هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت محافظة أرخبيل سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي قبالة خليج عدن، الثلاثاء، مظاهرة شعبية مؤيدة للسلطة الشرعية، ورافضة لسيطرة قوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا عليها.
وخرج المئات من سكان الجزيرة، رغم الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي لإعاقة المسيرة، وقطع الطرقات، وهو ما يثير أسئلة عدة حول دلالة هذا التحرك الشعبي وتوقيته.
"صدمة كبيرة"
وأفاد مصدر محلي من سقطرى، بأن الحشود الجماهيرية التي خرجت اليوم، شكلت صدمة كبيرة لدى مليشيات الانتقالي.
وقال في تصريح خاص لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه: "حتى الآن، لم يستوعب قادة الانتقالي الصدمة، فيما لم يتوقعوا خروج كل هذه الحشود"، على حد قوله.
وبحسب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، فإنه رغم الإجراءات الاستفزازية من قوات الانتقالي لمنع المواطنين من التظاهر، إلا أنهم فوجئوا بإصرارهم على الحضور والمشاركة بالمسيرة.
اقرأ أيضا: أول مظاهرة بسقطرى ضد "الانتقالي" منذ سيطرته عليها (شاهد)
وقال: "قامت مليشيات الانتقالي، التي أغلب عناصرها من محافظة الضالع جنوبا، في نقطة حيبق، الواقعة على بعد 5 كلم عن مدينة حديبو، عاصمة سقطرى، بتشديد إجراءاتها، ومنع ثلاث شاحنات (باصات) تقل متظاهرين من دخول المدينة".
وأوضح المصدر أنه "عندما رأى المواطنون هذه الإجراءات، تركوا سياراتهم، ونزلوا من الباصات، وتخطوا النقطة العسكرية مشيا على الأقدام؛ للمشاركة في الفعالية".
"رسالة للتحالف السعودي"
من جهته، رأى رئيس مركز يمنيون للدارسات، الدكتور فيصل علي، أن "الحدث يكتسب أهمية كبيرة، فقد جاء ليثبت للشرعية مدى تمسك أهالي محافظة أرخبيل سقطرى بالدولة والهوية اليمنية وبقيادة رئيس الجمهورية".
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": "يأتي هذا التحرك الشعبي في الوقت الذي تتم فيه مشاورات تشكيل حكومة بناء على ضغوط الإمارات، بعد تنفيذها لانقلاب مكتمل الأركان في سقطرى".
وقال: "هناك دلالة وطنية مهمة قالها أهالي سقطرى بلسان الحال والمقال، إنهم يرفضون مشاريع التمزيق والانفصال والعمالة، وتأكيدا على أنهم جزء لا يتجزأ من الأمة اليمنية، ومتمسكون بالهوية السياسية "الجمهورية اليمنية".
وبحسب علي، فإن هذه التظاهرة أوصلت رسالتها للتحالف السعودي الإماراتي بأن شعب اليمن نسيج واحد من صعدة إلى المهرة، مشيرا إلى أن فعالية سقطرى إعلان عن تمسك سكانها بـ"اليمن الكبير".
رسالة للانتقالي
وأكد رئيس مركز يمنيون للدراسات، أن التحرك الشعبي اللافت بعث رسالة أخرى للانتقالي، أنه "غير مرغوب به في محافظة أرخبيل سقطرى"، لافتا إلى أنه "لا قاعدة جماهيرية له ولا حاضنة شعبية، فيما لم تستطع أموال الإمارات شراء صوت سقطرى الواحد".
وحول انعكاسات هذا الحراك الشعبي، أوضح فيصل علي أن تأثير هذا الحراك الواعي، بكل تأكيد، له ما بعده.
وتابع: "أثبت أبناء سقطرى أنهم مدنيون وسلميون، وأعلنوا عدم قبولهم بتحول محافظتهم إلى أرض حرب وعنف".
رفض للأهداف الإماراتية
ووفقا للسياسي اليمني، فإن السلوك السقطري أفقد الإمارات قدرتها على التحرك العسكري، عندما لجأ أبناؤها للسلمية والتظاهر، حتى لو لم تستجب لهم الشرعية، ودول التحالف.
وهذا الحراك السلمي واللاعنف الذي بدا عليه سكان سقطرى، يقول المتحدث ذاته إنه "تأكيد على تمسكهم بهويتهم اليمنية، وعدم تسليمهم بمعادلة الغلبة والقهر والقوة، فهم أهل الحق، وهم السكان والحياة في تلك المحافظة التي لن تكون هناك دولة إلا بهم".
وبين أن التحرك الشعبي في سقطرى يوجه العملية السياسية اليمنية من المحيط الهندي، ويدعو الجماهير اليمنية للاستيقاظ والوعي وللعمل السياسي بدلا من الصراعات الجانبية.
"سقطرى كلمة السر"
من جانبه، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح اليمني، علي الجرادي، إن سقطرى محط ونبض كل يمني.
وكتب الجرادي في تغريدة عبر "تويتر": "سقطرى كلمة السر التي تدور حولها خيالات الاقتطاع والتغييب".
وأضاف: "محافظة سقطرى اليوم تهتف لليمن الاتحادي"، مطالبا بأن تكون أولوية سياسية لدى السلطة اليمنية، ونشيدا وطنيا للمجتمع اليمني.
وبحسب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، فإن "سقطرى ليست في المحيط (في إشارة إلى موقعها بالمحيط الهندي)، إنما محط ونبض كل يمني"، على حد قوله.
وتعد هذه المسيرة الحاشدة في سقطرى، التي جاءت استجابة لدعوة "الائتلاف الوطني الجنوبي" (مكون سياسي مؤيد للسلطة الشرعية)، أول تحرك شعبي فيها منذ إحكام قوات المجلس الانتقالي سيطرته عليها في حزيران/ يونيو الماضي.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": تحركات إماراتية بسقطرى وصمت سعودي
وسقطرى، كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر، ويحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي، قرب خليج عدن.