صحافة دولية

هكذا تغلغل أثرياء الحقبة السوفياتية بالسياسة البريطانية

جدارية للينين وسط موسكو إبان النظام السوفياتي- CC0
جدارية للينين وسط موسكو إبان النظام السوفياتي- CC0
سلطت صحيفة الغارديان البريطانية، الضوء على رجال الأعمال، الذين ولدوا في الحقبة السوفياتية، والدور الذي يلعبونه في قطاعي الأعمال والسياسة داخل بريطانيا.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى تقديم هؤلاء الأثرياء، أموالا وتبرعات، لصالح أحزاب سياسية وأندية وقطاعات مجتمعية، سهلت لهم الصعود في الحياة العامة.

وفيما يلي النص الكامل لتقرير الغارديان:

يلعب رجال الأعمال الذين ولدوا في حقبة الاتحاد السوفياتي دوراً مهماً في قطاعي الأعمال والسياسة داخل بريطانيا. تبرع بعضهم بالمال للأحزاب السياسية، بينما استثمر آخرون أموالاً طائلة في مجالي الإعلام والصناعة. جميعهم يمتلكون بيوتاً في لندن، والعديدون منهم يأتون للزيارة من موسكو بشكل منتظم.

بعد أسبوع من تسليط وسائل الإعلام الضوء على روسيا وارتباطاتها ببريطانيا، رأت صحيفة ذي غارديان أن تبحث في تأثير الرجال والنساء من مواليد الحقبة السوفياتية على الحياة العامة البريطانية خلال الفترة الأخيرة.

اللوبي ووسائل الإعلام

في عام 2009، اشترى أليكساندر ليبيديف صحيفة ذي إيفنينغ ستاندرد (الصحيفة المسائية) التي كانت تتكبد الخسائر، ونصب ابنه إيفغيني مالكاً لها. ثم اشترى ليبيديف بعد ذلك صحيفة ذي إندبندنت وأطلق نسخة معدلة وناجحة منها أطلق عليه اسم i (آي). يقع مكتب ذي ستاندرد قريباً جداً من المكان الذي كان يعمل فيه ليبيديف في الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان عميلاً سرياً في السفارة الروسية بلندن.

وكما يسرد هو في مذكراته التي صدرت بعنوان "هانت ذي بانكر" (اصطد المصرفي)، تواصلت المخابرات الروسية، الكيه جي بي، مع ليبيديف عندما كان في السنة الأخيرة من دراسته الجامعية في موسكو. ثم تعلم الجاسوسية في معهد الراية الحمراء وانضم إلى الدائرة الأولى، المهيبة، في الكيه جي بي وتخصص في مهام التجسس الخارجي. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، توجه ليبيديف نحو القطاعي المصرفي والإعلام.

مَوّل ليبيديف صحيفة روسيا المستقلة نوفايا غازيتا، إلا أنه نشر مقال رأي عام 2016 في ذي إيفنينغ ستاندارد دافع فيه عن فلاديمير بوتين بعد أن ورد اسم سيرجي رولدوغين، الصديق المقرب من الرئيس الروسي، في أوراق بنما. كما أيد ليبيديف استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم ونظم مؤتمراً هناك في عام 2017 لمواجهة ما قال إنه "انحياز" الإعلام الغربي. ومن الجدير بالذكر أن الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا حضرت حفل إطلاق كتابه في موسكو.

وفي الأعوام الأخيرة سلطت الأضواء على ليبيديف بسبب ارتباطاته الشخصية الوثيقة ببوريس جونسون.

في ربيع عام 2018 سافر جونسون جواً إلى بيروجا في إيطاليا حيث نزل في فيلا يملكها ليبيديف. كان جونسون يشغل حينها منصب وزير الخارجية، فترك الطاقم الأمني المرافق له في بريطانيا، ولوحظ في المطار وهو في طريق عودته إلى منزله، وهو أشعث ثمل. بعد يوم واحد من فوزه في الانتخابات العامة في ديسمبر، حضر جونسون احتفال ليبيديف بعيد ميلاده الستين. وكان من بين الضيوف أيضاً دافيد كاميرون وجورج أوزبورن، الذي كان حينها محرر صحيفة ذي إيفنينغ ستاندارد.

