ملفات وتقارير

هكذا أحدثت قضية فلويد ثورة في العلامات التجارية العالمية

بات مقتل فلويد نهاية أيار/ مايو الماضي نقطة تحول في مسار نبذ العنصرية بالعالم- جيتي
بات مقتل فلويد نهاية أيار/ مايو الماضي نقطة تحول في مسار نبذ العنصرية بالعالم- جيتي

أحدث مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد من قبل شرطة منيابوليس الأمريكية، في الخامس والعشرين من أيار/ مايو الماضي، ثورة في عدة مناح، أحدها يخص العلامات التجارية العالمية.

 

شكّل مقتل فلويد لوحة تضامنية داخل الولايات المتحدة وخارجها، وهو ما دفع كبرى الشركات والعلامات التجارية لتسجيل موقف إيجابي بهذا الخصوص.

 

ووفقا لتقرير مفصل نشرته مجلة "Ad Age" الأمريكية المختصة بالدعاية والإعلان، فإن  كبرى العلامات التجارية مثل "YouTube و NFL و Disney و Amazon و Netflix"، تفاعلت مع الحملة التي استهدفت العنصرية ضد السود، وقامت بعضها بصناعة محتوى ينبذ العنصرية، وأخرى غيّرت صور شركتها الشخصية إلى التضامن مع العرق الأسود.

 

 

مكاسب كبيرة

 

لم تقتصر ثورة العلامات التجارية على مجرد صورة أو فيديو، إذ ذهبت بعضها لإفادة المواطنين السود، فعلى سبيل المثال ساهم الدوري الأمريكي للمحترفين "NBA" بمبلغ 300 مليون يورو لصالح مؤسسة "المساواة في العمل" بهدف "زيادة التمكين داخل المجتمع الأسود".

 

"فيسبوك" بدورها، اعتبرت شهر آب/ أغسطس "شهر الأعمال للسود"، إذ قامت بعقد دورات تعريفية بأبرز الشركات التي يملكها السود في الولايات المتحدة، والترويج لها. 

 

"غوغل" بدورها، عمدت منذ حادثة فلويد، إلى ربط الخوارزميات التي لها علاقة بحركة "حياة السود مهمة"، وذلك من أجل تسهيل العثور على الشركات المملوكة للسود، والمتضامنة معهم.

 

ونقلت المجلة عن موظفة من ذوي البشرة السوداء في "غوغل" قولها: "بصفتي امرأة سوداء ورائدة أعمال وموظفة في غوغل، فإن دعم الشركات المملوكة للسود شغف لي".

 

 

 

تضامن بأشكال مختلفة

 

بالإضافة إلى وضع صور فلويد، أو أخرى متعلقة بالسود، ذهبت علامات تجارية للتضامن  ونبذ العنصرية بأساليب مختلفة.

 

شركة "نستلة" الشهيرة، أعلنت أنها ستمنح عطلة لموظفيها في كل تاسع عشر من حزيران/ يونيو سنويا، وهو اليوم الذي يصادف ما يعرف بـ"Juneteenth" الذي يرمز إلى التحرر من الاستعباد.

 

"نستلة" السويسرية، تبرعت أيضا بمبلغ 1.5 مليون دولار لمنظمات إنسانية، وقالت إنها تشعر بالقلق الشديد إزاء العنصرية وعدم المساواة، لا سيما في الولايات المتحدة.

 

شركات أخرى قامت بتعيين مدراء من ذوي البشرة السمراء، بعد التمييز العنصري الذي حرمهم لعقود من الوصول إلى مناصب عليا.

 

إذ عينت شركة "Juul" عملاق السجائر الإلكترونية، الخبيرة المالية تيريزا سبيستيان مديرة تنفيذية لها، لتكون أول عضو أسود في مجلس إدارة الشركة المكون من ثمانية أشخاص.

