سياسة عربية

خبير سدود: هذه تأثيرات سد النهضة على السد العالي؟ (صور)

الخبير محمد حافظ قال إنه سيتم تشغيل عدد محدود من توربينات السد العالي- جيتي
الخبير محمد حافظ قال إنه سيتم تشغيل عدد محدود من توربينات السد العالي- جيتي

استعرض خبير السدود والمياه، محمد حافظ، تأثير ملء خزان سد النهضة الإثيوبي على منسوب المياه خلف السد العالي بمصر، ومياه بحيرة ناصر، في ورقة علمية تناولت مراحل الملء والتأثير من خلال عدة نقاط تاليا:


1- وصل منسوب السد العالي ليوم 20 تموز/ يوليو 2020 لــ (178.13) فوق سطح البحر، وهذا يعني وجود قرابة (120 مليار متر مكعب) ببحيرة ناصر، وهذا قبل وصول نقطة مياه واحدة من مياه فيضان النيل الأزرق، والتي من المنتظر أن تصل لبحيرة ناصر في الأسبوع الأول من شهر آب/ أغسطس 2020.

2- نجاح إثيوبيا في الملء الأول وتخزين قرابة 4.9 مليار متر مكعب من تدفقات (فيضان 2020) سوف يؤثر سلبا على إجمالي (حجم الفيضان) المنتظر وصوله لبحيرة ناصر خلال أشهر الصيف (آب/ أغسطس، وأيلول/ سبتمبر، وتشرين الأول/ أكتوبر)، حيث كان يصل للبحيرة قبل بناء سد النهضة قرابة (34 مليار متر مكعب) هي إجمالي (متوسط) تدفقات النيل الأزرق عند المحطة (الهيدرولوجية) عند منطقة (الديم) القريبة من سد الرصيورص السوداني. وعليه، فإن حجم العجز المنتظر خلال فترة (أشهر الفيضان) سوف ينخفض بقرابة (4.9 تخزين+ 2.1 فواقد= 7 مليار متر مكعب)، وأن ما سيتم (صبه) ببحيرة ناصر خلال تلك الأشهر سيعادل في المتوسط قرابة 27 مليار متر مكعب بدلا من (34).

 

اقرأ أيضا: خبير دولي لـ"عربي21": هذه مآلات فشل مفاوضات سد النهضة

3- في حالة نجاح إثيوبيا في استكمال هذا الملء التجريبي وتأكدها من متانة السد ومعاملات الأمان عندئذ فهي ستبدأ في رفع المنسوب الخرساني للمر الأوسط ليصل لـ (572)، وهو المنسوب الأدنى الذي يمكن التوربينات المنخفضة بالكتلة الشرقية لسد النهضة من إنتاج قرابة 750 ميجاوات. وهذا الأمر ينتظر حدوثه في شهر (شباط/ فبراير أو آذار/ مارس 2020). وعليه ففي حالة نجاح (التحميل التجريبي لسد النهضة، والذي يتم هذه الأيام) فمن المنتظر أن (تصادر) إثيوبيا كامل التدفقات للأشهر التي تعقب شهر (تشرين الأول/أكتوبر) وإلى حتى بداية فيضان آب/ أغسطس 2012.

وهذا يعني (حجز) قرابة 14 مليار متر مكعب (فوق ما تم حجزه) ليصل إجمالي ما تم حجزه قرابة 19.5 مليار متر مكعب كافيين جدا لبدء تشغيل التوربينات المنخفضة في شهر (شباط/ فبراير 2021) وتشغيل تجريبي لعدد من التوربينات (العلوية) في شهر تموز/ يوليو 2021.

4- وصول منسوب بحيرة ناصر يوم 20 تموز/ يوليو 2020 وصل لـ (178.13) بسعة حجمية تقدر بــ (120 مليار متر مكعب) هو أمر يتناقض مع بروتكول تشغيل السد العالي، حيث ينص برتوكول التشغيل على تخفيض منسوب بحيرة ناصر لأقل من منسوب 175 بقرابة (متر أو إثنين) تمهيدا لوصول الفيضان في شهر آب/ أغسطس.

إلا أن الاحتفاظ بمنسوب (178) قبل فيضان آب/ أغسطس 2020 وعدم تخفيض منسوب بحيرة ناصر (بحجة التخزين) قد يؤدي لوصول بحيرة ناصر في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم لمنسوب (182) مثلما حدث العام الماضي. وقد نضطر لرمي مياه الفيضان في البحر المتوسط أو فتح مفيض توشكي أو توصيل المياه لسيناء ليس لأن (الفيضان ضخم) مثلما (تتدعي وزارة الري)، بل لكون (الحيز) المتاح للاحتواء الفيضان صار (ضيق) جدا وغير قادر على استيعاب الفيضان.

 

 


5- ولقد (استفادت) إثيوبيا كثيرا بما حدث خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019، واليوم تقدم أدلة مادية ضد الدولة المصرية لكونها تلقي المياه في البحر المتوسط وفي صحراء توشكى، متهمة الدولة المصرية بأنها تسعي لحرمان (إثيوبيا) من التنمية اعتمادا على مياه النيل الأزرق بينما مصر ترمي مياه الفيضان في صحراء توشكى وسيناء.

6- مع احتمال وصول منسوب بحيرة ناصر لـ (182) فوق سطح البحر قبل نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم فمن المنتظر أن لا يكون هناك أي مشكلة (هيدروليكية) تمنع تشغيل (توربينات السد العالي) بكل طاقتها على الأقل لمدة (عام)، إلا أن هذا لن يحدث فوزارة الري المصري لا تهتم كثيرا بوظيفة (السد العالي) في مجال توليد الطاقة الكهربائية، بل تهتم أكثر بخصوص تحويل السد العالي (لتخزين المياه خلال فترة ملء سد النهضة).

وعليه، فوفقا لسياسية وزارة الري المصرية لن يتم تشغيل (توربينات) السد العالي بكامل طاقتها، بل سيتم تشغيل (عدد محدود) يسمح فقط بمرور قدر من المياه تكفي متطلبات الحياة للشعب المصري في أدني (قدر ممكن) وذلك لأن (خيار) التخزين ببحيرة السد العالي هو (أهم) للدولة المصرية عن (توليد الكهرباء) فمصر لديها اليوم فائض كهربائي يقدر بقرابة (22000 ميجاوات) بعد شراء (محطات سيمنز) وأن اعتمادها على إنتاج السد العالي هو أمر (ثانوي) جدا.

التعليقات (1)
حسين أحمد حسين الأمين
السبت، 08-08-2020 07:53 م
التفاوض بين دول مصر والسودان وأثيوبيا وصل لطريق مسدود بسبب التعنت الحكومة الإثيوبية ودولة مصر أوقفت التفاوض ومصر موقفها يرى حفظ حقوق الشعب المصرى فى المياه من النيل وهوحق تاريخى والاثيوبى يريد نقص وتقليل حصة مصر فى المياه وأيضا انقاص وتقليل حصة السودان من مياه النيل ولذلك قد لايكون لمصر خيار غير الحرب .