في تلك الأثناء، اشترى ملياردير آخر من معاصري ليبيديف في موسكو، اسمه أليكسندر ماموت، سلسلة محلات متجر الكتب واترستونز في عام 2011 بمبلغ 53.5 مليون جنيه إسترليني. استحدث ماموت قسماً للكتب المنشورة باللغة الروسية في المتجر الكائن في بيكاديلي سيركاس، في وسط مدينة لندن. وكان ابنه المراهق حينها يدرس في إحدى أشهر المدارس الخاصة البريطانية.

يمتلك ماموت كثيراً من المؤسسات الإعلامية داخل روسيا، بما في ذلك الموقع الإخباري لينتا دوت رو. وفي عام 2014 طرد محررة الموقع غالينا تيمشينكو بعد أن نشرت مقابلة مع أحد القوميين الأوكرانيين. استبدلها ماموت بصحفي مؤيد للكريملين. وفي عام 2018، باع الجزء الأكبر من حصته في واترستونز إلى صندوق استثماري.

وكان دافيد بيرنسايد، المدير التنفيذي في العلاقات العامة والنائب السابق في البرلمان البريطاني عن حزب ألستر يونيانيست، قد عرف عدداً من شخصيات الكريملين البارزة على كبار الشخصيات في حزب المحافظين. أسست شركته، واسمها نيو سنشاري ميديا، مؤسسة "روسيا الإيجابية" بهدف تحسين صورة موسكو في بريطانيا. أحد الموظفين لدى بيرنسايد اسمه أليكس نيكراسوف، وهذا كان والده، الراحل أليكسندر، مستشاراً لدى الكريملين ومدافعاً قوياً عن بوتين.

وفي عام 2012، اصطحب بيرنسايد دبلوماسياً من السفارة الروسية واسمه سيرجي نالوبين إلى عشاء لجمع التبرعات لصالح حزب المحافظين. ونالوبين هذا هو ابن ضابط رفيع المستوى في جهاز إف إس بي، الذي حل محل الكيه جي بي، وهو الذي أسس جمعية أصدقاء روسيا في حزب المحافظين، وهي مجموعة برلمانية تم تدشينها في 2012 في حفل نظم داخل حديقة منزل السفير الروسي في حي كينسنغتون.

كان من بين الضيوف عضو البرلمان جون ويتنغديل وكذلك كاري سايموندز، والتي كانت حينها موظفة صغيرة في حزب المحافظين وهي الآن خطيبة جونسون. تضمن الحفل سحباً لليانصيب وكان من بين الجوائز كتاب حول سيرة بوتين وزجاجات فودكا.

وفي العام التالي، دعى بيرنسايد فاسيلي شيستاكوف، وهو عضو برلمان متنفذ في الدوما الروسي، لحضور نفس عشاء جمع التبرعات لصالح حزب المحافظين. وقدمه لرئيس الوزراء دافيد كاميرون. من الجدير بالذكر أن شيستاكوف صديق قديم لبوتين ألف بالاشتراك معه عدة كتب، بما في ذلك "تعلم الجودو مع فلاديمير بوتين" و "جودو، التاريخ والنظرية والممارسة".

السياسة

تلقى المحافظون ما يزيد عن ثلاثة ملايين جنيه إسترليني من متبرعين أثرياء ولدو في الحقبة السوفياتية – وكلهم يحق لهم قانوناً إعطاء المال للحزب لكونهم مواطنين بريطانيين. ومن بين هؤلاء أليكسندر تيميركو، وهو وزير سابق في وزارة الدفاع الروسية، ولوبوف تشيرنوخين، ثرية روسية كان زوجها يخدم في الحكومة التي ترأسها بوتين في منصب نائب وزير المالية.

مُوّل تيميركو الجمعيات الانتخابية في دوائر العديد من النواب القياديين في حزب المحافظين، بما في ذلك وزير الأعمال ألوك شارما، وكذلك مارك بريتشارد الذي يترأس لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان، والتي نشرت يوم الثلاثاء تقريرها الذي طال انتظاره حول روسيا. وبهذه المناسبة طالب الحزب الوطني الاسكتلندي بريتشارد بالاستقالة أو بإعادة المال الذي تقاضاه.

