تفقد أمريكا قيادة العالم؟

وتابع: "الآن وبقيام النظام الصيني بقمع المظاهرات في هونغ كونغ (..) يجب أن تشجع بريطانيا أمريكا. فأصبح الموقف الصحيح هو تحدي جرائم بكين علنا، وكذلك سرقتها للملكية الفكرية، وكذلك أعمال الاختطاف والوحشية التي تقوم بها".

 

وأشار إلى قرارات بريطانيا الأخيرة بتعليق معاهدة تسليم مطلوبين من هونغ كونغ إلى الصين الاثنين الماضي، في المقابل اعتبر أن "إمداد بريطانيا لإدارة هونغ كونغ بمعدات للسيطرة على الحشود كان فضيحة العام تقريبا..".

 

كما أشار إلى قرار بريطانيا منع شركة هواوي من المشاركة في إنشاء شبكة جي5، والذي قد يؤثر على الصين في حال أصبح توجها أوروبيا كاملا.


وينوه إلى أن العقوبات على الصين "لم تتسبب بإطلاق سراح الأويغور من معسكرات الاعتقال. ولم تحول هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية سابقا، إلى مكان أكثر حرية".

 

ويؤكد أن التحدي العسكري الصيني حقيقي وعلى بريطانيا أن تدعم بشكل أكبر محاولات إيجاد تحالف من الدول ذات الرؤية المشتركة في منطقة الهندي-الهادي.

 

ويلفت إلى أحد دروس الحرب الباردة وهو أن "الناحية السيكولوجية كانت بنفس أهمية نشر السفن الحربية".

 

اقرأ أيضا: بكين: واشنطن تغلق إحدى قنصلياتنا بأمريكا.. وتهدد بالرد (شاهد)
 


ويقول: "يجب إقناع الصين بأنه لا يتوجب عليها تحويل العالم ليكون مثلها لتشعر بالأمان. وذلك يتطلب تفاعلا مع بكين وليس انفصالا كاملا عنها".

 

ويرى ضرورة أن تصبر بريطانيا وأمريكا في ذلك، ويقول: "مع قيام الصين باستخدام مبادرة الحزام والطريق للتأسيس لإمبراطورية عالمية، فإن هذا سيولد في المحصلة المقاومة اللازمة لتقويضها".

 

ويقول: "يبدو أن حكومتنا تفكر بأن السياسة تجاه الصين يجب أن تتمحور حول طمأنة الإدارة الأمريكية بولائنا القوي، وفي نفس الوقت عدم تخويف الشركات الصينية. وتلك معادلة خاطئة. فأمريكا تبقى حليفنا الرئيسي بينما الصين تغرقنا بالتهديدات. ويجب أن يكون هدفنا هو المساعدة في جعل السياسة الغربية تجاه الصين أكثر فعالية، ولإدخال بعض الدقة إلى العلاقات العالمية".

التعليقات (0)