هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعد
رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، لجوء بلاده إلى الخيار العسكري في أزمة
سد النهضة الإثيوبي، مشدّدا على ضرورة حل الأزمة بالتفاوض وليس بالتدخل العسكري،
مشيرا إلى أن "معركة المفاوضات طويلة".
ودعا،
في حديث له الثلاثاء، على هامش افتتاح المنطقة الصناعية بمدينة الروبيكي بالقاهرة،
الإعلام المصري إلى عدم الحديث عن عمل عسكري محتمل، مضيفا: "حل مشكلة سد
النهضة بالتفاوض لأن الخير يأتي من هناك".
وأشار
السيسي إلى تفهمه لقلق وخوف المصريين من أزمة سد النهضة، مضيفا: "طب نعمل إيه،
نشتغل ومنامش (لا ننام)، بنعمل 20 ألف كيلومتر تبطين للترع عشان نقلل الفقد، أهالي
القرى يساعدوا في المرحلة الأولى خلال سنة وهيقلل فقد المياه، ونحافظ على المصارف
والترع".
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور الحقوقي المصري البارز جمال عيد (1)
وأضاف:
"قلق المصريين مشروع، وأنا معاكم فيه، كل ما تقلق اشتغل أكتر عشان تبقى قادر
وقوي وجامد، كل ما تشتغل كل ما تبقى قوي، وحقك محدش هياخده منك، لو خايف متقعدش
تتكلم وتهدد، وتقول كلام ملوش لازمة، وتقول نعمل كذا في الإعلام، بحترم كل رأي،
أحترم الرأي العام، وتقول نعمل عمل عسكري، إحنا بنتفاوض والتفاوض هيطول، وبنقول لو
فيه ضرر يبقى علينا كلنا".
وذكر
السيسي أن "مصر تدرك منذ فترة طويلة أبعاد ما يحدث، وقامت بإجراءات في محطات
تحلية ومعالجة المياه، وقد لا يلاحظ الناس أن ذلك يأتي في إطار خطة متكاملة، ومصر
تعتبر من الدول الأكثر إدارة لاستخدام المياه"، بحسب قوله.
وأوضح
السيسي، أن "مصر تدعم إثيوبيا في مشاريعها التنموية"، مشددا على أن ذلك
الدعم "لن يكون على حساب نصيب مصر من مياه النيل"، ومشيرا إلى أن بلاده
لا ترفض مساعدة إثيوبيا في خططها التنموية.
واستطرد
قائلا: "لا داعي لتهديد الرأي العام في مصر بعمل عسكري. نحن نتفاوض لنستفيد
جميعا، ولا يقع ضرر علينا، وعدالة قضية المياه أثبتته الحضارة المصرية القديمة
التي قامت على مياه نهر النيل"، مؤكدا أنه "لا أحد يستطيع أن يجور على
مصر في أمنها القومي بما في ذلك قضية المياه".
وتتمسك
إثيوبيا بملء وتشغيل خزان السد، خلال موسم الأمطار الحالي الذي بدأ في يوليو/ تموز
الجاري، فيما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى
اتفاق ثلاثي.
وتخشى
مصر المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب،
وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف.
فيما
تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر ولا السودان، وإن الهدف من
بناء السد هو توليد الكهرباء وتحقيق التنمية.