في مقابلة مع صحيفة الغارديان، قال تيميركو إنه "ليس صديقاً" لبوتين، والذي نعته بأنه "عدو للديمقراطية". وقال إنه لا ينوي بتاتاً الذهاب إلى روسيا. قدم تيميركو أكثر من 1.3 مليون جنيه إسترليني لحزب المحافظين، ورفض الإجابة على أسئلة حول ما إذا كان الكريملين قد تدخل في التصويت على استفتاء الاتحاد الأوروبي دعماً لخيار المغادرة، ولكنه قال إنه شخصياً عارض بريكسيت.

يزعم تحقيق أجرته وكالة رويترز، وينطلق من حوارات أجريت مع تيميركو، بأنه دعم حملة جونسون لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – على الأقل في بداية الأمر. وقال التقرير إن رجل الأعمال المبرز في قطاع الصناعة مُوّل بعضاً من أهم حلفاء جونسون في البرلمان، بما في ذلك جيمز وارتون، الذي أدار حملة جونسون الناجحة للفوز بمنصب رئاسة الوزراء. وأضاف التقرير إن جونسون وتيميركو كانا مقربين من بعضهما البعض، يتشاركان في زجاجات النبيذ وفي بعض الأوقات ينادي أحدهما الآخر باسم "ساشا".

مقارنة بما عليه وضع تيميروكو، لا تحرص تشيرنوخين على الظهور، وعادة ما ترفض المصرفية السابقة الاستجابة لطلبات إجراء حوارات معها، ولم تفسر علانية لماذا منحت حزب المحافظين ما يزيد عن 1.7 مليون جنيه إسترليني. وتعتبر تشيرنوخين، التي ولدت في الحقبة السوفياتية، الأنثى الأكبر تبرعاً في التاريخ السياسي لبريطانيا وواحدة من أهم داعمي حزب المحافظين بالمال.

ويبدو أن سخاءها يتوجه نحو من يقود حزب المحافظين، أياً كان ذلك الشخص. ففي عام 2014 دفعت 160 ألف جنيه إسترليني في حفل لجمع التبرعات مقابل أن تلعب التنس مع كاميرون وجونسون، حيث كان الأول حينها رئيساً للوزراء والثاني عمدة للندن. وفي إبريل / نيسان 2019، دفعت 135 ألف جنيه إسترليني ثمناً لعشاء مع تيريزا ماي وعدد من النسوة من أعضاء الحكومة، في فندق غورينغ الفاخر، حينما كانت تيريزا ماي رئيسة للوزراء.

وتدفقت تبرعات أخرى باتجاه براندون لويس، الرئيس السابق لمؤتمر حزب المحافظين، والذي تلقى طبقاً لسجلات الهيئة الانتخابية مبلغاً قدره 24500 جنيه إسترليني. دافع ليوس عن التبرعات في مقابلات إعلامية أجريت معه يوم الخميس. كما حصلت تيريزا فيليرز، عضو لجنة المخابرات والأمن داخل البرلمان. وفي فبراير / شباط، أنفقت تشيرنوخين 45 ألف جنيه إسترليني على لعبة تنس أخرى مع جونسون وبين إليوت، نائب رئيس مؤتمر المحافظين. يطالب الحزب الوطني الاسكتلندي فيليرز الآن بإعادة ما تلقته من أموال.

كان زوج تشيرنوخين يشغل منصب وزير في الحكومة الروسية في عام 2000، وذلك خلال الفترة الأولى من رئاسة بوتين، وكان رئيساً لمصرف فنيش إيكونوم بانك (في إي بي)، وهو مصرف وشركة تابعة للدولة يقال إنها مقربة من المؤسسة الأمنية في الكريملين. فيما بعد، غادر موسكو وأصبح مواطناً بريطانياً في عام 2011. يملك الزوجان قصراً في لندن تقدر قيمته بما يقرب من 8 مليون جنيه إسترليني، مسجل رسمياً باسم وقف أوفشور، ويملكان طائرة خاصة وقاربين.