 

 

 

برونا تايلور


بحسب "Ad Age"، فإن قضية فلويد دفعت أيضا علامات تجارية للتذكير بقضايا مشابهة، أبرزها برونا تايلور، المواطنة السوداء التي قتلت في آذار/ مارس الماضي، برصاص الشرطة الأمريكية.

تايلور هي فنية طوارئ تبلغ من العمر 26 عاما، تفاجأت بدخول ثلاثة ضباط بملابس مدنية إلى شقتها في كنتاكي، ليطلق عليهم صديقها النار ظنّا منه أنهم لصوص نظرا لعدم إبرازهم مذكرة التفتيش، وقتلت الشابة برصاص الشرطة حينها.

في العاشر من حزيران/ تموز الماضي، قدم نواب ديمقراطيون في الكونغرس مشروع قانون لعدالة الشرطة، أطلق عليه "قانون برونا" .

بدأت علامات تجارية عالمية بوضع صور برونا تايلور على منتجاتها، إذ ستصبح الفتاة الراحلة غلافا لمجلة "أوبرا" في أيلول/ سبتمبر المقبل. وعلّقت المجلة: "إذا غضضت الطرف عن العنصرية، فإنك شريك فيها". 

تقول مجلة "أوبرا" إنها ستنصب 26 لوحة إعلانية للغلاف في منطقة لويزفيل بولاية كنتاكي مسقط رأس برونا تايلور.

 

شركة "Phenomenal" وهي علامة تجارية خاصة بنمط حياة المرأة، واكبت قضية التضامن مع برونا تايلور، بطباعتها عبارة "أوقفوا رجال الشرطة الذين قتلوا برونا"، وتوزيعها على قمصان لاقت رواجا واسعا.

 

ومن بين المشاهير الذين روجوا لهذه القمصان: "إيمي شومر، وسارة بولسن، وغابوري سيديبي، وراشيل زوي، وبريانا تيرن، وسو بيرد".

 

وانضم دوري كرة السلة النسائي الأمريكي للمحترفين "WNBA" للحملة، بكتابة اسم "برونا تايلور" خلف قمصان اللاعبات.

 

 


 

Breonna Taylor. She was just like me. She was just like you. And like everyone who dies unexpectedly, she had plans. Plans for a future filled with responsibility and work and friends and laughter. I think about Breonna Taylor often. Imagine if three unidentified men burst into your home while you were sleeping. And your partner fired a gun to protect you. And then mayhem. What I know for sure: We can’t be silent. We have to use whatever megaphone we have to cry for justice. And that is why Breonna Taylor is on the cover of @oprahmagazine. The September issue honors her life and the life of every other Black woman whose life has been taken too soon. Head to OprahMag.com for more—and thank you to @alexis_art, a 24-year-old digital artist, who captured the essence of Breonna. The issue will be available wherever you buy or download magazines on 8/11.

A post shared by Oprah (@oprah) on

 

قائمة سوداء مختلفة

 

دائما ما تذهب أذهاننا عند سماع كلمة قائمة سوداء أو "بلاك ليست" إلى أشخاص سيئين، أو أشرار، إلا أن حادثة فلويد قد تغير هذه الفكرة.

 

مؤسسة "Ogilvy" البريطانية للتسويق، أصدرت قائمة بمئة شخصية من ذوي البشرة السوداء، قامت بإنجازات كبيرة.  

 

واختارت الشركة أن تتوسع في دعايتها لهذه القائمة، بإطلاق موقع إلكتروني لها (هنا)، وذكرت أن الهدف منه هو تشجيع السود وغيرهم على استلهام الأفكار من الناجحين.

 

القائمة التي طبعت في كتاب أيضا، هي من تأليف كاي دي رايت، وهو محاضر جامعة كولومبيا، وضم في قائمته ناجحين على المستوى المهني، والتنظيمي، والقيادي.

 

خط رايت عبارة في الكتاب تقول: "مهما كانت احتياجات عملك، فإن هؤلاء الخبراء المئة يمثلون نقطة انطلاق للعمل".

 

التعليقات (0)