هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حالة من التعاطف الشديد بدت واضحة في الشارع المصري وعبر
مواقع التواصل الاجتماعي مع الذكرى السابعة لمجزرة فض "رابعة العدوية"
و"النهضة" 14 آب/ أغسطس 2013، من قبل نشطاء ومعارضين سابقين لحكم الرئيس
مرسي، حسب مراقبون.
وشهدت وفاة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور
عصام العريان بسجون الانقلاب العسكري الخميس الماضي، تعاطفا شديدا من كثيرين رفضوا
مسبقا "حكم الإخوان المسلمين"، و"تيار الإسلام السياسي".
وأصدرت قوى سياسية وثورية عديدة بيانات تأبين لضحايا
رابعة في ذكراها السابعة، وعزاء في وفاة الدكتور العريان، بينها "الاشتراكيين
الثوريين" و"6 أبريل"، وغيرهما.
ونعت نقابة الأطباء المصرية في موقف لافت وفاة أمينها
العام الأسبق العريان، في بيان السبت، اضطرت لحذفه لاحقا بعد ضغوط تعرضت لها من
النظام، حسبما ذكر مراقبون.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الإعلامي كلمات التعاطف مع "رابعة"
والرثاء بحق العريان من شخصيات عارضت عام حكم الرئيس "مرسي" وجماعة
الإخوان.
وفي تغريدة عبر تويتر، قال نائب رئيس الجمهورية السابق
محمد البرادعي،: "قد نختلف في كل شيء، ولكن لا يجب أن نختلف حول التمسك
بالرحمة".
وقال الإعلامي حافظ الميرازي، بصفحته
بـ"فيسبوك"، عن رابعة: "يوم دموي لم تشهد مثيله مصر على مدى قرنين
من التغيير شبه السلمي".
وقال رجل الأعمال المصري الأمريكي محمود وهبة، عبر
"فيسبوك": "قتل الناس في اعتصام بالمدرعات والدبابات العسكرية
مجزرة لا يمكن أن ينساها الضمير المصري والعالمي".
وحول وفاة العريان، قال رئيس مركز طيبة للدراسات خالد
رفعت: "اختلافنا مع الإخوان مفهوم بسبب ما فعلوه. ولكن لا يوجد أبدا أي مبرر
للشماتة في موت إنسان فكلنا سنموت".
تلك الحالة تدفع للتساؤل حول مدى تغير الصورة الذهنية
لدى المصريين تجاه "رابعة العدوية"، وضحاياها والمعتقلين السياسيين من
جماعة الإخوان المسلمين، من عدمه، بعد مرور 7 سنوات من المجزرة؟
"شعبية الإخوان"
وفي رؤيته قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام
والرأي العام "تكامل مصر"، الباحث مصطفى خضري: "لابد وأن نفرق بين
مذبحة رابعة وأخواتها كحدث إنساني وبين الإخوان كجماعة سياسية؛ فلم يكن ضحايا
رابعة وأخواتها من الجماعة فقط بل من جميع أطياف المجتمع".
خضري، أضاف لـ"عربي21"، أن "المصادر
الموثوقة لدى (تكامل مصر) أكدت أن منتسبي الإخوان بتلك الأحداث نحو ثلث الضحايا،
في حين الثلثان الباقيان من أطياف أخرى ومن غير المنتمين سياسيا، أيضا".
اقرأ أيضا: هذه أسباب فشل محاولات محاكمة المتورطين في "رابعة" دوليا
وأشار إلى أن "الدراسة الميدانية لـ(تكامل مصر) عقب
فض رابعة آب/ أغسطس 2013، أكدت أن 79% من المصريين يرونها مذبحة ضد الإنسانية، في
حين انحاز 19% منهم لرواية القائمين بالفض ورأوا أنها ضرورة لفرض هيبة
الدولة".
وتابع الخبير بالتحليل المعلوماتي وقياس الرأي العام:
"أما جماعة الإخوان؛ فكانت رابعة وأخواتها المنقذ الذي أعطاهم قبلة النجاة،
بعد أن تأثرت شعبيتهم بشكل كبير؛ نتيجة الفشل بإدارة البلاد - بسببهم أو بسبب
الثورة المضادة - الذي صاحب سنة حكمهم".
وقال: "ولقد ارتفعت شعبية الجماعة مرة أخرى أعقاب
الفض، ثم استقرت عند ما يقارب الـ 27% حاليا، حسب إحصاءات مركز (تكامل مصر)"،
موضحا أنه "لابد وأن نفرق بين شعبية الجماعة وبين شعبية التيار الإسلامي ككل
-بما فيه الإخوان- والتي تقترب من ثلثي المجتمع المصري".
وحول دور الإعلام المصري وأذرع النظام الحاكم في وأد أي
تعاطف مع رابعة وقيادات الجماعة الذين يموتون بالقتل البطيء في السجون، قال خضري،
إن "التعاطف الإنساني شيء، والتأييد السياسي شيء آخر".
وأوضح أنه "ليس كل المعتقلين وضحايا سجون النظام من
الإخوان، بل إن معظم الضحايا والمعتقلين من التيارات الإسلامية الأخرى ومن غير
المنتسبين سياسيا، ولكن الآلة الإعلامية للجماعة سبب شهرة ضحاياها".
وأكد أن "التعاطف مع رابعة وأخواتها ورفض الدم كان
موجودا منذ وقت الفض؛ حتى أن 73% من المصريين قد حملوا السيسي مسؤولية تلك
المذابح؛ حسب الدراسة الميدانية التي أجراها (تكامل مصر) إثر فض رابعة".
"زاد مع كذب السيسي"
ويرى السياسي المصري عمرو عبدالهادي، أن "الصورة
الذهنية بدأت تتغير بالفعل بعد فض رابعة مباشرة؛ فحينما كنا ننزل مظاهرات بعد
الانقلاب كنّا نُهاجم من البيوت، بينما بعد فض رابعة بدأ تغير طفيف".
المحامي الحقوقي، أضاف لـ"عربي21": "أما
بعد سبع سنوات؛ فهناك مؤشرات كثيرة تدل على أن التغيير بات بنسبة 180 درجة، وظهر
هذا في انتخابات رئاسة السيسي، التي زور أعدادها".
وأشار أيضا "لانتخابات (فضيحة) ما يسمى بمجلس
النواب، والاستفتاءات التي تلتها وليس انتهاء بانتخابات مجلس الشيوخ الأسبوع
الماضي، والتي لم يحضر أحد فيها".
وأكد عبدالهادي، أنه "مع الكذب المستمر للسيسي، على
الشعب المصري، وخسارة مياه النيل، وبيع الجزر، وعدم تحسن حالة المواطن وزيادتها
سوءا؛ تواصلت عوامل تغيير الصورة".
وأشار إلى أن "فشل النظام سبب كره الشعب له
لكن دكتاتوريته سبب عزوف شركائه عنه"، معتقدا أن "مقتل الرئيس مرسي جعل
البعض لا يخجل أو يخاف من إعلان التعاطف".