وهناك شخصية بارزة أخرى، إنه أندريه بورودين، الرئيس السابق لمصرف موسكو. حضر بورودين في عام 2013 الحفل الصيفي لحزب المحافظين برفقة زوجته تاتيانا كورساكوفا، التي تعمل عارضة أزياء، وذلك بعد أربعة شهور من حصولهما على اللجوء السياسي. أنفق بورودين 40 ألف جنيه إسترليني على اقتناء صورة لرئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر.

دفعت ثمن الصورة مؤسسة اسمها هينلي كونسييج مسجلة في بيت صغير يتواجد داخل العقار الريفي الذي يملكه بورودين، وتقدر قيمته بما يقرب من 120 مليون جنيه إسترليني، بالقرب من هينلي أون تايمز في منطقة أوكسفوردشاير. قال بورودين إنه لم يناقش سياسة الحزب أثناء الحفل وأنه لم يتبرع بشيء. يذكر أن السلطات الروسية وجهت له تهمة الضلوع في احتيال كبير، ولكن بورودين ينكر ذلك ويقول إنه ضحية ملاحقة أمنية دوافعها سياسية.

الأعمال والممتلكات العقارية

كما يهيمن أصحاب الثراء الفاحش من البلدان السوفياتية السابقة على العديد من المرافق داخل بريطانيا والتي تتراوح ما بين أندية كرة القدم وصناعات النفط والغاز والقصور التي تقدر قيمة الواحد منها بالملايين. وبفضل هذا الثراء يتمتع أعضاء هذه المجموعة المختارة بنفوذ واسع وقدرة على الوصول إلى الطبقات المحترفة والحاكمة في بريطانيا.

ولعل أبرز الشخصيات الأوليغاركية المقيمة في لندن هو رومان أبراموفيتش، وذلك بفضل شرائه لنادي تشيلزي لكرة القادم في عام 2003 بما بقرب من 140 مليون جنيه إسترليني. تبقى اهتمامات هذا الملياردير الإسرائيلي الروسي محدودة خارج إطار كرة القدم، إلا أن ممتلكاته العقارية الهائلة تشتمل على قصر يتكون من خمسة عشر غرفة نوم في كينسينغتون بالاس غاردينز، وهو واحد من أرقى أحياء لندن، اشتراه في عام 2011 بمبلغ 90 مليون جنيه إسترليني.

يستمد مالك نادي تشيلزي ثروته ولو جزئياً من الأرباح الناجمة عن الخصخصة المثيرة للجدل لعملاق النفط سيبنيفت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. عندما احتاجت شركة سيبنيفت إلى مسؤول اتصالات دولي توجهت نحو غريغ باركر، والذي أصبح فيما بعد وزيراً للطاقة في حكومة المحافظين برئاسة دافيد كاميرون.

كما يعمل اللورد بيكر أوف باتيل، كما بات يعرف منذ أن ارتقى إلى مجلس اللوردات، لدى رجل أعمال روسي آخر تصغي له آذان النخبة المتنفذة في بريطانيا، إنه أوليغ ديريباسكا، الذي جذب انتباه الجمهور في عام 2008 بسبب مزاعم تقول إنه ناقش التبرع لحزب المحافظين مع جورج أوزبورن، خلال لقاء جمعهما على ظهر قارب له في رحلة عبر البحر المتوسط.

في عام 2017، أدرج ديريباسكا مجموعته المسماة En+ والتي تعمل في مجال الطاقة والمعادن في بورصة لندن وطلب من اللورد بيكر أن يتولى منصب الرئيس فيها. تلقى اللورد البريطاني عن حزب المحافظين عمولة قدرها 4 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 3.14 مليون جنيه إسترليني) بعد مساعدة ديريباسكا في إسقاط اسم الشركة من قائمة المؤسسات المستهدفة بالعقوبات الأمريكية.

باركر وديريباسكا ليسا الثنائي الوحيد في مثل هذه التشكيلة التي تجمع عضواً في مجلس اللوردات مع أليغاركي روسي في مسرح الأعمال البريطاني. فهذا اللورد براون، صانع الصفقات النفطية الأسطوري والرئيس السابق لشركة بريتيش بيتروليوم، يشغل منصب الرئيس التنفيذي في مجموعة يملكها الملياردير ميخائيل فريدمان واسمها لاتر وان إنرجي غروب، والتي تملك ثلث الحصص في شركة النفط والغاز وينترشال دي إي إيه.

تجمع ما بين فريدمان وبراون علاقة وطيدة في مجال الأعمال، تشمل تأسيس تي إن كيه – بي بيه TNK-BP وهي عبارة عن مشروع مشترك بين عملاق النفط البريطاني  بريتيش بيتروليوم ومجموعة من ثلاثة من أصحاب المليارات، بما في ذلك فريدمان تحت راية إيه إيه آر AAR. كثيراً ما كانت العلاقة بين بريتيش بيتروليوم وإيه إيه آر متوترة، حتى أن رئيس TNK-BP بوب دادلي اضطر ذات مرة إلى مغادرة البلد خوفاً على حياته. وبعد صراع على النفوذ، باعت إيه إيه آر في نهاية المطاف حصتها في المشروع إلى عملاق النفط المملوك للدولة في روسيا روزنيفت. ونتيجة للصفقة باتت بريتيش بيتروليوم تملك ما يقرب من عشرين بالمائة من أسهم شركة يدعمها الكريملين، مما يعني أن العلاقات الودية مع الروس غدت أمراً بالغ الحيوية بالنسبة لبريتيش بيتروليوم. كما أن شركة شيل المنافسة لديها مصالح في روسيا من خلال مشروع أوفشور الغاز الضخم ساخالين 2.

من أصحاب الملايين الآخرين الذين يقفون وراء إيه إيه آر السير ليونارد (لين) بلافانتنيك، والذي يتمتع بنفوذ واسع داخل بريطانيا. ولد بلافانتنيك في أوديسا، في أوكرانيا السوفياتية، ولكنه تخلى عن جنسيته الروسية وبات الآن مزدوج الجنسية، يجمع بين المواطنة الأمريكية والبريطانية. بنى بلافانتنيك امبراطورية أعمال ضخمة، بما في ذلك وارنر ميوزيك. وكان قد أوقف ما يقرب من 75 مليون جنيه إسترليني لصالح جامعة أكسفورد، حيث أنفق المبلغ على تأسيس مدرسة بلافانتنيك للحكم. كما يرعى جائزة بايلي غيفورد للآداب وهو المحسن الأساسي الذي يتبرع لعدد من المتاحف والمعارض الفنية في مدينة لندن. ومثله مثل أبراموفيتش، يملك بلافانتنيك قصراً في كينسنغتون بالاس غاردنز تقدر قيمته بما يقرب من 200 مليون جنيه إسترليني.

إلا أن ذلك لا يكاد يبين أمام الثمن المقدر لمبنى ويتانهيرست، والذي عادة ما يوصف بأنه أغلى بيت في بريطانيا. تم شراء هذا القصر الكائن في منطقة هايغيت اللندنية المعروفة بارتفاع أثمان عقاراتها في عام 2008 بمبلغ 50 مليون جنيه إسترليني من قبل عائلة مالك شركة الأسمدة الروسي أندريه غورييف، وذلك عبر شركة أوفشور تسمى سافران هولدينغز، والتي تتخذ لنفسها مقراً في الملاذ الضريبي لجزر فيرجين البريطانية. ثم بعد إعادة ترميم شاملة، قدرت قيمة القصر بما يقرب من 300 مليون جنيه إسترليني.

على بعد أميال قليلة إلى الشمال من لندن يقع نادي أرسينال لكرة القدم، والذي كان يملك حصة فيه الملياردير عليشير أوسمانوف، الروسي الذي ولدي في أوزباكستان ويعمل في حقل المناجم والنشر، والذي كان في مرحلة ما يفكر في الاستحواذ على ملكية النادي بشكل كامل. إلا أنه ما لبث في نهاية المطاف في عام 2018 أن باع أسهمه بمبلغ 550 مليون جنيه إسترليني لصالح رجل الأعمال الأمريكي ستان كروينكي.

ومن أنجح رجال الأعمال الروس في لندن أندريه أندرييف، والذي جنى ما يقرب من مليار جنيه إسترليني من خلال تأسيسه لتطبيقات المواعدة، بما في ذلك بامبيل أند بادو التي تستهدف الإناث بشكل رئيسي.
التعليقات (0)